قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=61فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون nindex.php?page=treesubj&link=28986قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=61فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون أي لا أعرفكم .
[ ص: 35 ] وقيل : كانوا شبابا ورأى جمالا فخاف عليهم من فتنة قومه ; فهذا هو الإنكار .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=63قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون أي يشكون أنه نازل بهم ، وهو العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=64وأتيناك بالحق أي بالصدق . وقيل : بالعذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=64وإنا لصادقون أي في هلاكهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65فأسر بأهلك بقطع من الليل nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65فأسر بأهلك قرئ " فاسر " بوصل الألف وقطعها ; لغتان فصيحتان . قال الله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4والليل إذا يسر وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سبحان الذي أسرى وقال
النابغة : فجمع بين اللغتين :
أسرت عليه من الجوزاء سارية تزجي الشمال عليه جامد البرد
وقال آخر :
حي النضيرة ربة الخدر أسرت إليك ولم تكن تسري
وقد قيل : فأسر بالقطع إذا سار من أول الليل ، وسرى إذا سار من آخره ; ولا يقال في النهار إلا سار . وقال
لبيد :
إذا المرء أسرى ليلة ظن أنه قضى عملا والمرء ما عاش عامل
وقال
عبد الله بن رواحة :
عند الصباح يحمد القوم السرى وتنجلي عنهم غيابات الكرى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بقطع من الليل قال
ابن عباس : ( بطائفة من الليل ) .
الضحاك : ببقية من الليل . وقيل : بظلمة من الليل . وقيل : بعد هدء من الليل . وقيل : هزيع من الليل . وكلها متقاربة ; وقيل إنه نصف الليل ; مأخوذ من قطعه نصفين ; ومنه قول الشاعر :
ونائحة تنوح بقطع ليل على رجل بقارعة الصعيد
فإن قيل : السرى لا يكون إلا بالليل ، فما معنى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بقطع من الليل ؟ فالجواب : أنه لو لم يقل :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بقطع من الليل جاز أن يكون أوله .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65واتبع أدبارهم أي كن من ورائهم لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65ولا يلتفت منكم أحد نهوا عن الالتفات ليجدوا في السير ويتباعدوا عن القرية قبل أن يفاجئهم الصبح . وقيل : المعنى لا يتخلف .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65وامضوا حيث تؤمرون قال
ابن عباس ( يعني
الشام ) .
مقاتل . يعني
صفد ، قرية من قرى
لوط . وقد تقدم . وقيل : إنه مضى إلى أرض
الخليل بمكان يقال له
اليقين ، وإنما سمي
اليقين لأن إبراهيم لما خرجت الرسل شيعهم ، فقال
لجبريل : من أين يخسف بهم ؟ قال : ( من هاهنا ) وحد له حدا ، وذهب
جبريل ، فلما جاء
لوط . جلس عند
إبراهيم وارتقبا ذلك العذاب ، فلما اهتزت الأرض قال
إبراهيم : ( أيقنت بالله ) فسمي اليقين .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=61فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28986قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=61فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ أَيْ لَا أَعْرِفُكُمْ .
[ ص: 35 ] وَقِيلَ : كَانُوا شَبَابًا وَرَأَى جَمَالًا فَخَافَ عَلَيْهِمْ مِنْ فِتْنَةِ قَوْمِهِ ; فَهَذَا هُوَ الْإِنْكَارُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=63قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ أَيْ يَشُكُّونَ أَنَّهُ نَازِلٌ بِهِمْ ، وَهُوَ الْعَذَابُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=64وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ أَيْ بِالصِّدْقِ . وَقِيلَ : بِالْعَذَابِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=64وَإِنَّا لَصَادِقُونَ أَيْ فِي هَلَاكِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ قُرِئَ " فَاسْرِ " بِوَصْلِ الْأَلِفِ وَقَطْعِهَا ; لُغَتَانِ فَصِيحَتَانِ . قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=4وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى وَقَالَ
النَّابِغَةُ : فَجَمَعَ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ :
أَسْرَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْجَوْزَاءِ سَارِيَةٌ تُزْجِي الشِّمَالُ عَلَيْهِ جَامِدَ الْبَرَدِ
وَقَالَ آخَرُ :
حَيِّ النَّضِيرَةَ رَبَّةَ الْخِدْرِ أَسْرَتْ إِلَيْكَ وَلَمْ تَكُنْ تَسْرِي
وَقَدْ قِيلَ : فَأَسْرِ بِالْقَطَعِ إِذَا سَارَ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ ، وَسَرَى إِذَا سَارَ مِنْ آخِرِهِ ; وَلَا يُقَالُ فِي النَّهَارِ إِلَّا سَارَ . وَقَالَ
لَبِيَدٌ :
إِذَا الْمَرْءُ أَسْرَى لَيْلَةً ظَنَّ أَنَّهُ قَضَى عَمَلًا وَالْمَرْءُ مَا عَاشَ عَامِلُ
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ :
عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى وَتَنْجَلِي عَنْهُمْ غَيَابَاتُ الْكَرَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : ( بِطَائِفَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ) .
الضَّحَّاكُ : بِبَقِيَّةٍ مِنَ اللَّيْلِ . وَقِيلَ : بِظُلْمَةٍ مِنَ اللَّيْلِ . وَقِيلَ : بَعْدَ هَدْءٍ مِنَ اللَّيْلِ . وَقِيلَ : هَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ . وَكُلُّهَا مُتَقَارِبَةٌ ; وَقِيلَ إِنَّهُ نِصْفُ اللَّيْلِ ; مَأْخُوذٌ مِنْ قَطَعَهُ نِصْفَيْنِ ; وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَنَائِحَةٍ تَنُوحُ بِقِطْعِ لَيْلٍ عَلَى رَجُلٍ بِقَارِعَةِ الصَّعِيدِ
فَإِنْ قِيلَ : السُّرَى لَا يَكُونُ إِلَّا بِاللَّيْلِ ، فَمَا مَعْنَى
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ؟ فَالْجَوَابُ : أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَقُلْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ جَازَ أَنْ يَكُونَ أَوَّلُهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ أَيْ كُنْ مِنْ وَرَائِهِمْ لِئَلَّا يَتَخَلَّفَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَيَنَالَهُ الْعَذَابُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ نُهُوا عَنْ الِالْتِفَاتِ لِيَجِدُّوا فِي السَّيْرِ وَيَتَبَاعَدُوا عَنِ الْقَرْيَةِ قَبْلَ أَنْ يُفَاجِئَهُمُ الصُّبْحُ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَا يَتَخَلَّفُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=65وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ ( يَعْنِي
الشَّامَ ) .
مُقَاتِلٌ . يَعْنِي
صَفَدَ ، قَرْيَةً مِنْ قُرَى
لُوطٍ . وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَقِيلَ : إِنَّهُ مَضَى إِلَى أَرْضِ
الْخَلِيلِ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ
الْيَقِينُ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ
الْيَقِينُ لِأَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا خَرَجَتِ الرُّسُلُ شَيَّعَهُمْ ، فَقَالَ
لِجِبْرِيلَ : مِنْ أَيْنَ يُخْسَفُ بِهِمْ ؟ قَالَ : ( مِنْ هَاهُنَا ) وَحَدَّ لَهُ حَدًّا ، وَذَهَبَ
جِبْرِيلُ ، فَلَمَّا جَاءَ
لُوطٌ . جَلَسَ عِنْدَ
إِبْرَاهِيمَ وَارْتَقَبَا ذَلِكَ الْعَذَابَ ، فَلَمَّا اهْتَزَّتِ الْأَرْضُ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ : ( أَيْقَنْتُ بِاللَّهِ ) فَسُمِّيَ الْيَقِينُ .