الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر ورعه رضي الله عنه

[أخبرنا المحمدان ، ابن ناصر ، وابن عبد الباقي ، قالا: أخبرنا حمد بن أحمد بن عبد الله الأصفهاني ، حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، قال: حدثنا عمرو بن منصور البصري ، حدثنا عبد الواحد بن زيد بن أسلم الكوفي ، عن مرة الطيب] ، عن زيد بن أرقم ، قال:

كان لأبي بكر الصديق مملوك يغل عليه ، فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة ، فقال له المملوك: ما لك كنت تسألني كل ليلة ولم تسألني الليلة؟ قال: حملني على ذلك الجوع ، من أين جئت بهذا؟ قال: مررت بقوم في الجاهلية فرقيت لهم فوعدوني ، فلما كان اليوم مررت بهم فإذا عرس لهم ، فأعطوني ، فقال: أف لك ، كدت أن تهلكني ، فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ وجعلت لا تخرج ، فقيل له: إن هذه لا تخرج إلا بالماء ، فدعا من ماء فجعل يشرب ويتقيأ حتى رمى بها ، فقيل له: يرحمك الله ، كل هذا من أجل هذه اللقمة ، قال: لولا تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به" . فخشيت أن ينبت شيء من جسدي من هذه اللقمة .

روى المؤلف بإسناده عن إبراهيم النخلي قال:

كان أبو بكر يسمى الأواه ، لرأفته ورحمته

التالي السابق


الخدمات العلمية