قوله تعالى : أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا   
قوله تعالى : أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى  يعني في البحر . 
فيرسل عليكم قاصفا من الريح  القاصف : الريح الشديدة التي تكسر بشدة ; من قصف الشيء يقصفه ;   [ ص: 263 ] أي كسره بشدة . والقصف : الكسر ; يقال : قصفت الريح السفينة . وريح قاصف : شديدة . ورعد قاصف : شديد الصوت . يقال : قصف الرعد وغيره قصيفا . والقصيف : هشيم الشجر . والتقصف التكسر . والقصف أيضا : اللهو واللعب ; يقال : إنها مولدة . 
فيغرقكم بما كفرتم  أي بكفركم . وقرأ ابن كثير  وأبو عمرو    " نخسف بكم " " أو نرسل عليكم " " أن نعيدكم " " فنرسل عليكم " " فنغرقكم بالنون في الخمسة على التعظيم ، لقوله : علينا ، الباقون بالياء ; لقوله في الآية قبل : إياه . وقرأ أبو جعفر  وشيبة  ورويس  ومجاهد    " فتغرقكم " بالتاء نعتا للريح . وعن الحسن  وقتادة    " فيغرقكم " بالياء مع التشديد في الراء . وقرأ أبو جعفر    " الرياح " هنا وفي كل القرآن . وقيل : إن القاصف المهلكة في البر ، والعاصف المغرقة في البحر ; حكاه  الماوردي    . 
ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا  قال مجاهد    : ثائرا . النحاس    : وهو من الثأر . وكذلك يقال لكل من طلب بثأر أو غيره : تبيع وتابع ; ومنه فاتباع بالمعروف أي مطالبة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					