nindex.php?page=treesubj&link=29018قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8والذين كفروا فتعسا لهم وأضل أعمالهم .
قوله تعالى : والذين كفروا يحتمل الرفع على الابتداء ، والنصب بما يفسره
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8فتعسا لهم كأنه قال : أتعس الذين كفروا . و تعسا لهم نصب على المصدر بسبيل الدعاء ، قاله الفراء ، مثل سقيا له ورعيا . وهو نقيض لعا له . قال
الأعشى :
[ ص: 214 ] فالتعس أولى لها من أن أقول لعا
وفيه عشرة أقوال : الأول : بعدا لهم ، قاله
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج . الثاني : حزنا لهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي . الثالث : شقاء لهم ، قاله
ابن زيد . الرابع : شتما لهم من الله ، قاله
الحسن . الخامس : هلاكا لهم ، قاله
ثعلب . السادس : خيبة لهم ، قاله
الضحاك وابن زيد . السابع : قبحا لهم ، حكاه
النقاش . الثامن : رغما لهم ، قاله
الضحاك أيضا . التاسع : شرا لهم ، قاله
ثعلب أيضا . العاشر : شقوة لهم ، قاله
أبو العالية . وقيل : إن التعس الانحطاط والعثار . قال
ابن السكيت : التعس أن يخر على وجهه . والنكس أن يخر على رأسه . قال : والتعس أيضا الهلاك . قال
الجوهري : وأصله الكب ، وهو ضد الانتعاش . وقد تعس ( بفتح العين ) يتعس تعسا ، وأتعسه الله . قال
مجمع بن هلال :
تقول وقد أفردتها من خليلها تعست كما أتعستني يا مجمع
يقال : تعسا لفلان ، أي : ألزمه الله هلاكا . قال
القشيري : وجوز قوم تعس ( بكسر العين ) .
قلت : ومنه حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831171تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري . في بعض طرق هذا الحديث
nindex.php?page=hadith&LINKID=831172تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش خرجه
ابن ماجه .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8وأضل أعمالهم أي أبطلها لأنها كانت في طاعة الشيطان . ودخلت الفاء في قوله : فتعسا لأجل الإبهام الذي في الذين ، وجاء
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8وأضل أعمالهم على الخبر حملا على لفظ الذين ; لأنه خبر في اللفظ ، فدخول الفاء حملا على المعنى ، وأضل حملا على اللفظ .
nindex.php?page=treesubj&link=29018قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَحْتَمِلُ الرَّفْعَ عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالنَّصْبَ بِمَا يُفَسِّرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8فَتَعْسًا لَهُمْ كَأَنَّهُ قَالَ : أَتْعَسَ الَّذِينَ كَفَرُوا . وَ تَعْسًا لَهُمْ نُصِبَ عَلَى الْمَصْدَرِ بِسَبِيلِ الدُّعَاءِ ، قَالَهُ الْفَرَّاءُ ، مِثْلُ سَقْيًا لَهُ وَرَعْيًا . وَهُوَ نَقِيضُ لَعًا لَهُ . قَالَ
الْأَعْشَى :
[ ص: 214 ] فَالتَّعْسُ أَوْلَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ لَعًا
وَفِيهِ عَشْرَةُ أَقْوَالٍ : الْأَوَّلُ : بُعْدًا لَهُمْ ، قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ . الثَّانِي : حُزْنًا لَهُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ . الثَّالِثُ : شَقَاءٌ لَهُمْ ، قَالَهُ
ابْنُ زَيْدٍ . الرَّابِعُ : شَتْمًا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ، قَالَهُ
الْحَسَنُ . الْخَامِسُ : هَلَاكًا لَهُمْ ، قَالَهُ
ثَعْلَبٌ . السَّادِسُ : خَيْبَةٌ لَهُمْ ، قَالَهُ
الضَّحَّاكُ وَابْنُ زَيْدٍ . السَّابِعُ : قُبْحًا لَهُمْ ، حَكَاهُ
النَّقَّاشُ . الثَّامِنُ : رَغْمًا لَهُمْ ، قَالَهُ
الضَّحَّاكُ أَيْضًا . التَّاسِعُ : شَرًّا لَهُمْ ، قَالَهُ
ثَعْلَبٌ أَيْضًا . الْعَاشِرُ : شِقْوَةٌ لَهُمْ ، قَالَهُ
أَبُو الْعَالِيَةِ . وَقِيلَ : إِنَّ التَّعْسَ الِانْحِطَاطُ وَالْعِثَارُ . قَالَ
ابْنُ السِّكِّيتِ : التَّعْسُ أَنْ يَخِرَّ عَلَى وَجْهِهِ . وَالنَّكْسُ أَنْ يَخِرَّ عَلَى رَأْسِهِ . قَالَ : وَالتَّعْسُ أَيْضًا الْهَلَاكُ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَأَصْلُهُ الْكَبُّ ، وَهُوَ ضِدُّ الِانْتِعَاشِ . وَقَدْ تَعَسَ ( بِفَتْحِ الْعَيْنِ ) يَتْعَسُ تَعْسًا ، وَأَتْعَسَهُ اللَّهُ . قَالَ
مُجَمِّعُ بْنُ هِلَالٍ :
تَقُولُ وَقَدْ أَفْرَدْتُهَا مِنْ خَلِيلِهَا تَعِسْتَ كَمَا أَتْعَسْتِنِي يَا مُجَمِّعُ
يُقَالُ : تَعْسًا لِفُلَانٍ ، أَيْ : أَلْزَمَهُ اللَّهُ هَلَاكًا . قَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَجَوَّزَ قَوْمٌ تَعِسَ ( بِكَسْرِ الْعَيْنِ ) .
قُلْتُ : وَمِنْهُ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831171تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ . فِي بَعْضِ طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=831172تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ خَرَّجَهُ
ابْنُ مَاجَهْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ أَيْ أَبْطَلَهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ فِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ . وَدَخَلَتِ الْفَاءُ فِي قَوْلِهِ : فَتَعْسًا لِأَجْلِ الْإِبْهَامِ الَّذِي فِي الَّذِينَ ، وَجَاءَ
nindex.php?page=tafseer&surano=47&ayano=8وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ عَلَى الْخَبَرِ حَمْلًا عَلَى لَفْظِ الَّذِينَ ; لِأَنَّهُ خَبَرٌ فِي اللَّفْظِ ، فَدُخُولُ الْفَاءِ حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى ، وَأَضَلَّ حَمْلًا عَلَى اللَّفْظِ .