وقال الأزهري : إذا أكثرت الملح قلت ملحتها تمليحا وسمك ملح ومملوح ومليح وهو المقدد ولا يقال مالح إلا في لغة رديئة والملاحة بالتثقيل منبت الملح وملح الماء ملوحة هذه لغة أهل العالية والفاعل منها ملح بفتح الميم وكسر اللام مثل خشن خشونة فهو خشن هذا هو الأصل في اسم الفاعل وبه قرأ { طلحة بن مصرف وهذا ملح أجاج } لكن لما كثر استعماله خفف واقتصر في الاستعمال عليه فقيل ملح بكسر الميم وسكون اللام وأهل الحجاز يقولون أملح الماء إملاحا والفاعل مالح من النوادر التي جاءت على غير قياس نحو أبقل الموضع فهو باقل وأغضى الليل فهو غاض وسيأتي في الخاتمة إن شاء الله تعالى وأنشد ابن فارس
وماء قوم مالح وناقع
ونقله أيضا عن وأنشد بعضهم ابن الأعرابي لعمر بن أبي ربيعةولو تفلت في البحر والبحر مالح لأصبح ماء البحر من ريقها عذبا
وقال في المجرد : ماء مالح وملح بمعنى وقال ابن السيد في مثلث اللغة ماء ملح ولا يقال مالح في قول أكثر أهل اللغة وعبارة المتقدمين فيه ومالح قليل ويعنون بقلته كونه لم يجئ على فعله فلم يهتد بعض المتأخرين إلى مغزاهم وحملوا القلة على الشهرة والثبوت وليس كذلك بل هي محمولة على جريانه على فعله كيف وقد نقل أنها لغة حجازية وصرح أهل اللغة بأن أهل الحجاز كانوا يختارون من اللغات أفصحها ومن الألفاظ أعذبها فيستعملونه ولهذا نزل القرآن بلغتهم وكان منهم أفصح العرب وما ثبت أنه من لغتهم لا يجوز القول بعدم فصاحته وقد قالوا في الفعل ملح الماء ملوحا من باب قعد وقياس هذا مالح فعلى هذا هو جار على القياس .