ثم دخلت سنة اثنتين وعشرين
فمن الحوادث فيها:
أن الصائفة ، ودخل بلاد الروم في عشرة آلاف من المسلمين . معاوية غزا
[أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، قال: أنبأنا أبو عثمان الصابوني ، قالا: أخبرنا وأبو بكر البيهقي ، أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم ، قال: حدثني أبو بكر محمد بن الفضل الفقيه ، قال: حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن علي ، قال: حدثنا صالح بن علي النوفلي ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي ، قال: حدثنا عمر بن المغيرة ، عن عطاء بن العجلان ، عن عكرمة ، عن ] قال: أسرت الروم ابن عباس عبد الله بن حذافة السهمي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له الطاغية: تنصر ، وإلا قتلتك أو ألقيتك في النقرة النحاس . قال: ما أفعل . فدعا بنقرة نحاس فملئت زيتا وأغليت ، ودعا رجلا من المسلمين ، فعرض عليه النصرانية فأبى ، فألقاه في النقرة ، فإذا بعظامه تلوح .
فقال لعبد الله بن حذافة : تنصر وإلا ألقيتك . قال: ما أفعل . فأمر به أن يلقى في النقرة ، فكتفوه فبكى ، فقالوا: قد جزع وبكى . قال: ردوه . قال: فقال: لا تظن أني بكيت جزعا ، ولكن بكيت إذ ليس بي إلا نفس واحدة يفعل بها هذا في [سبيل] الله عز وجل ، كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعرة في ، ثم تسلط علي فتفعل بي هذا . قال: فأعجب به ، وأحب أن يطلقه ، فقال: قبل رأسي وأطلقك . قال: ما أفعل . [ ص: 321 ]
قال: تنصر وأزوجك ابنتي وأقاسمك ملكي . قال: ما أفعل . قال: قبل رأسي وأطلق معك ثمانين من المسلمين . فقال: أما هذا فنعم . فقبل رأسه فأطلقه وثمانين معه .
فلما قدموا على قام إليه عمر فقبل رأسه ، عمر فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمازحون عبد الله فيقولون: قبل رأس العلج .
ومن الحوادث في هذه السنة: أن رضي الله عنه كتب إلى عمر نعيم بن مقرن : أن سر حتى تأتي همدان ، وابعث على مقدمتك سويد بن مقرن ، وعلى مجنبتك ربعي بن عامر ، ومهلهل بن زيد الطائي ، فخرج حتى نزل ثنية العسل -وسميت "ثنية العسل" لأجل العسل الذي أصابوا فيها عند وقعة نهاوند ، ثم انحدر نعيم من الثنية حتى نزل على مدينة همدان ، وقد تحصنوا فيها ، فحاصرهم واستولى على بلاد همدان كلها ، فلما رأى ذلك أهل همدان سألوه الصلح فأجابهم ، وقبل منهم الجزية .
وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل وجيوشه عليها . عمر ،