قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم تقدم في البقرة مستوفى والحمد لله . قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وإذ تأذن ربكم قيل : هو من قول
موسى لقومه . وقيل : هو من قول الله ; أي واذكر يا
محمد إذ قال ربك كذا . و " تأذن " وأذن بمعنى أعلم ; مثل أوعد وتوعد ; روي معنى ذلك عن
الحسن وغيره . ومنه الأذان ; لأنه إعلام ; قال الشاعر :
فلم نشعر بضوء الصبح حتى سمعنا في مجالسنا الأذينا
وكان
ابن مسعود يقرأ : " وإذ قال ربكم " والمعنى واحد .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لئن شكرتم لأزيدنكم أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي .
الحسن : لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي .
ابن عباس : لئن وحدتم وأطعتم لأزيدنكم من الثواب ، والمعنى متقارب في هذه الأقوال ;
[ ص: 300 ] والآية نص في أن
nindex.php?page=treesubj&link=19607الشكر سبب المزيد ; وقد تقدم في " البقرة " ما للعلماء في معنى الشكر . وسئل بعض الصلحاء عن الشكر لله فقال : ألا تتقوى بنعمه على معاصيه . وحكي عن
داود - عليه السلام - أنه قال : أي رب كيف أشكرك ، وشكري لك نعمة مجددة منك علي . قال : يا
داود الآن شكرتني . قلت :
nindex.php?page=treesubj&link=19606فحقيقة الشكر على هذا الاعتراف بالنعمة للمنعم . وألا يصرفها في غير طاعته ; وأنشد
الهادي وهو يأكل :
أنالك رزقه لتقوم فيه بطاعته وتشكر بعض حقه
فلم تشكر لنعمته ولكن قويت على معاصيه برزقه
فغص باللقمة ، وخنقته العبرة . وقال
جعفر الصادق : إذا سمعت النعمة نعمة الشكر فتأهب للمزيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7ولئن كفرتم إن عذابي لشديد أي جحدتم حقي . وقيل : نعمي ; وعد بالعذاب على الكفر ، كما وعد بالزيادة على الشكر ، وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من " إن " للشهرة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=6وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ تَقَدَّمَ فِي الْبَقَرَةِ مُسْتَوْفًى وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ قِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ
مُوسَى لِقَوْمِهِ . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ ; أَيْ وَاذْكُرْ يَا
مُحَمَّدُ إِذْ قَالَ رَبُّكَ كَذَا . وَ " تَأَذَّنَ " وَأَذَّنَ بِمَعْنَى أَعْلَمَ ; مِثْلُ أَوْعَدَ وَتَوَعَّدَ ; رُوِيَ مَعْنَى ذَلِكَ عَنِ
الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ . وَمِنْهُ الْأَذَانُ ; لِأَنَّهُ إِعْلَامٌ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
فَلَمْ نَشْعُرْ بِضَوْءِ الصُّبْحِ حَتَّى سَمِعْنَا فِي مَجَالِسِنَا الْأَذِينَا
وَكَانَ
ابْنُ مَسْعُودٍ يَقْرَأُ : " وَإِذْ قَالَ رَبُّكُمْ " وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ أَيْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ إِنْعَامِي لَأَزِيدَنَّكُمْ مِنْ فَضْلِي .
الْحَسَنُ : لَئِنْ شَكَرْتُمْ نِعْمَتِي لَأَزِيدَنَّكُمْ مِنْ طَاعَتِي .
ابْنُ عَبَّاسٍ : لَئِنْ وَحَّدْتُمْ وَأَطَعْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ مِنَ الثَّوَابِ ، وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ فِي هَذِهِ الْأَقْوَالِ ;
[ ص: 300 ] وَالْآيَةُ نَصٌّ فِي أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19607الشُّكْرَ سَبَبُ الْمَزِيدِ ; وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْبَقَرَةِ " مَا لِلْعُلَمَاءِ فِي مَعْنَى الشُّكْرِ . وَسُئِلَ بَعْضُ الصُّلَحَاءِ عَنِ الشُّكْرِ لِلَّهِ فَقَالَ : أَلَّا تَتَقَوَّى بِنِعَمِهِ عَلَى مَعَاصِيهِ . وَحُكِيَ عَنْ
دَاوُدَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنَّهُ قَالَ : أَيْ رَبِّ كَيْفَ أَشْكُرُكَ ، وَشُكْرِي لَكَ نِعْمَةٌ مُجَدَّدَةٌ مِنْكَ عَلَيَّ . قَالَ : يَا
دَاوُدُ الْآنَ شَكَرْتَنِي . قُلْتُ :
nindex.php?page=treesubj&link=19606فَحَقِيقَةُ الشُّكْرِ عَلَى هَذَا الِاعْتِرَافِ بِالنِّعْمَةِ لِلْمُنْعِمِ . وَأَلَّا يَصْرِفَهَا فِي غَيْرِ طَاعَتِهِ ; وَأَنْشَدَ
الْهَادِي وَهُوَ يَأْكُلُ :
أَنَالَكَ رِزْقَهُ لِتَقُومَ فِيهِ بِطَاعَتِهِ وَتَشْكُرَ بَعْضَ حَقِّهِ
فَلَمْ تَشْكُرْ لِنِعْمَتِهِ وَلَكِنْ قَوِيتَ عَلَى مَعَاصِيهِ بِرِزْقِهِ
فَغُصَّ بِاللُّقْمَةِ ، وَخَنَقَتْهُ الْعَبْرَةُ . وَقَالَ
جَعْفَرٌ الصَّادِقُ : إِذَا سَمِعْتَ النِّعْمَةَ نِعْمَةَ الشُّكْرِ فَتَأَهَّبْ لِلْمَزِيدِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=7وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ أَيْ جَحَدْتُمْ حَقِّي . وَقِيلَ : نِعَمِي ; وَعَدَ بِالْعَذَابِ عَلَى الْكُفْرِ ، كَمَا وَعَدَ بِالزِّيَادَةِ عَلَى الشُّكْرِ ، وَحُذِفَتِ الْفَاءُ الَّتِي فِي جَوَابِ الشَّرْطِ مِنْ " إِنَّ " لِلشُّهْرَةِ .