[ ص: 377 ] وخلافته] عمر بن عبد العزيز [مبايعة سيدنا
بويع بالخلافة بعهد من سليمان، في صفر، سنة تسع وتسعين كما تقدم، فمكث فيها سنتين وخمسة أشهر، نحو خلافة - رضي الله عنه - ملأ فيها الأرض عدلا، ورد المظالم، وسن السنن الحسنة. الصديق
ولما قرئ كتاب العهد باسمه.. عقر وقال: (والله؛ إن هذا الأمر ما سألته الله قط)، وقدم إليه صاحب المراكب مركب الخليفة فأبى وقال: (ائتوني ببغلتي).
قال الحكم بن عمر: (شهدت حين جاءه أصحاب المراكب يسألونه العلوفة ورزق خدمتها، قال: ابعث بها إلى أمصار عمر بن عبد العزيز الشام يبيعونها فيمن يزيد، واجعل أثمانها في مال الله، تكفيني بغلتي هذه الشهباء).
وقال عمر بن ذر: (لما رجع من جنازة عمر سليمان ... قال له مولاه: ما لي أراك مغتما؟ قال: لمثل ما أنا فيه فليغتم، ليس أحد من الأمة.. إلا وأنا أريد أن أوصل إليه حقه غير كاتب إلي فيه، ولا طالبه مني).
وعن عمرو بن مهاجر وغيره: (أن لما استخلف.. قام في الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس؛ إنه لا كتاب بعد القرآن، ولا نبي بعد عمر محمد صلى الله عليه وسلم، ألا وإني لست بقاض ولكني منفذ، ولست بمبتدع ولكني متبع، ولست بخير من أحدكم ولكني أثقلكم حملا؛ إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
وعن قال: (كتب الزهري إلى عمر بن عبد العزيز يكتب إليه [ ص: 378 ] بسيرة سالم بن عبد الله في الصدقات، فكتب إليه بالذي سأل، وكتب إليه: إنك إن عملت بمثل عمل عمر بن الخطاب في زمانه ورجاله في مثل زمانك ورجالك.. كنت عند الله خيرا من عمر عمر).
وعن حماد: لما استخلف... بكى، عمر فقال: يا أبا فلان؛ أتخشى علي؟ قال: كيف حبك للدرهم؟ قال: لا أحبه، قال: لا تخف؛ فإن الله سيعينك). (أن