قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون nindex.php?page=treesubj&link=28994قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا الآية . قال
مجاهد : هم
بلال ، وخباب ، وصهيب ، وفلان ، وفلان من ضعفاء المسلمين ؛ كان
أبو جهل ، وأصحابه يهزءون
[ ص: 143 ] بهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110فاتخذتموهم سخريا بالضم قراءة
نافع ، وحمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي هاهنا وفي ( ص ) . وكسر الباقون . قال
النحاس : وفرق
أبو عمرو بينهما ، فجعل المكسورة من جهة التهزؤ ، والمضمومة من جهة السخرة ، ولا يعرف هذا التفريق
الخليل ، ولا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، ولا
الكسائي ، ولا
الفراء . قال
الكسائي : هما لغتان بمعنى واحد ؛ كما يقال : عصي وعصي ، ولجي ولجي . وحكى
الثعلبي ، عن
الكسائي ، والفراء الفرق الذي ذكره
أبو عمرو ، وأن الكسر بمعنى الاستهزاء والسخرية بالقول ، والضم بمعنى التسخير والاستعباد بالفعل . وقال
المبرد : إنما يؤخذ التفريق بين المعاني عن العرب ، وأما التأويل فلا يكون . والكسر في سخري في المعنيين جميعا ؛ لأن الضمة تستثقل في مثل هذا .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110حتى أنسوكم ذكري أي اشتغلتم بالاستهزاء بهم عن ذكري .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110وكنتم منهم تضحكون استهزاء بهم ، وأضاف الإنساء إلى المؤمنين لأنهم كانوا سببا لاشتغالهم عن ذكره ؛ وتعدي شؤم استهزائهم بالمؤمنين إلى استيلاء الكفر على قلوبهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111إني جزيتهم اليوم بما صبروا على أذاكم ، وصبروا على طاعتي .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111أنهم هم الفائزون قرأ
حمزة ، nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي بكسر الهمزة على ابتداء المدح من الله تعالى لهم ، وفتح الباقون ؛ أي لأنهم هم الفائزون . ويجوز نصبه بوقوع الجزاء عليه ، تقديره : إني جزيتهم اليوم الفوز بالجنة .
قلت : وينظر إلى معنى هذا قوله تعالى في آخر المطففين :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=34فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون إلى آخر السورة ، على ما يأتي بيانه هناك إن شاء الله تعالى . ويستفاد من هذا :
nindex.php?page=treesubj&link=19039التحذير من السخرية ، والاستهزاء بالضعفاء والمساكين ، والاحتقار لهم ، والإزراء عليهم ، والاشتغال بهم فيما لا يغني ، وأن ذلك مبعد من الله - عز وجل - .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28994قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=109إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا الْآيَةَ . قَالَ
مُجَاهِدٌ : هُمْ
بِلَالٌ ، وَخَبَّابٌ ، وَصُهَيْبٌ ، وَفُلَانٌ ، وَفُلَانٌ مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِينَ ؛ كَانَ
أَبُو جَهْلٍ ، وَأَصْحَابُهُ يَهْزَءُونَ
[ ص: 143 ] بِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سُخْرِيًّا بِالضَّمِّ قِرَاءَةُ
نَافِعٍ ، وَحَمْزَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ هَاهُنَا وَفِي ( ص ) . وَكَسَرَ الْبَاقُونَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَفَرَّقَ
أَبُو عَمْرٍو بَيْنَهُمَا ، فَجَعَلَ الْمَكْسُورَةَ مِنْ جِهَةِ التَّهَزُّؤِ ، وَالْمَضْمُومَةَ مِنْ جِهَةِ السُّخْرَةِ ، وَلَا يَعْرِفُ هَذَا التَّفْرِيقَ
الْخَلِيلُ ، وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَلَا
الْكِسَائِيُّ ، وَلَا
الْفَرَّاءُ . قَالَ
الْكِسَائِيُّ : هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ ؛ كَمَا يُقَالُ : عِصِيٌّ وَعُصِيٌّ ، وَلُجِّيٌّ وَلِجِّيٌّ . وَحَكَى
الثَّعْلَبِيُّ ، عَنِ
الْكِسَائِيِّ ، وَالْفَرَّاءِ الْفَرْقَ الَّذِي ذَكَرَهُ
أَبُو عَمْرٍو ، وَأَنَّ الْكَسْرَ بِمَعْنَى الِاسْتِهْزَاءِ وَالسُّخْرِيَةِ بِالْقَوْلِ ، وَالضَّمَّ بِمَعْنَى التَّسْخِيرِ وَالِاسْتِعْبَادِ بِالْفِعْلِ . وَقَالَ
الْمُبَرِّدُ : إِنَّمَا يُؤْخَذُ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْمَعَانِي عَنِ الْعَرَبِ ، وَأَمَّا التَّأْوِيلُ فَلَا يَكُونُ . وَالْكَسْرُ فِي سِخْرِيٍّ فِي الْمَعْنَيَيْنِ جَمِيعًا ؛ لِأَنَّ الضَّمَّةَ تُسْتَثْقَلُ فِي مِثْلِ هَذَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي أَيِ اشْتَغَلْتُمْ بِالِاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ عَنْ ذِكْرِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=110وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ اسْتِهْزَاءً بِهِمْ ، وَأَضَافَ الْإِنْسَاءَ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا سَبَبًا لِاشْتِغَالِهِمْ عَنْ ذِكْرِهِ ؛ وَتَعَدِّي شُؤْمِ اسْتِهْزَائِهِمْ بِالْمُؤْمِنِينَ إِلَى اسْتِيلَاءِ الْكُفْرِ عَلَى قُلُوبِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا عَلَى أَذَاكُمْ ، وَصَبَرُوا عَلَى طَاعَتِي .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=111أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ قَرَأَ
حَمْزَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ عَلَى ابْتِدَاءِ الْمَدْحِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لَهُمْ ، وَفَتَحَ الْبَاقُونَ ؛ أَيْ لِأَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ . وَيَجُوزُ نَصْبُهُ بِوُقُوعِ الْجَزَاءِ عَلَيْهِ ، تَقْدِيرُهُ : إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ .
قُلْتُ : وَيُنْظَرُ إِلَى مَعْنَى هَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي آخِرِ الْمُطَفِّفِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=34فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . وَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا :
nindex.php?page=treesubj&link=19039التَّحْذِيرُ مِنَ السُّخْرِيَةِ ، وَالِاسْتِهْزَاءِ بِالضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، وَالِاحْتِقَارِ لَهُمْ ، وَالْإِزْرَاءِ عَلَيْهِمْ ، وَالِاشْتِغَالِ بِهِمْ فِيمَا لَا يُغْنِي ، وَأَنَّ ذَلِكَ مُبْعِدٌ مِنَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - .