( فصل ) قال كل جمع لغير الناس سواء كان واحده مذكرا أو مؤنثا كالإبل والأرحل والبغال فإنه مؤنث وكل ما جمع على التكسير للناس وسائر الحيوان الناطق يجوز تذكيره وتأنيثه مثل الرجال والملوك والقضاة والملائكة فإن جمعته بالواو لم يجز إلا التذكير نحو الزيدون قاموا وكل جمع يكون بينه وبين واحده الهاء نحو بقر وبقرة فإنه يذكر ويؤنث وكل جمع في آخره تاء فهو مؤنث نحو حمامات وجرادات وتمرات ودريهمات ودنينيرات هذا لفظه ، أما تذكير الزيدون قاموا فلأن لفظ الواحد موجود في الجمع بخلاف المكسر نحو قامت الزيود حيث يجوز التأنيث لأن لفظ الواحد غير موجود في الجمع فاجترئ على الجمع بالتأنيث باعتبار الجماعة وأجاز أبو إسحاق الزجاج قامت الزيدون بالتأنيث [ ص: 705 ] باعتبار الجماعة وقياسا على قامت الزيود قال ومثله قوله تعالى { ابن بابشاذ إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل } فأنث مع الجمع السالم وهو ضعيف سماعا وأما قياسه على قامت بنو فلان فالواحد المستعمل في الإفراد غير موجود في الجمع فأشبه جمع التكسير حتى نقل عن الجرجاني أن البنين جمع تكسير وإنما جمع بالواو والنون جبرا لما نقص كالأرضين والسنين وفيه نظر .