الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            معلومات الكتاب

                                                            المصباح المنير في غريب الشرح الكبير

                                                            أبو العباس الفيومي - أحمد بن محمد بن علي الفيومي

                                                            صفحة جزء
                                                            ( ف ر ض ) : فرضة القوس موضع حزها للوتر والجمع [ ص: 469 ] فرض وفراض مثل برمة وبرم وبرام والفرضة في الحائط ونحوه كالفرجة وجمعها فرض وفرضة النهر الثلمة التي ينحدر منها الماء وتصعد منها السفن وفرضت الخشبة فرضا من باب ضرب حززتها وفرض القاضي النفقة فرضا أيضا قدرها وحكم بها والفريضة فعيلة بمعنى مفعولة والجمع فرائض قيل اشتقاقها من الفرض الذي هو التقدير لأن الفرائض مقدرات وقيل من فرض القوس وقد اشتهر على ألسنة الناس تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإنها نصف العلم بتأنيث الضمير وإعادته إلى الفرائض لأنها جمع مؤنث ونقل وعلموه فإنه نصف العلم بالتذكير بإعادته على محذوف تنبيها على حذفه والتقدير تعلموا علم الفرائض ومثله في التنزيل { وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون } والأصل كم من أهل قرية فأعاد الضمير في قوله أهلكناها على المضاف إليه .

                                                            وفي قوله ( { هم قائلون } ) على المضاف المحذوف قيل سماه نصف العلم باعتبار قسمة الأحكام إلى متعلق بالحي وإلى متعلق بالميت وقيل توسعا والمراد الحث عليه كما في قوله { الحج عرفة } وفرض الله الأحكام فرضا أوجبها فالفرض المفروض جمعه فروض مثل فلس وفلوس والفرض جنس من التمر بعمان .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية