قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أن أرسل معنا بني إسرائيل nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20قال فعلتها إذا وأنا من الضالين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21ففررت منكم لما خفتكم nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=22وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل .
nindex.php?page=treesubj&link=28997قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين قال
أبو عبيدة : " رسول " بمعنى " رسالة " والتقدير على هذا ; إنا ذوو رسالة رب العالمين . قال
الهذلي :
ألكني إليها وخير الرسول أعلمهم بنواحي الخبر
" ألكني إليها " معناه : أرسلني . وقال آخر :
لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول
آخر :
ألا أبلغ بني عمرو رسولا بأني عن فتاحتكم غني
وقال
العباس بن مرداس :
ألا من مبلغ عني خفافا رسولا بيت أهلك منتهاها
[ ص: 90 ] يعني رسالة ؛ فلذلك أنثها . قال
أبو عبيد : ويجوز أن يكون الرسول في معنى الاثنين والجمع ; فتقول العرب : هذا رسولي ووكيلي ، وهذان رسولي ووكيلي ، وهؤلاء رسولي ووكيلي . ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=77فإنهم عدو لي . وقيل : معناه إن كل واحد منا رسول رب العالمين .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أن أرسل معنا بني إسرائيل أي أطلقهم وخل سبيلهم حتى يسيروا معنا إلى
فلسطين ولا تستعبدهم ; وكان
فرعون استعبدهم أربعمائة سنة ، وكانوا في ذلك الوقت ستمائة ألف وثلاثين ألفا . فانطلقا إلى
فرعون فلم يؤذن لهما سنة في الدخول عليه ، فدخل البواب على
فرعون فقال : هاهنا إنسان يزعم أنه رسول رب العالمين . فقال
فرعون : ايذن له لعلنا نضحك منه ; فدخلا عليه وأديا الرسالة . وروى
وهب وغيره : أنهما لما دخلا على
فرعون وجداه وقد أخرج سباعا من أسد ونمور وفهود يتفرج عليها ، فخاف سواسها أن تبطش
بموسى وهارون ، فأسرعوا إليها ، وأسرعت السباع إلى
موسى وهارون ، فأقبلت تلحس أقدامهما ، وتبصبص إليهما بأذنابها ، وتلصق خدودها بفخذيهما ، فعجب
فرعون من ذلك فقال : ما أنتما ؟ قالا :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إنا رسول رب العالمين فعرف
موسى لأنه نشأ في بيته ،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قال ألم نربك فينا وليدا على جهة المن عليه والاحتقار . أي ربيناك صغيرا ولم نقتلك في جملة من قتلنا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18ولبثت فينا من عمرك سنين فمتى كان هذا الذي تدعيه . ثم قرره بقتل القبطي
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وفعلت فعلتك التي فعلت والفعلة بفتح الفاء المرة من الفعل . وقرأ
الشعبي : ( فعلتك ) بكسر الفاء والفتح أولى ; لأنها المرة الواحدة ، والكسر بمعنى الهيئة والحال ، أي فعلتك التي تعرف ، فكيف تدعي مع علمنا أحوالك بأن الله أرسلك . وقال الشاعر :
كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل
ويقال : كان ذلك أيام الردة والردة .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وأنت من الكافرين قال
الضحاك : أي في قتلك القبطي إذ هو نفس لا يحل قتله . وقيل : أي بنعمتي التي كانت لنا عليك من التربية والإحسان إليك ; قاله
ابن زيد .
الحسن : من الكافرين في أني إلهك .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : من الكافرين بالله لأنك كنت معنا على ديننا هذا الذي تعيبه . وكان بين خروج
موسى عليه السلام حين قتل القبطي وبين رجوعه نبيا أحد عشر عاما غير أشهر . ف
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20قال فعلتها إذا أي فعلت تلك الفعلة - يريد قتل القبطي - وأنا إذ ذاك من الضالين أي من الجاهلين ; فنفى عن نفسه الكفر ، وأخبر أنه فعل ذلك على الجهل . وكذا قال
مجاهد ; من الضالين : من الجاهلين .
ابن زيد : من الجاهلين بأن الوكزة تبلغ القتل . وفي مصحف
عبد الله ( من الجاهلين ) ويقال لمن جهل
[ ص: 91 ] شيئا ضل عنه . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20وأنا من الضالين من الناسين ; قاله
أبو عبيدة . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20وأنا من الضالين عن النبوة ولم يأتني عن الله فيه شيء ، فليس علي فيما فعلته في تلك الحالة توبيخ . وبين بهذا أن التربية فيهم لا تنافي النبوة والحلم على الناس ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=21378القتل خطأ أو في وقت لم يكن فيه شرع لا ينافي النبوة .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21ففررت منكم لما خفتكم أي خرجت من بينكم إلى
مدين كما في سورة ( القصص ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=21فخرج منها خائفا يترقب وذلك حين القتل .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فوهب لي ربي حكما يعني النبوة ; عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي وغيره .
الزجاج : تعليم التوراة التي فيها حكم الله . وقيل : علما وفهما .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21وجعلني من المرسلين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=22وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل اختلف الناس في معنى هذا الكلام ; فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي nindex.php?page=showalam&ids=16935والطبري والفراء : هذا الكلام من
موسى عليه السلام على جهة الإقرار بالنعمة ; كأنه يقول : نعم ، وتربيتك نعمة علي من حيث عبدت غيري وتركتني ، ولكن لا يدفع ذلك رسالتي . وقيل : هو من
موسى عليه السلام على جهة الإنكار ; أي أتمن علي بأن ربيتني وليدا وأنت قد استعبدت
بني إسرائيل وقتلتهم ؟ أي ليست بنعمة ; لأن الواجب كان ألا تقتلهم ولا تستعبدهم فإنهم قومي ; فكيف تذكر إحسانك إلي على الخصوص ؟ قال معناه
قتادة وغيره . وقيل : فيه تقدير استفهام ; أي أوتلك نعمة ؟ قاله
الأخفش والفراء أيضا وأنكره
النحاس وغيره . قال
النحاس : وهذا لا يجوز لأن ألف الاستفهام تحدث معنى ، وحذفها محال إلا أن يكون في الكلام " أم " كما قال الشاعر :
تروح من الحي أم تبتكر
ولا أعلم بين النحويين اختلافا في هذا إلا شيئا قاله
الفراء . قال : يجوز ألف الاستفهام في أفعال الشك ، وحكي : ترى زيدا منطلقا ؟ بمعنى : أترى . وكان
علي بن سليمان يقول في هذا : إنما أخذه من ألفاظ العامة . قال
الثعلبي : قال
الفراء ومن قال إنها إنكار قال معناه : أوتلك نعمة ؟ على طريق الاستفهام ; كقوله : " هذا ربي " " فهم الخالدون " قال الشاعر : [
أبو خراش الهذلي ]
رفوني وقالوا يا خويلد لا ترع فقلت وأنكرت الوجوه هم هم
[ ص: 92 ] وأنشد
الغزنوي شاهدا على ترك الألف قولهم :
لم أنس يوم الرحيل وقفتها وجفنها من دموعها شرق
وقولها والركاب واقفة تركتني هكذا وتنطلق
قلت : ففي هذا حذف ألف الاستفهام مع عدم " أم " خلاف قول
النحاس . وقال
الضحاك : إن الكلام خرج مخرج التبكيت والتبكيت يكون باستفهام وبغير استفهام ; والمعنى : لو لم تقتل
بني إسرائيل لرباني أبواي ; فأي نعمة لك علي ! فأنت تمن علي بما لا يجب أن تمن به . وقيل : معناه كيف تمن بالتربية وقد أهنت قومي ؟ ومن أهين قومه ذل . و ( أن عبدت ) في موضع رفع على البدل من " نعمة " ويجوز أن تكون في موضع نصب بمعنى : لأن عبدت
بني إسرائيل ; أي اتخذتهم عبيدا . يقال : عبدته وأعبدته ، بمعنى ; قاله
الفراء وأنشد :
علام يعبدني قومي وقد كثرت فيهم أباعر ما شاءوا وعبدان
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=22وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28997قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ : " رَسُولُ " بِمَعْنَى " رِسَالَةُ " وَالتَّقْدِيرُ عَلَى هَذَا ; إِنَّا ذَوُو رِسَالَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . قَالَ
الْهُذَلِيُّ :
أَلِكْنِي إِلَيْهَا وَخَيْرُ الرَّسُولِ أَعْلَمُهُمْ بِنَوَاحِي الْخَبَرِ
" أَلِكْنِي إِلَيْهَا " مَعْنَاهُ : أَرْسِلْنِي . وَقَالَ آخَرُ :
لَقَدْ كَذَبَ الْوَاشُونَ مَا بُحْتُ عِنْدَهُمْ بِسِرٍّ وَلَا أَرْسَلْتُهُمْ بِرَسُولِ
آخَرُ :
أَلَا أَبْلِغْ بَنِي عَمْرٍو رَسُولًا بِأَنِّي عَنْ فُتَاحَتِكُمْ غَنِيٌّ
وَقَالَ
الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ :
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ عَنِّي خُفَافَا رَسُولًا بَيْتُ أَهْلِكَ مُنْتَهَاهَا
[ ص: 90 ] يَعْنِي رِسَالَةً ؛ فَلِذَلِكَ أَنَّثَهَا . قَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ فِي مَعْنَى الِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ ; فَتَقُولُ الْعَرَبُ : هَذَا رَسُولِي وَوَكِيلِي ، وَهَذَانِ رَسُولِي وَوَكِيلِي ، وَهَؤُلَاءِ رَسُولِي وَوَكِيلِي . وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=77فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=17أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ أَيْ أَطْلِقْهُمْ وَخَلِّ سَبِيلَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا مَعَنَا إِلَى
فِلَسْطِينَ وَلَا تَسْتَعْبِدْهُمْ ; وَكَانَ
فِرْعَوْنُ اسْتَعْبَدَهُمْ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ ، وَكَانُوا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ سِتَّمِائَةِ أَلْفٍ وَثَلَاثِينَ أَلْفًا . فَانْطَلَقَا إِلَى
فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُمَا سَنَةً فِي الدُّخُولِ عَلَيْهِ ، فَدَخَلَ الْبَوَّابُ عَلَى
فِرْعَوْنَ فَقَالَ : هَاهُنَا إِنْسَانٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . فَقَالَ
فِرْعَوْنُ : ايذَنْ لَهُ لَعَلَّنَا نَضْحَكُ مِنْهُ ; فَدَخَلَا عَلَيْهِ وَأَدَّيَا الرِّسَالَةَ . وَرَوَى
وَهْبٌ وَغَيْرُهُ : أَنَّهُمَا لَمَّا دَخَلَا عَلَى
فِرْعَوْنَ وَجَدَاهُ وَقَدْ أَخْرَجَ سِبَاعًا مِنْ أُسْدٍ وَنُمُورٍ وَفُهُودٍ يَتَفَرَّجُ عَلَيْهَا ، فَخَافَ سُوَّاسُهَا أَنْ تَبْطِشَ
بِمُوسَى وَهَارُونَ ، فَأَسْرَعُوا إِلَيْهَا ، وَأَسْرَعَتِ السِّبَاعُ إِلَى
مُوسَى وَهَارُونَ ، فَأَقْبَلَتْ تَلْحَسُ أَقْدَامَهُمَا ، وَتُبَصْبِصُ إِلَيْهِمَا بِأَذْنَابِهَا ، وَتُلْصِقُ خُدُودَهَا بِفَخِذَيْهِمَا ، فَعَجِبَ
فِرْعَوْنُ مِنْ ذَلِكَ فَقَالَ : مَا أَنْتُمَا ؟ قَالَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=16إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَعَرَفَ
مُوسَى لِأَنَّهُ نَشَأَ فِي بَيْتِهِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا عَلَى جِهَةِ الْمَنِّ عَلَيْهِ وَالِاحْتِقَارِ . أَيْ رَبَّيْنَاكَ صَغِيرًا وَلَمْ نَقْتُلْكَ فِي جُمْلَةِ مَنْ قَتَلْنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=18وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ فَمَتَى كَانَ هَذَا الَّذِي تَدَّعِيهِ . ثُمَّ قَرَّرَهُ بِقَتْلِ الْقِبْطِيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَالْفَعْلَةُ بِفَتْحِ الْفَاءِ الْمَرَّةُ مِنَ الْفِعْلِ . وَقَرَأَ
الشَّعْبِيُّ : ( فِعْلَتَكَ ) بِكَسْرِ الْفَاءِ وَالْفَتْحُ أَوْلَى ; لِأَنَّهَا الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ ، وَالْكَسْرُ بِمَعْنَى الْهَيْئَةِ وَالْحَالِ ، أَيْ فَعْلَتَكَ الَّتِي تَعْرِفُ ، فَكَيْفَ تَدَّعِي مَعَ عِلْمِنَا أَحْوَالَكَ بِأَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جَارَتِهَا مَرُّ السَّحَابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ
وَيُقَالُ : كَانَ ذَلِكَ أَيَّامَ الرِّدَّةِ وَالرَّدَّةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=19وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ قَالَ
الضَّحَّاكُ : أَيْ فِي قَتْلِكَ الْقِبْطِيَّ إِذْ هُوَ نَفْسٌ لَا يَحِلُّ قَتْلُهُ . وَقِيلَ : أَيْ بِنِعْمَتِي الَّتِي كَانَتْ لَنَا عَلَيْكَ مِنَ التَّرْبِيَةِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْكَ ; قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ .
الْحَسَنُ : مِنَ الْكَافِرِينَ فِي أَنِّي إِلَهُكَ .
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : مِنَ الْكَافِرِينَ بِاللَّهِ لِأَنَّكَ كُنْتَ مَعَنَا عَلَى دِينِنَا هَذَا الَّذِي تَعِيبُهُ . وَكَانَ بَيْنَ خُرُوجِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ حِينَ قَتَلَ الْقِبْطِيَّ وَبَيْنَ رُجُوعِهِ نَبِيًّا أَحَدَ عَشَرَ عَامًا غَيْرَ أَشْهُرٍ . فَ
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا أَيْ فَعَلْتَ تِلْكَ الْفَعْلَةَ - يُرِيدُ قَتْلَ الْقِبْطِيِّ - وَأَنَا إِذْ ذَاكَ مِنَ الضَّالِّينَ أَيْ مِنَ الْجَاهِلِينَ ; فَنَفَى عَنْ نَفْسِهِ الْكُفْرَ ، وَأَخْبَرَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِكَ عَلَى الْجَهْلِ . وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ; مِنَ الضَّالِّينَ : مِنَ الْجَاهِلِينَ .
ابْنُ زَيْدٍ : مِنَ الْجَاهِلِينَ بِأَنَّ الْوَكْزَةَ تَبْلُغُ الْقَتْلَ . وَفِي مُصْحَفِ
عَبْدِ اللَّهِ ( مِنَ الْجَاهِلِينَ ) وَيُقَالُ لِمَنْ جَهِلَ
[ ص: 91 ] شَيْئًا ضَلَّ عَنْهُ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ مِنَ النَّاسِينَ ; قَالَهُ
أَبُو عُبَيْدَةَ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=20وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ عَنِ النُّبُوَّةِ وَلَمْ يَأْتِنِي عَنِ اللَّهِ فِيهِ شَيْءٌ ، فَلَيْسَ عَلَيَّ فِيمَا فَعَلْتُهُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ تَوْبِيخٌ . وَبَيَّنَ بِهَذَا أَنَّ التَّرْبِيَةَ فِيهِمْ لَا تُنَافِي النُّبُوَّةَ وَالْحِلْمَ عَلَى النَّاسِ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21378الْقَتْلَ خَطَأٌ أَوْ فِي وَقْتٍ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَرْعٌ لَا يُنَافِي النُّبُوَّةَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ أَيْ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِكُمْ إِلَى
مَدْيَنَ كَمَا فِي سُورَةِ ( الْقَصَصِ ) :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=21فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ وَذَلِكَ حِينَ الْقَتْلِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا يَعْنِي النُّبُوَّةَ ; عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ وَغَيْرِهِ .
الزَّجَّاجُ : تَعْلِيمُ التَّوْرَاةِ الَّتِي فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ . وَقِيلَ : عِلْمًا وَفَهْمًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=21وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=22وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي مَعْنَى هَذَا الْكَلَامِ ; فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16935وَالطَّبَرِيُّ وَالْفَرَّاءُ : هَذَا الْكَلَامُ مِنْ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى جِهَةِ الْإِقْرَارِ بِالنِّعْمَةِ ; كَأَنَّهُ يَقُولُ : نَعَمْ ، وَتَرْبِيَتُكَ نِعْمَةٌ عَلَيَّ مِنْ حَيْثُ عَبَّدْتَ غَيْرِي وَتَرَكْتَنِي ، وَلَكِنْ لَا يَدْفَعُ ذَلِكَ رِسَالَتِي . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى جِهَةِ الْإِنْكَارِ ; أَيْ أَتَمُنُّ عَلَيَّ بِأَنْ رَبَّيْتَنِي وَلِيدًا وَأَنْتَ قَدِ اسْتَعْبَدْتَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَتَلْتَهُمْ ؟ أَيْ لَيْسَتْ بِنِعْمَةٍ ; لِأَنَّ الْوَاجِبَ كَانَ أَلَّا تَقْتُلَهُمْ وَلَا تَسْتَعْبِدَهُمْ فَإِنَّهُمْ قَوْمِي ; فَكَيْفَ تَذْكُرُ إِحْسَانَكَ إِلَيَّ عَلَى الْخُصُوصِ ؟ قَالَ مَعْنَاهُ
قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ . وَقِيلَ : فِيهِ تَقْدِيرُ اسْتِفْهَامٍ ; أَيْ أَوَتِلْكَ نِعْمَةٌ ؟ قَالَهُ
الْأَخْفَشُ وَالْفَرَّاءُ أَيْضًا وَأَنْكَرَهُ
النَّحَّاسُ وَغَيْرُهُ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَهَذَا لَا يَجُوزُ لِأَنَّ أَلِفَ الِاسْتِفْهَامِ تُحْدِثُ مَعْنًى ، وَحَذْفُهَا مُحَالٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ فِي الْكَلَامِ " أَمْ " كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
تَرُوحُ مِنَ الْحَيِّ أَمْ تَبْتَكِرُ
وَلَا أَعْلَمُ بَيْنَ النَّحْوِيِّينَ اخْتِلَافًا فِي هَذَا إِلَّا شَيْئًا قَالَهُ
الْفَرَّاءُ . قَالَ : يَجُوزُ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ فِي أَفْعَالِ الشَّكِّ ، وَحُكِيَ : تَرَى زَيْدًا مُنْطَلِقًا ؟ بِمَعْنَى : أَتَرَى . وَكَانَ
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ يَقُولُ فِي هَذَا : إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ أَلْفَاظِ الْعَامَّةِ . قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : قَالَ
الْفَرَّاءُ وَمَنْ قَالَ إِنَّهَا إِنْكَارٌ قَالَ مَعْنَاهُ : أَوَتِلْكَ نِعْمَةٌ ؟ عَلَى طَرِيقِ الِاسْتِفْهَامِ ; كَقَوْلِهِ : " هَذَا رَبِّي " " فَهُمُ الْخَالِدُونَ " قَالَ الشَّاعِرُ : [
أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ ]
رَفَوْنِي وَقَالُوا يَا خُوَيْلِدُ لَا تُرَعْ فَقُلْتُ وَأَنْكَرْتُ الْوُجُوهَ هُمُ هُمُ
[ ص: 92 ] وَأَنْشَدَ
الْغَزْنَوِيُّ شَاهِدًا عَلَى تَرْكِ الْأَلِفِ قَوْلَهُمْ :
لَمْ أَنْسَ يَوْمَ الرَّحِيلِ وَقْفَتَهَا وَجَفْنُهَا مِنْ دُمُوعِهَا شَرِقُ
وَقَوْلَهَا وَالرِّكَابُ وَاقِفَةٌ تَرَكْتَنِي هَكَذَا وَتَنْطَلِقُ
قُلْتُ : فَفِي هَذَا حُذِفَ أَلِفُ الِاسْتِفْهَامِ مَعَ عَدَمِ " أَمْ " خِلَافَ قَوْلِ
النَّحَّاسِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : إِنَّ الْكَلَامَ خَرَجَ مَخْرَجَ التَّبْكِيتِ وَالتَّبْكِيتُ يَكُونُ بِاسْتِفْهَامٍ وَبِغَيْرِ اسْتِفْهَامٍ ; وَالْمَعْنَى : لَوْ لَمْ تَقْتُلْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ لَرَبَّانِي أَبَوَايَ ; فَأَيُّ نِعْمَةٍ لَكَ عَلَيَّ ! فَأَنْتَ تَمُنُّ عَلَيَّ بِمَا لَا يَجِبُ أَنْ تَمُنَّ بِهِ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ كَيْفَ تَمُنُّ بِالتَّرْبِيَةِ وَقَدْ أَهَنْتَ قَوْمِي ؟ وَمَنْ أُهِينَ قَوْمُهُ ذَلَّ . وَ ( أَنْ عَبَّدْتَ ) فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ " نِعْمَةٌ " وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِمَعْنَى : لِأَنْ عَبَّدْتَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ; أَيِ اتَّخَذْتَهُمْ عَبِيدًا . يُقَالُ : عَبَّدْتُهُ وَأَعْبَدْتُهُ ، بِمَعْنًى ; قَالَهُ
الْفَرَّاءُ وَأَنْشَدَ :
عَلَامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وَقَدْ كَثُرَتْ فِيهِمْ أَبَاعِرُ مَا شَاءُوا وَعِبْدَانُ