قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم .
قوله تعالى : ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض الآية . لما عير المشركون المسلمين بالفقر وقالوا : لو كنتم على حق لم تكونوا فقراء . وكان هذا تمويها ، وكان في الكفار فقراء أيضا أزال الله هذه الشبهة . وكذا قول من قال : إن هاجرنا لم نجد ما ننفق . أي فإذا اعترفتم بأن الله خالق هذه الأشياء فكيف تشكون في الرزق ; ولهذا وصله بقوله تعالى : فمن بيده تكوين الكائنات لا يعجز عن رزق العبد الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له . فأنى يؤفكون أي كيف يكفرون بتوحيدي وينقلبون عن عبادتي . الله يبسط الرزق لمن يشاء أي لا يختلف أمر الرزق بالإيمان والكفر ، فالتوسيع والتقتير منه فلا تعيير بالفقر ، . فكل شيء بقضاء وقدر إن الله بكل شيء عليم من أحوالكم وأموركم . قيل : عليم بما يصلحكم من إقتار أو توسيع .