قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61وإذا جاءوكم قالوا آمنا وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به والله أعلم بما كانوا يكتمون وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61وإذا جاءوكم قالوا آمنا هذه صفة المنافقين ، والمعنى أنهم لم ينتفعوا بشيء مما سمعوه ، بل دخلوا كافرين وخرجوا كافرين .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61والله أعلم بما كانوا يكتمون [ ص: 174 ] أي : من نفاقهم ، وقيل : المراد اليهود الذين قالوا : آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار إذا دخلتم
المدينة ، واكفروا آخره إذا رجعتم إلى بيوتكم ، يدل عليه ما قبله من ذكرهم وما يأتي . قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62وترى كثيرا منهم يعني من
اليهود .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62يسارعون في الإثم والعدوان أي : يسابقون في المعاصي والظلم
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لولا ينهاهم الربانيون والأحبار لولا بمعنى فلا . ينهاهم يزجرهم . الربانيون علماء
النصارى . والأحبار ) علماء
اليهود قاله
الحسن ، وقيل الكل في
اليهود ; لأن هذه الآيات فيهم . ثم وبخ علماءهم في تركهم نهيهم فقال : لبئس ما كانوا يصنعون كما وبخ من يسارع في الإثم بقوله : لبئس ما كانوا يعملون ودلت الآية على أن
nindex.php?page=treesubj&link=24661تارك النهي عن المنكر كمرتكب المنكر ; فالآية توبيخ للعلماء في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقد مضى القول في هذا المعنى في ( البقرة ) و ( آل عمران ) ، وروى
سفيان بن عيينة قال : حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان بن سعيد عن
مسعر قال : بلغني أن ملكا أمر أن يخسف بقرية فقال : يا رب فيها فلان العابد فأوحى الله تعالى إليه : ( أن به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في ساعة قط ) ، وفي صحيح
الترمذي :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830443 ( إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ) ، وسيأتي . والصنع بمعنى العمل إلا أنه يقتضي الجودة ; يقال : سيف صنيع إذا جود عمله .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا هَذِهِ صِفَةُ الْمُنَافِقِينَ ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُمْ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِشَيْءٍ مِمَّا سَمِعُوهُ ، بَلْ دَخَلُوا كَافِرِينَ وَخَرَجُوا كَافِرِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=61وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ [ ص: 174 ] أَيْ : مِنْ نِفَاقِهِمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ الْيَهُودُ الَّذِينَ قَالُوا : آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ إِذَا دَخَلْتُمْ
الْمَدِينَةَ ، وَاكْفُرُوا آخِرَهُ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَى بُيُوتِكُمْ ، يَدُلُّ عَلَيْهِ مَا قَبْلَهُ مِنْ ذِكْرِهِمْ وَمَا يَأْتِي . قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَعْنِي مِنَ
الْيَهُودِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ أَيْ : يُسَابِقُونَ فِي الْمَعَاصِي وَالظُّلْمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=62وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=63لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ لَوْلَا بِمَعْنَى فَلَا . يَنْهَاهُمْ يَزْجُرُهُمْ . الرَّبَّانِيُّونَ عُلَمَاءُ
النَّصَارَى . وَالْأَحْبَارُ ) عُلَمَاءُ
الْيَهُودِ قَالَهُ
الْحَسَنُ ، وَقِيلَ الْكُلُّ فِي
الْيَهُودِ ; لِأَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ فِيهِمْ . ثُمَّ وَبَّخَ عُلَمَاءَهُمْ فِي تَرْكِهِمْ نَهْيَهُمْ فَقَالَ : لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ كَمَا وَبَّخَ مَنْ يُسَارِعُ فِي الْإِثْمِ بِقَوْلِهِ : لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وَدَلَّتِ الْآيَةُ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24661تَارِكَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ كَمُرْتَكِبِ الْمُنْكَرِ ; فَالْآيَةُ تَوْبِيخٌ لِلْعُلَمَاءِ فِي تَرْكِ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي هَذَا الْمَعْنَى فِي ( الْبَقَرَةِ ) وَ ( آلِ عِمْرَانَ ) ، وَرَوَى
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ
مِسْعَرٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ مَلَكًا أُمِرَ أَنْ يَخْسِفَ بِقَرْيَةٍ فَقَالَ : يَا رَبِّ فِيهَا فُلَانٌ الْعَابِدُ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : ( أَنْ بِهِ فَابْدَأْ فَإِنَّهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ فِي سَاعَةٍ قَطُّ ) ، وَفِي صَحِيحِ
التِّرْمِذِيِّ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=830443 ( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ وَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِهِ ) ، وَسَيَأْتِي . وَالصُّنْعُ بِمَعْنَى الْعَمَلِ إِلَّا أَنَّهُ يَقْتَضِي الْجَوْدَةَ ; يُقَالُ : سَيْفٌ صَنِيعٌ إِذَا جُوِّدَ عَمَلُهُ .