ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
162 - الأخنس بن شريق:
واسمه أبي [بن] شريق بن عمرو بن وهب ، [وكان اسمه أبي] فلما أشار على بني زهرة بالرجوع إلى مكة حين توجهوا في النفير إلى بدر يمنعوا العير فقبلوا منه ، قيل:
خنس بهم ، فسمي الأخنس يومئذ .
أسلم يوم فتح مكة ، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حنينا ، فأعطاه مع المؤلفة قلوبهم .
وتوفي في أول خلافة رضي الله عنه عمر
163 - [خولي بن أبي خولي ، واسم أبي خولي عمرو بن زهير بن خيثمة:
شهد بدرا ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وتوفي في هذه السنة
164 - شيرين بن أردشير:
مات في هذه السنة
165 - سليم ، أبو كبشة ، مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
من مولدي أرض دوس ، شهد بدرا ، والمشاهد كلها ، وتوفي يوم استخلف وذلك يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة] عمر ،
166 - عمرو بن الطفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم:
كان أبوه ورد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكة .
[أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر ، قال: أخبرنا قال: [ ص: 153 ] أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، قال: أخبرنا ابن حيويه ، ابن معروف ، قال: أخبرنا ابن الفهم ، قال: حدثنا محمد بن سعد ، قال: أخبرنا محمد بن عمر ، قال: حدثني عبد الله بن جعفر ، عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي] ، قال:
الطفيل الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة ، فقدم كان مكة ، فلقيه رجال من قريش ، فقالوا: إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذي بين أظهرنا قد أعضل بنا وفرق جماعتنا وشتت أمرنا ، وإنما قوله كالسحر يفرق بين الرجل وبين أبيه [وبين أخيه] ، وبين الرجل وزوجته ، وإنا نخشى عليك وعلى قومك مثل ما دخل علينا منه ، فلا [تكلمه ولا] تسمع منه . قال: فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه ، فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذني قطنا ، [فرقا من أن يبلغني شيء من قوله] ، فكان يقال لي: ذو القطنتين .
[قال: فغدوت يوما إلى المسجد] ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يصلي [عند الكعبة] ، فقمت قريبا منه فسمعت بعض قوله ، فقلت في نفسي: واثكل أمي ، والله إني لرجل لبيب شاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني من أن أسمع من هذا [الرجل] ، فإن كان حسنا قبلته ، وإن كان قبيحا تركته .
فمكثت حتى انصرف إلى بيته ، فدخلت معه ، فقلت: إن قومك قالوا لي كذا وكذا ، فاعرض علي أمرك ، فعرض علي الإسلام ، وتلا القرآن ، فقلت: لا والله ما سمعت قولا قط أحسن من هذا ولا أعدل منه ، فأسلمت ، فقلت: يا نبي الله إني امرؤ
[ ص: 154 ]
مطاع في قومي ، وإني راجع إليهم فداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يكون لي عونا عليهم ، فقال: "اللهم اجعل له آية" . فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت بثنية تطلعني على الحاضر وقع نور بين عيني مثل المصباح ، فقلت: اللهم في غير وجهي ، فإني أخشى أن يظنوا بي مثلة وقعت في وجهي لفراق دينهم ، فتحول النور فوقع في رأس سوطي ، فجعل الحاضر يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق ، فأتاني أبي فقلت له: إليك عني فإنك لست من ديني ، ولست منك ، قال: ولم يا بني؟ قلت: إني أسلمت واتبعت دين محمد ، قال: يا بني ديني دينك . [قال]: فقلت: فاذهب فاغتسل وطهر ثيابك ، ففعل فجاء فعرضت عليه الإسلام ، ثم أتتني صاحبتي ، فقلت: إليك عني فلست منك ولست مني ، قالت: ولم بأبي أنت؟ قلت: فرق بيني وبينك الإسلام ، إني أسلمت واتبعت دين محمد ، فقالت: ديني دينك ، فأسلمت ، ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطئوا علي ، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقلت: قد غلبتني دوس فادع الله عليهم ، فقال: وقال لي: "اللهم اهد دوسا" . "اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم" . فخرجت أدعوهم حتى هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ومضت بدر وأحد والخندق ، ثم قدمت بمن أسلم من [قومي] ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس ، ولحقنا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر ، فأسهم لنا مع المسلمين ، وقلنا: يا رسول الله ، اجعلنا في ميمنتك ، واجعل شعارنا مبرورا ، ففعل .
فلم أزل مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى فتح مكة ، فقلت: ابعثني يا رسول الله ، إلى ذي الكفين ، صنم عمرو بن حممة أحرقه ، فبعثه إليه فحرقه ، فلما أحرقه بان لمن تمسك به أنه ليس على شيء ، فأسلموا جميعا ، ورجع الطفيل ، فكان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى مات .
فلما ارتدت العرب خرج مع المسلمين فجاهد ، ثم سار مع المسلمين إلى اليمامة ومعه ابنه عمرو ، الطفيل باليمامة ، وقطعت يد ابنه ، ثم استبل وصحت يده . [ ص: 155 ] فقتل
فبينا هو عند رضي الله عنه إذ أتي بطعام فتنحى عنه ، فقال عمر: ما لك لعلك تنحيت لمكان يدك؟ قال: أجل ، قال: والله لا أذوقه حتى تسوطه بيدك ، فوالله ما في القوم أحد بعضه في الجنة غيرك . ثم خرج عام عمر بن الخطاب اليرموك في خلافة رضي الله عنه فقتل شهيدا . عمر بن الخطاب
167 - [عبد الله خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
وقد سبق ذكر موته ، توفي في هذه السنة]