الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            ( و س ط ) : الوسط بالتحريك المعتدل يقال شيء وسط أي بين الجيد والرديء وعبد وسط وأمة وسط وشيء أوسط وللمؤنث وسطى بمعناه .

                                                            وفي التنزيل { من أوسط ما تطعمون } أي من وسط بمعنى المتوسط واليوم الأوسط والليلة الوسطى ويجمع الأوسط على الأواسط مثل الأفضل والأفاضل ويجمع الوسطى على الوسط مثل الفضلى والفضل وإذا أريد الليالي قيل العشر الوسط وإن أريد الأيام قيل العشرة الأواسط وقولهم العشر الأوسط عامي ولا عبرة بما فشا على ألسنة العوام مخالفا لما نقله أئمة اللغة فقد قال أبو سليمان الخطابي وجماعة إن لفظ الحديث تناقلته أيدي العجم حتى فشا فيه اللحن وتلعبت به الألسن اللكن [ ص: 659 ] حتى حرفوا بعضه عن مواضعه وما هذه سبيله فلا يحتج بألفاظه المخالفة لأن المحدثين لم ينقلوا الحديث لضبط ألفاظه حتى يحتج بها بل لمعانيه ولهذا أجازوا نقل الحديث بالمعنى ولهذا قد تختلف ألفاظ الحديث الواحد اختلافا كثيرا ولأن العشر جمع والأوسط مفرد ولا يخبر عن الجمع بمفرد على أنه يحتمل غلط الكاتب بسقوط الألف من الأواسط والهاء من العشرة وحقيقة الوسط ما تساوت أطرافه وقد يراد به ما يكتنف من جوانبه ولو من غير تساو كما قيل إن صلاة الظهر هي الوسطى ويقال ضربت وسط رأسه بالفتح لأنه اسم لما يكتنفه من جهاته غيره ويصح دخول العوامل عليه فيكون فاعلا ومفعولا ومبتدأ فيقال اتسع وسطه وضربت وسط رأسه وجلست في وسط الدار ووسطه خير من طرفه قالوا والسكون فيه لغة وأما وسط بالسكون فهو بمعنى بين نحو جلست وسط القوم أي بينهم ويقال وسطت القوم والمكان أسط وسطا من باب وعد إذا توسطت بين ذلك والفاعل .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية