وقوله : اثنتي عشرة والسبط مذكر لأن بعده أمما فذهب التأنيث إلى الأمم . ولو قال : اثني عشر لتذكير السبط جاز ; عن الفراء . وقيل : أراد بالأسباط القبائل والفرق ; فلذلك أنث العدد . قال الشاعر :
وإن قريشا كلها عشر أبطن وأنت بريء من قبائلها العشر
فذهب بالبطن إلى القبيلة والفصيلة ; فلذلك أنثها . والبطن مذكر ; كما أن الأسباط جمع مذكر . الزجاج : المعنى قطعناهم اثنتي عشرة فرقة .أسباطا بدل من اثنتي عشرة أمما نعت للأسباط . وروى المفضل عن عاصم ( وقطعناهم ) مخففا .
أسباطا الأسباط في ولد إسحاق بمنزلة القبائل في ولد إسماعيل عليهما السلام . والأسباط مأخوذ من السبط وهو شجر تعلفه الإبل . وقد مضى في " البقرة " مستوفى .
وقد روى معمر عن عن همام بن منبه أبي هريرة فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم قالوا : حبة في شعرة . وقيل لهم : ادخلوا الباب سجدا فدخلوا متوركين على أستاههم . عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل :
بما كانوا يظلمون مرفوع ; لأنه فعل مستقبل وموضعه نصب . و ما بمعنى المصدر ، أي بظلمهم وقد مضى في " البقرة " ما في هذه الآية من المعاني والأحكام . والحمد لله .