الرابعة : روي عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال : . البسملة تيجان السور
قلت : وهذا يدل على أنها ليست بآية من الفاتحة ولا غيرها . وقد اختلف العلماء في هذا المعنى على ثلاثة أقوال :
( الأول ) ليست بآية من الفاتحة ولا غيرها ; وهو قول مالك . ( الثاني ) أنها آية من كل سورة ; وهو قول . ( الثالث ) قال عبد الله بن المبارك : هي آية في الفاتحة ; وتردد قوله في سائر السور ; فمرة قال : هي آية من كل سورة ، ومرة قال : ليست بآية إلا في الفاتحة وحدها . ولا خلاف بينهم في أنها آية من القرآن في سورة النمل . الشافعي
واحتج بما رواه الشافعي من حديث الدارقطني عن أبي بكر الحنفي عبد الحميد بن جعفر عن نوح بن أبي بلال عن عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ ص: 90 ] أبي هريرة . رفع هذا الحديث إذا قرأتم " الحمد لله رب العالمين " فاقرءوا " بسم الله الرحمن الرحيم " إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و " بسم الله الرحمن الرحيم " ، إحداها عبد الحميد بن جعفر وعبد الحميد هذا وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد ويحيى بن معين ; وأبو حاتم يقول فيه : محله الصدق ; وكان يضعفه ويحمل عليه . سفيان الثوري ونوح بن أبي بلال ثقة مشهور .
وحجة ابن المبارك وأحد قولي ما رواه الشافعي مسلم عن أنس قال : إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر وذكر الحديث ، وسيأتي بكماله في سورة الكوثر إن شاء الله تعالى . بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما ; فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم