المسألة السابعة : قال جماعة من فقهاء الأمصار ، منهم أبو حنيفة والشافعي وعبد العزيز بن أبي سلمة : ، ورفعوا في ذلك حديثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح إسناده ، وقد بيناه في مسائل الخلاف . وهو أيضا يبعد معنى فإنه لو قال : الاستطالة الزاد والراحلة لكان أولى في النفس ، فإن السبيل في اللغة هي الطريق ، والاستطاعة ما يكسب سلوكها ، وهي صحة البدن ووجود القوت لمن يقدر على المشي ، ومن لم يقدر على المشي فالركوب زيادة على صحة البدن ووجود القوت . السبيل : الزاد والراحلة
وقد روى ابن القاسم ، وأشهب ، عن وابن وهب أنه سئل عن هذه الآية فقال : " الناس في ذلك على طاقتهم ويسرهم وجلدهم " . قال مالك أشهب : أهو الزاد والراحلة ؟ قال : لا والله ، وما ذلك إلا قدر طاقة الناس ، وقد يجد الزاد والراحلة ولا يقدر على السير ، وآخر يقدر أن يمشي على رجليه ، ولا صفة في ذلك أبين مما أنزل الله ، وهذا بالغ في البيان منه . [ ص: 378 ]
وقال علماؤنا : لو صح حديث الخوزي : الزاد والراحلة لحملناه على عموم الناس ، والغالب منهم في الأقطار البعيدة ، وخروج مطلق الكلام على غالب الأحوال كثير في الشريعة ، وفي كلام العرب وأشعارها .