[ ص: 101 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142ومن الأنعام حمولة وفرشا عطف على ما تقدم . أي وأنشأ حمولة وفرشا من الأنعام . وللعلماء في الأنعام ثلاثة أقوال : أحدها : أن الأنعام الإبل خاصة ; وسيأتي في " النحل " بيانه . الثاني : أن الأنعام الإبل وحدها ، وإذا كان معها بقر وغنم فهي أنعام أيضا . الثالث : وهو أصحها قاله
أحمد بن يحيى : الأنعام كل ما أحله الله عز وجل من الحيوان . ويدل على صحة هذا قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم وقد تقدم . والحمولة ما أطاق الحمل والعمل ; عن
ابن مسعود وغيره . ثم قيل : يختص اللفظ بالإبل . وقيل : كل ما احتمل عليه الحي من حمار أو بغل أو بعير ; عن
أبي زيد ، سواء كانت عليه الأحمال أو لم تكن .
قال
عنترة :
ما راعني إلا حمولة أهلها وسط الديار تسف حب الحمحم
وفعولة بفتح الفاء إذا كانت بمعنى الفاعل استوى فيها المؤنث والمذكر ; نحو قولك : رجل فروقة وامرأة فروقة للجبان والخائف . ورجل صرورة وامرأة صرورة إذا لم يحجا ; ولا جمع له . فإذا كانت بمعنى المفعول فرق بين المذكر والمؤنث بالهاء كالحلوبة والركوبة . والحمولة " بضم الحاء " : الأحمال . وأما الحمول " بالضم بلا هاء " فهي الإبل التي عليها الهوادج ، كان فيها نساء أو لم يكن ; عن
أبي زيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وفرشا قال
الضحاك : الحمولة من الإبل والبقر . والفرش : الغنم .
النحاس : واستشهد لصاحب هذا القول بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثمانية أزواج قال : ف ( ثمانية ) بدل من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142حمولة وفرشا . وقال
الحسن : الحمولة الإبل . والفرش : الغنم . وقال
ابن عباس : الحمولة كل ما حمل من الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير . والفرش : الغنم . وقال
ابن زيد : الحمولة ما يركب ، والفرش ما يؤكل لحمه ويحلب ; مثل الغنم والفصلان والعجاجيل ; سميت فرشا للطافة أجسامها وقربها من الفرش ، وهي الأرض المستوية التي يتوطؤها الناس . قال الراجز :
أورثني حمولة وفرشا أمشها في كل يوم مشا
[ ص: 102 ] وقال آخر :
وحوينا الفرش من أنعامكم والحمولات وربات الحجل
قال
الأصمعي : لم أسمع له بجمع . قال : ويحتمل أن يكون مصدرا سمي به ; من قولهم : فرشها الله فرشا ، أي بثها بثا . والفرش : المفروش من متاع البيت . والفرش : الزرع إذا فرش . والفرش : الفضاء الواسع . والفرش في رجل البعير : اتساع قليل ، وهو محمود . وافترش الشيء انبسط ; فهو لفظ مشترك . وقد يرجع قوله تعالى : وفرشا إلى هذا . قال
النحاس : ومن أحسن ما قيل فيهما أن الحمولة المسخرة المذللة للحمل . والفرش ما خلقه الله عز وجل من الجلود والصوف مما يجلس عليه ويتمهد . وباقي الآية قد تقدم .
[ ص: 101 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا عَطْفٌ عَلَى مَا تَقَدَّمَ . أَيْ وَأَنْشَأَ حَمُولَةً وَفَرْشًا مِنَ الْأَنْعَامِ . وَلِلْعُلَمَاءِ فِي الْأَنْعَامِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ : أَحَدُهَا : أَنَّ الْأَنْعَامَ الْإِبِلُ خَاصَّةً ; وَسَيَأْتِي فِي " النَّحْلِ " بَيَانُهُ . الثَّانِي : أَنَّ الْأَنْعَامَ الْإِبِلُ وَحْدَهَا ، وَإِذَا كَانَ مَعَهَا بَقَرٌ وَغَنَمٌ فَهِيَ أَنْعَامٌ أَيْضًا . الثَّالِثُ : وَهُوَ أَصَحُّهَا قَالَهُ
أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : الْأَنْعَامُ كُلُّ مَا أَحَلَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْحَيَوَانِ . وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَالْحَمُولَةُ مَا أَطَاقَ الْحَمْلَ وَالْعَمَلَ ; عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِ . ثُمَّ قِيلَ : يَخْتَصُّ اللَّفْظُ بِالْإِبِلِ . وَقِيلَ : كُلُّ مَا احْتَمَلَ عَلَيْهِ الْحَيَّ مِنْ حِمَارٍ أَوْ بَغْلٍ أَوْ بَعِيرٍ ; عَنْ
أَبِي زَيْدٍ ، سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَيْهِ الْأَحْمَالُ أَوْ لَمْ تَكُنْ .
قَالَ
عَنْتَرَةُ :
مَا رَاعَنِي إِلَّا حَمُولَةُ أَهْلِهَا وَسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الْحِمْحِمِ
وَفَعُولَةٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ إِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ اسْتَوَى فِيهَا الْمُؤَنَّثُ وَالْمُذَكَّرُ ; نَحْوَ قَوْلِكَ : رَجُلٌ فَرُوقَةٌ وَامْرَأَةٌ فَرُوقَةٌ لِلْجَبَانِ وَالْخَائِفِ . وَرَجُلٌ صَرُورَةٌ وَامْرَأَةٌ صَرُورَةٌ إِذَا لَمْ يَحُجَّا ; وَلَا جَمْعَ لَهُ . فَإِذَا كَانَتْ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ فُرِّقَ بَيْنَ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ بِالْهَاءِ كَالْحَلُوبَةِ وَالرَّكُوبَةِ . وَالْحُمُولَةُ " بِضَمِّ الْحَاءِ " : الْأَحْمَالُ . وَأَمَّا الْحُمُولُ " بِالضَّمِّ بِلَا هَاءٍ " فَهِيَ الْإِبِلُ الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ ، كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ ; عَنْ
أَبِي زَيْدٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142وَفَرْشًا قَالَ
الضَّحَّاكُ : الْحَمُولَةُ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ . وَالْفَرْشُ : الْغَنَمُ .
النَّحَّاسُ : وَاسْتُشْهِدَ لِصَاحِبِ هَذَا الْقَوْلِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=143ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ قَالَ : فَ ( ثَمَانِيَةَ ) بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=142حَمُولَةً وَفَرْشًا . وَقَالَ
الْحَسَنُ : الْحَمُولَةُ الْإِبِلُ . وَالْفَرْشُ : الْغَنَمُ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الْحَمُولَةُ كُلُّ مَا حَمَلَ مِنَ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْخَيْلِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ . وَالْفَرْشُ : الْغَنَمُ . وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : الْحَمُولَةُ مَا يُرْكَبُ ، وَالْفَرْشُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَيُحْلَبُ ; مِثْلَ الْغَنَمِ وَالْفِصْلَانِ وَالْعَجَاجِيلِ ; سُمِّيَتْ فَرْشًا لِلَطَافَةِ أَجْسَامِهَا وَقُرْبِهَا مِنَ الْفَرْشِ ، وَهِيَ الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ الَّتِي يَتَوَطَّؤُهَا النَّاسُ . قَالَ الرَّاجِزُ :
أَوْرَثَنِي حَمُولَةً وَفَرْشًا أَمُشُّهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَشًّا
[ ص: 102 ] وَقَالَ آخَرُ :
وَحَوَيْنَا الْفَرْشَ مِنْ أَنْعَامِكُمْ وَالْحُمُولَاتِ وَرَبَّاتِ الْحَجَلِ
قَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : لَمْ أَسْمَعْ لَهُ بِجَمْعٍ . قَالَ : وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مَصْدَرًا سُمِّيَ بِهِ ; مِنْ قَوْلِهِمْ : فَرَشَهَا اللَّهُ فَرْشًا ، أَيْ بَثَّهَا بَثًّا . وَالْفَرْشُ : الْمَفْرُوشُ مِنْ مَتَاعِ الْبَيْتِ . وَالْفَرْشُ : الزَّرْعُ إِذَا فُرِشَ . وَالْفَرْشُ : الْفَضَاءُ الْوَاسِعُ . وَالْفَرْشُ فِي رِجْلِ الْبَعِيرِ : اتِّسَاعٌ قَلِيلٌ ، وَهُوَ مَحْمُودٌ . وَافْتَرَشَ الشَّيْءَ انْبَسَطَ ; فَهُوَ لَفْظٌ مُشْتَرَكٌ . وَقَدْ يَرْجِعُ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَفَرْشًا إِلَى هَذَا . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَمِنْ أَحْسَنَ مَا قِيلَ فِيهِمَا أَنَّ الْحَمُولَةَ الْمُسَخَّرَةُ الْمُذَلَّلَةُ لِلْحَمْلِ . وَالْفَرْشَ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْجُلُودِ وَالصُّوفِ مِمَّا يُجْلَسُ عَلَيْهِ وَيُتَمَهَّدُ . وَبَاقِي الْآيَةِ قَدْ تَقَدَّمَ .