الثالثة : لا خلاف بين العلماء أن nindex.php?page=treesubj&link=16918_16919الذبح أولى في الغنم ، والنحر أولى في الإبل ، والتخير في البقر . وقيل : الذبح أولى ؛ لأنه الذي ذكره الله ، ولقرب المنحر من المذبح . قال ابن المنذر : لا أعلم أحدا حرم أكل ما نحر مما يذبح ، أو ذبح مما ينحر . وكره مالك ذلك . وقد يكره المرء الشيء ولا يحرمه . وسيأتي في سورة " المائدة " أحكام الذبح والذابح وشرائطهما عند قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إلا ما ذكيتم مستوفى إن شاء الله تعالى . قال nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : وإنما أمروا - والله أعلم - بذبح بقرة دون غيرها ؛ لأنها من جنس ما عبدوه من العجل ليهون عندهم ما كان يرونه من تعظيمه ، وليعلم بإجابتهم ما كان في نفوسهم من عبادته . وهذا المعنى علة في ذبح البقرة ، وليس بعلة في جواب السائل ، ولكن المعنى فيه أن يحيا القتيل بقتل حي ، فيكون أظهر لقدرته في اختراع الأشياء من أضدادها .

الثَّالِثَةُ : لَا خِلَافَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=16918_16919الذَّبْحَ أَوْلَى فِي الْغَنَمِ ، وَالنَّحْرَ أَوْلَى فِي الْإِبِلِ ، وَالتَّخَيُّرُ فِي الْبَقَرِ . وَقِيلَ : الذَّبْحُ أَوْلَى ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ ، وَلِقُرْبِ الْمَنْحَرِ مِنَ الْمَذْبَحِ . قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : لَا أَعْلَمُ أَحَدًا حَرَّمَ أَكْلَ مَا نُحِرَ مِمَّا يُذْبَحُ ، أَوْ ذُبِحَ مِمَّا يُنْحَرُ . وَكَرِهَ مَالِكٌ ذَلِكَ . وَقَدْ يَكْرَهُ الْمَرْءُ الشَّيْءَ وَلَا يُحَرِّمُهُ . وَسَيَأْتِي فِي سُورَةِ " الْمَائِدَةِ " أَحْكَامُ الذَّبْحِ وَالذَّابِحِ وَشَرَائِطُهُمَا عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ مُسْتَوْفًى إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى . قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ : وَإِنَّمَا أُمِرُوا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - بِذَبْحِ بَقَرَةٍ دُونَ غَيْرِهَا ؛ لِأَنَّهَا مِنْ جِنْسِ مَا عَبَدُوهُ مِنَ الْعِجْلِ لِيُهَوِّنَ عِنْدَهُمْ مَا كَانَ يَرَوْنَهُ مِنْ تَعْظِيمِهِ ، وَلِيَعْلَمَ بِإِجَابَتِهِمْ مَا كَانَ فِي نُفُوسِهِمْ مِنْ عِبَادَتِهِ . وَهَذَا الْمَعْنَى عِلَّةٌ فِي ذَبْحِ الْبَقَرَةِ ، وَلَيْسَ بَعِلَّةٍ فِي جَوَابِ السَّائِلِ ، وَلَكِنَّ الْمَعْنَى فِيهِ أَنْ يَحْيَا الْقَتِيلُ بِقَتْلِ حَيٍّ ، فَيَكُونُ أَظْهَرُ لِقُدْرَتِهِ فِي اخْتِرَاعِ الْأَشْيَاءِ مِنْ أَضْدَادِهَا .