الثالثة : واختلف الناس
nindex.php?page=treesubj&link=31910بماذا عرف موسى كلام الله ولم يكن سمع قبل ذلك خطابه ، فمنهم من قال : إنه سمع كلاما ليس بحروف وأصوات ، وليس فيه تقطيع ولا نفس ، فحينئذ علم أن ذلك ليس هو كلام البشر وإنما هو كلام رب العالمين . وقال آخرون : إنه لما سمع كلاما لا من جهة ، وكلام البشر يسمع من جهة من الجهات الست ، علم أنه ليس من كلام البشر . وقيل : إنه صار جسده كله مسامع حتى سمع بها ذلك الكلام ، فعلم أنه كلام الله . وقيل فيه : إن المعجزة دلت على أن ما سمعه هو كلام الله ، وذلك أنه قيل له :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=31ألق عصاك ، فألقاها فصارت ثعبانا ، فكان ذلك علامة على صدق الحال ، وأن الذي يقول له :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إني أنا ربك هو الله جل وعز . وقيل : إنه قد كان أضمر في نفسه شيئا لا يقف عليه إلا علام الغيوب ، فأخبره الله تعالى في خطابه بذلك الضمير ، فعلم أن الذي يخاطبه هو الله جل وعز . وسيأتي في سورة " القصص " بيان معنى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=30نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة إن شاء الله تعالى .
الثَّالِثَةُ : وَاخْتَلَفَ النَّاسُ
nindex.php?page=treesubj&link=31910بِمَاذَا عَرَفَ مُوسَى كَلَامَ اللَّهِ وَلَمْ يَكُنْ سَمِعَ قَبْلَ ذَلِكَ خِطَابَهُ ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : إِنَّهُ سَمِعَ كَلَامًا لَيْسَ بِحُرُوفٍ وَأَصْوَاتٍ ، وَلَيْسَ فِيهِ تَقْطِيعٌ وَلَا نَفَسٌ ، فَحِينَئِذٍ عَلِمَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ هُوَ كَلَامَ الْبَشَرِ وَإِنَّمَا هُوَ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّهُ لَمَّا سَمِعَ كَلَامًا لَا مِنْ جِهَةٍ ، وَكَلَامُ الْبَشَرِ يُسْمَعُ مِنْ جِهَةٍ مِنَ الْجِهَاتِ السِّتِّ ، عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْبَشَرِ . وَقِيلَ : إِنَّهُ صَارَ جَسَدُهُ كُلُّهُ مَسَامِعَ حَتَّى سَمِعَ بِهَا ذَلِكَ الْكَلَامَ ، فَعَلِمَ أَنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ . وَقِيلَ فِيهِ : إِنَّ الْمُعْجِزَةَ دَلَّتْ عَلَى أَنَّ مَا سَمِعَهُ هُوَ كَلَامُ اللَّهِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=31أَلْقِ عَصَاكَ ، فَأَلْقَاهَا فَصَارَتْ ثُعْبَانًا ، فَكَانَ ذَلِكَ عَلَامَةً عَلَى صِدْقِ الْحَالِ ، وَأَنَّ الَّذِي يَقُولُ لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=12إِنِّي أَنَا رَبُّكَ هُوَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ . وَقِيلَ : إِنَّهُ قَدْ كَانَ أَضْمَرَ فِي نَفْسِهِ شَيْئًا لَا يَقِفُ عَلَيْهِ إِلَّا عَلَّامُ الْغُيُوبِ ، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي خِطَابِهِ بِذَلِكَ الضَّمِيرِ ، فَعَلِمَ أَنَّ الَّذِي يُخَاطِبُهُ هُوَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ . وَسَيَأْتِي فِي سُورَةِ " الْقَصَصِ " بَيَانُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=30نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى .