[ ص: 57 ] سورة الزخرف
سورة الزخرف .
مكية بإجماع . وقال مقاتل : إلا قوله : واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا . وهي تسع وثمانون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم .
حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون .
حم والكتاب المبين تقدم الكلام فيه . وقيل : ( حم ) قسم . ( والكتاب المبين ) قسم ثان ، ولله أن يقسم بما شاء . والجواب قوله تعالى : إنا جعلناه وقال ابن الأنباري : من جعل جواب ( والكتاب ) ( حم ) - كما تقول نزل والله وجب والله - وقف على ( الكتاب المبين ) . ومن جعل جواب القسم ( إنا جعلناه ) لم يقف على الكتاب المبين
ومعنى : ( جعلناه ) أي : سميناه ووصفناه ، ولذلك تعدى إلى مفعولين ، كقوله تعالى : ما جعل الله من بحيرة . وقال : أي : أنزلناه قرآنا . السدي مجاهد : قلناه . الزجاج : بيناه . وسفيان الثوري
( عربيا ) أي : ; لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه ، قال أنزلناه بلسان العرب وغيره . وقال سفيان الثوري مقاتل : لأن لسان أهل السماء عربي . وقيل : المراد ( بالكتاب ) جميع الكتب المنزلة على الأنبياء ; لأن الكتاب اسم جنس فكأنه أقسم بجميع ما أنزل من الكتب أنه جعل [ ص: 58 ] القرآن عربيا .
والكناية في قوله : ( جعلناه ) ترجع إلى القرآن وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة ، كقوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة القدر .
لعلكم تعقلون أي تفهمون أحكامه ومعانيه . فعلى هذا القول يكون خاصا للعرب دون العجم ، قاله ابن عيسى . وقال ابن زيد : المعنى لعلكم تتفكرون ، فعلى هذا يكون خطابا عاما للعرب والعجم . ونعت الكتاب بالمبين لأن الله بين فيه أحكامه وفرائضه ، على ما تقدم في غير موضع