وفي البخاري أيضا عن أبي برزة : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخر العشاء } . وقال أنس : { أخر النبي صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة } .
وفي حديث عائشة : { أعتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعتمة } .
وقول أنس في البخاري : " العشاء الآخرة يدل على العشاء الأولى " .
وفي الحديث : { لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء يدعونها العتمة } ; لأنهم يعتمون بحلاب الإبل .
وهذه أخبار متعارضة لا يعلم منها الأول من الآخر بالتاريخ ، لكن كل حديث بذاته يبين وقته ، وذلك أن النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن تسمية صلاة المغرب عشاء ، وعن تسمية صلاة العشاء عتمة ثابت ; فلا مرد له من أقوال الصحابة فضلا عمن عداهم .
وقد كان ابن عمر يقول : من قال صلاة العتمة فقد أثم . وقال ابن القاسم : قال مالك : { ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم } فالله سماها صلاة العشاء ، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تسمى بما سماها به الله ، ويعلمها الإنسان أهله وولده ، ولا يقل عتمة إلا عند خطاب من لا يفهم ، وقد قال حسان :
وكان لا يزال بها أنيس خلال مروجها نعم وشاء فدع هذا ولكن من لطيف
يؤرقني إذا ذهب العشاء


