فإذا جاءت الطامة الكبرى أي الداهية العظمى ، وهي النفخة الثانية ، التي يكون معها البعث ، قاله قوله تعالى : ابن عباس في رواية الضحاك عنه ، وهو قول الحسن . وعن ابن عباس أيضا والضحاك : أنها القيامة ; سميت بذلك لأنها تطم على كل شيء ، فتعم ما سواها لعظم هولها ; أي تقلبه . وفي أمثالهم :
جرى الوادي فطم على القري
المبرد : الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع ، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم : طم الفرس طميما إذا استفرغ جهده في الجري ، وطم الماء إذا ملأ النهر كله . غيره : هي مأخوذة من طم السيل الركية أي دفنها ، والطم : الدفن والعلو . وقال القاسم بن الوليد [ ص: 178 ] الهمداني : الطامة الكبرى حين يساق أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار . وهو معنى قول مجاهد : وقال سفيان : هي الساعة التي يسلم فيها أهل النار إلى الزبانية . أي الداهية التي طمت وعظمت ; قال :إن بعض الحب يعمي ويصم وكذاك البغض أدهى وأطم
وبرزت الجحيم أي ظهرت . لمن يرى قال ابن عباس : يكشف عنها فيراها تتلظى كل ذي بصر . وقيل : المراد الكافر لأنه الذي يرى النار بما فيها من أصناف العذاب . وقيل : يراها المؤمن ليعرف قدر النعمة ، ويصلى الكافر بالنار . وجواب فإذا جاءت الطامة محذوف أي إذا جاءت الطامة دخل أهل النار النار وأهل الجنة الجنة . وقرأ مالك بن دينار : وبرزت الجحيم . عكرمة وغيره : ( لمن ترى ) بالتاء ، أي لمن تراه الجحيم ، أو لمن تراه أنت يا محمد . والخطاب له - عليه السلام - ، والمراد به الناس .