فيه مسألتان : قوله تعالى :
الأولى : قوله تعالى : فإذا فرغت قال ابن عباس وقتادة : فإذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك . وقال ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل . وقال الكلبي : إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات . وقال الحسن وقتادة أيضا : إذا فرغت من جهاد عدوك ، فانصب لعبادة ربك . وعن مجاهد : فإذا فرغت من دنياك ، فانصب في صلاتك . ونحوه عن الحسن . وقال الجنيد : إذا فرغت من أمر الخلق ، فاجتهد في عبادة الحق . قال : " ومن المبتدعة من قرأ هذه الآية ( فأنصب ) بكسر الصاد ، والهمز من أوله ، وقالوا : معناه : أنصب الإمام الذي تستخلفه . وهذا باطل في القراءة ، باطل في المعنى ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستخلف أحدا . وقرأها بعض الجهال ( فانصب ) بتشديد الباء ، معناه : إذا فرغت من الجهاد ، فجد في الرجوع إلى بلدك . . وهذا باطل أيضا قراءة ، لمخالفة الإجماع ، لكن معناه صحيح لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ابن العربي . وأشد الناس عذابا وأسوءهم مباء ومآبا ، من أخذ معنى صحيحا ، فركب عليه من قبل نفسه قراءة أو حديثا ، فيكون كاذبا على الله ، كاذبا على رسوله السفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه ، فإذا قضى أحدكم نهمته ، فليعجل الرجوع إلى أهله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا .
قال المهدوي : وروي عن : أنه قرأ أبي جعفر المنصور ألم نشرح لك صدرك بفتح الحاء وهو بعيد ، وقد يؤول على تقدير النون الخفيفة ، ثم أبدلت النون ألفا في الوقف ، ثم حمل الوصل على الوقف ، ثم حذف الألف . وأنشد عليه :
[ ص: 97 ]
اضرب عنك الهموم طارقها ضربك بالسوط قونس الفرس
أراد : اضربن .وروي عن أبي السمال ( فإذا فرغت ) بكسر الراء ، وهي لغة فيه . وقرئ ( فرغب ) أي فرغب الناس إلى ما عنده .
الثانية : قال : روي عن ابن العربي شريح أنه مر بقوم يلعبون يوم عيد ، فقال ما بهذا أمر الشارع . وفيه نظر ، الحبش كانوا يلعبون بالدرق والحراب في المسجد يوم العيد ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر . فإن أبو بكر في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة - رضي الله عنها - وعندها جاريتان من جواري الأنصار تغنيان فقال أبو بكر : أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : " دعهما يا أبا بكر ، فإنه يوم عيد " . ودخل ، بل هو مكروه للخلق . وليس يلزم الدءوب على العمل