قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص فيما روى
الترمذي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832262أنزلت في أربع آيات فذكر قصة ; فقالت أم سعد : أليس قد أمر الله بالبر ، والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر ; قال : فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8ووصينا الإنسان بوالديه حسنا الآية . قال
أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=864428عن سعد أنه قال : كنت بارا بأمي فأسلمت فقالت : لتدعن دينك أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي ويقال يا قاتل أمه وبقيت يوما ويوما فقلت : يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا ، فإن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي . فلما رأت ذلك أكلت ، ونزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وإن جاهداك لتشرك بي الآية . وقال
ابن عباس : نزلت في
عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهل لأمه وقد فعلت أمه مثل ذلك . وعنه أيضا : نزلت في جميع الأمة إذ لا يصبر على بلاء الله إلا صديق . و ( حسنا ) نصب عند البصريين على التكرير أي ووصيناه حسنا . وقيل : هو على القطع ، تقديره : ووصيناه بالحسن ، كما تقول : وصيته خيرا . أي بالخير . وقال أهل
الكوفة : تقديره : ووصينا الإنسان أن يفعل حسنا . فيقدر له فعل : وقال الشاعر :
عجبت من دهماء إذ تشكونا ومن أبي دهماء إذ يوصينا
خيرا بها كأنما خافونا
أي يوصينا أن نفعل بها خيرا ; كقوله : ( فطفق مسحا ) أي يمسح مسحا . وقيل : تقديره : ووصيناه أمرا ذا حسن ، فأقيمت الصفة مقام الموصوف ، وحذف المضاف وأقيم
[ ص: 303 ] المضاف إليه مقامه وقيل : معناه ألزمناه حسنا . وقراءة العامة : ( حسنا ) بضم الحاء وإسكان السين وقرأ
أبو رجاء nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية والضحاك : بفتح الحاء والسين وقرأ
الجحدري : ( إحسانا ) على المصدر ; وكذلك في مصحف
أبي التقدير : ووصينا الإنسان أن يحسن إحسانا ولا ينتصب ب ( وصينا ) لأنه قد استوفى مفعوليه . ( إلي مرجعكم ) وعيد في طاعة الوالدين في معنى الكفر
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8فأنبئكم بما كنتم تعملون والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين كرر تعالى التمثيل بحالة المؤمنين العاملين ليحرك النفوس إلى نيل مراتبهم . وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=9لندخلنهم في الصالحين مبالغة على معنى : فالذين هم في نهاية الصلاح وأبعد غاياته . وإذا تحصل للمؤمن هذا الحكم تحصل ثمرته وجزاؤه وهو الجنة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِيمَا رَوَى
التِّرْمِذِيُّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832262أُنْزِلَتْ فِيَّ أَرْبَعُ آيَاتٍ فَذَكَرَ قِصَّةً ; فَقَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ : أَلَيْسَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالْبِرِّ ، وَاللَّهِ لَا أَطْعَمُ طَعَامًا وَلَا أَشْرَبُ شَرَابًا حَتَّى أَمُوتَ أَوْ تَكْفُرَ ; قَالَ : فَكَانُوا إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُطْعِمُوهَا شَجَرُوا فَاهَا فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا الْآيَةَ . قَالَ
أَبُو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَرُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=864428عَنْ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ بَارًّا بِأُمِّي فَأَسْلَمْتُ فَقَالَتْ : لَتَدَعَنَّ دِينَكَ أَوْ لَا آكُلُ وَلَا أَشْرَبُ حَتَّى أَمُوتَ فَتُعَيَّرُ بِي وَيُقَالُ يَا قَاتِلَ أُمِّهِ وَبَقِيَتْ يَوْمًا وَيَوْمًا فَقُلْتُ : يَا أُمَّاهُ لَوْ كَانَتْ لَكِ مِائَةُ نَفْسٍ فَخَرَجَتْ نَفْسًا نَفْسًا مَا تَرَكْتُ دِينِي هَذَا ، فَإِنْ شِئْتِ فَكُلِي وَإِنْ شِئْتِ فَلَا تَأْكُلِي . فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ أَكَلَتْ ، وَنَزَلَتْ : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي الْآيَةَ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : نَزَلَتْ فِي
عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ أَخِي أَبِي جَهْلٍ لِأُمِّهِ وَقَدْ فَعَلَتْ أُمُّهُ مِثْلَ ذَلِكَ . وَعَنْهُ أَيْضًا : نَزَلَتْ فِي جَمِيعِ الْأُمَّةِ إِذْ لَا يَصْبِرُ عَلَى بَلَاءِ اللَّهِ إِلَّا صِدِّيقٌ . وَ ( حُسْنًا ) نُصِبَ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ عَلَى التَّكْرِيرِ أَيْ وَوَصَّيْنَاهُ حُسْنًا . وَقِيلَ : هُوَ عَلَى الْقَطْعِ ، تَقْدِيرُهُ : وَوَصَّيْنَاهُ بِالْحُسْنِ ، كَمَا تَقُولُ : وَصَّيْتُهُ خَيْرًا . أَيْ بِالْخَيْرِ . وَقَالَ أَهْلُ
الْكُوفَةِ : تَقْدِيرُهُ : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ أَنْ يَفْعَلَ حُسْنًا . فَيُقَدَّرُ لَهُ فِعْلٌ : وَقَالَ الشَّاعِرُ :
عَجِبْتُ مِنْ دَهْمَاءَ إِذْ تَشْكُونَا وَمَنْ أَبِي دَهْمَاءَ إِذْ يُوصِينَا
خَيْرًا بِهَا كَأَنَّمَا خَافُونَا
أَيْ يُوصِينَا أَنْ نَفْعَلَ بِهَا خَيْرًا ; كَقَوْلِهِ : ( فَطَفِقَ مَسْحًا ) أَيْ يَمْسَحُ مَسْحًا . وَقِيلَ : تَقْدِيرُهُ : وَوَصَّيْنَاهُ أَمْرًا ذَا حُسْنٍ ، فَأُقِيمَتِ الصِّفَةُ مَقَامَ الْمَوْصُوفِ ، وَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ
[ ص: 303 ] الْمُضَافُ إِلَيْهِ مَقَامَهُ وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَلْزَمْنَاهُ حُسْنًا . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ : ( حُسْنًا ) بِضَمِّ الْحَاءِ وَإِسْكَانِ السِّينِ وَقَرَأَ
أَبُو رَجَاءٍ nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَالضَّحَّاكُ : بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالسِّينِ وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ : ( إِحْسَانًا ) عَلَى الْمَصْدَرِ ; وَكَذَلِكَ فِي مُصْحَفِ
أُبَيٍّ التَّقْدِيرُ : وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ أَنْ يُحْسِنَ إِحْسَانًا وَلَا يَنْتَصِبَ بِ ( وَصَّيْنَا ) لِأَنَّهُ قَدِ اسْتَوْفَى مَفْعُولَيْهِ . ( إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ ) وَعِيدٌ فِي طَاعَةِ الْوَالِدَيْنِ فِي مَعْنَى الْكُفْرِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=8فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ كَرَّرَ تَعَالَى التَّمْثِيلَ بِحَالَةِ الْمُؤْمِنِينَ الْعَامِلِينَ لِيُحَرِّكَ النُّفُوسَ إِلَى نَيْلِ مَرَاتِبِهِمْ . وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=9لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ مُبَالَغَةٌ عَلَى مَعْنَى : فَالَّذِينَ هُمْ فِي نِهَايَةِ الصَّلَاحِ وَأَبْعَدُ غَايَاتِهِ . وَإِذَا تَحَصَّلَ لِلْمُؤْمِنِ هَذَا الْحُكْمُ تَحْصُلُ ثَمَرَتُهُ وَجَزَاؤُهُ وَهُوَ الْجَنَّةُ .