قوله تعالى : إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى   قوله تعالى : إن هذا لفي الصحف الأولى  قال قتادة  وابن زيد    : يريد قوله والآخرة خير وأبقى    . وقالا : تتابعت كتب الله - جل ثناؤه - كما تسمعون أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا . وقال الحسن    : إن هذا لفي الصحف الأولى  قال : كتب الله - جل ثناؤه - كلها   . الكلبي    : إن هذا لفي الصحف الأولى  من قوله : قد أفلح إلى آخر السورة لحديث أبي ذر  على ما يأتي . وروى عكرمة  عن ابن عباس    : إن هذا لفي الصحف الأولى  قال : هذه السورة . وقال الضحاك    : إن هذا القرآن لفي الصحف الأولى أي الكتب الأولى . 
صحف إبراهيم وموسى  يعني الكتب المنزلة عليهما . ولم يرد أن هذه الألفاظ بعينها في تلك الصحف ، وإنما هو على المعنى أي إن معنى هذا الكلام وارد في تلك الصحف . وروى الآجري  من حديث أبي ذر  قال : قلت يا رسول الله ، فما كانت صحف إبراهيم ؟  قال : كانت أمثالا كلها : أيها الملك المتسلط المبتلى المغرور ، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض ، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم . فإني لا أردها ولو كانت من فم كافر . وكان فيها أمثال : وعلى العاقل أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، يفكر فيها في صنع الله - عز وجل - إليه ، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب . وعلى العاقل ألا يكون ظاعنا إلا في ثلاث : تزود لمعاد ، ومرمة لمعاش ، ولذة في غير محرم . وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه ، مقبلا على شأنه ، حافظا للسانه . ومن عد كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه . قال : قلت يا رسول الله ، فما كانت صحف موسى ؟  قال : كانت عبرا كلها : عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ! وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب . وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها ! وعجبت لمن أيقن بالحساب   [ ص: 23 ] غدا ثم هو لا يعمل ! . قال : قلت يا رسول الله ، فهل في أيدينا شيء مما كان في يدي إبراهيم  وموسى ،  مما أنزل الله عليك ؟ قال : " نعم اقرأ يا أبا ذر    : قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى    " وذكر الحديث . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					