" يأكلن " مجاز ، والمعنى يأكل أهلهن .
ما قدمتم لهن أي ما ادخرتم لأجلهن ; ونحوه قول القائل :
نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم
والنهار لا يسهو ، والليل لا ينام ; وإنما يسهى في النهار ، وينام في الليل . وحكى عن أبيه : أن زيد بن أسلم يوسف كان يضع طعام الاثنين فيقربه إلى رجل واحد فيأكل بعضه ، حتى إذا كان يوم قربه له فأكله كله ; فقال يوسف : هذا أول يوم من السبع الشداد .
" إلا قليلا " نصب على الاستثناء .
مما تحصنون أي مما تحبسون لتزرعوا ; لأن في استبقاء البذر تحصين الأقوات . وقال أبو عبيدة : تحرزون . وقال قتادة : " تحصنون " تدخرون ، والمعنى واحد ; وهو يدل على جواز . احتكار الطعام إلى وقت الحاجة
[ ص: 179 ] الثانية : هذه الآية أصل في صحة ، وأنها تخرج على حسب ما رأى ، لا سيما إذا تعلقت بمؤمن ; فكيف إذا كانت آية لنبي . ومعجزة لرسول ، وتصديقا لمصطفى للتبليغ ، وحجة للواسطة بين الله - جل جلاله - وبين عباده . رؤيا الكافر