من ذلك ما حدثنا يحيى بن سليمان الضبي قال حدثنا محمد - يعني ابن سعيد حدثنا أبو معاوية عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن جده عن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : [ ص: 39 ] أبي هريرة . حدثني أبي قال حدثنا " أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه " إبراهيم بن الهيثم قال حدثنا قال حدثنا آدم - يعني ابن أبي إياس أبو الطيب المروزي قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ القرآن فلم يعربه وكل به ملك يكتب له كما أنزل بكل حرف عشر حسنات فإن أعرب بعضه وكل به ملكان يكتبان له بكل حرف عشرين حسنة فإن أعربه وكل به أربعة أملاك يكتبون له بكل حرف سبعين حسنة وروى جويبر عن الضحاك قال : قال : جودوا القرآن وزينوه بأحسن الأصوات ، وأعربوه فإنه عربي ، والله يحب أن يعرب به . وعن عبد الله بن مسعود مجاهد عن ابن عمر قال : أعربوا القرآن . وعن محمد بن عبد الرحمن بن زيد قال : قال أبو بكر وعمر رضي الله عنهما : لبعض إعراب القرآن أحب إلينا من حفظ حروفه . وعن الشعبي قال : قال عمر رحمه الله : من قرأ القرآن فأعربه كان له عند الله أجر شهيد . وقال مكحول : بلغني أن من قرأ بإعراب كان له من الأجر ضعفان ممن قرأ بغير إعراب . وروى عن ابن جريج عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : . أحبوا العرب لثلاث لأني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي
وروى سفيان عن أبي حمزة قال : قيل للحسن في قوم يتعلمون العربية قال : أحسنوا ، يتعلمون لغة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - . وقيل للحسن : إن لنا إماما يلحن ، قال : أخروه .
وعن قال : قدم أعرابي في زمان ابن أبي مليكة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : من يقرئني مما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : فأقرأه رجل ( براءة ) ; فقال : ( إن الله بريء من المشركين ورسوله ) . بالجر ، فقال الأعرابي : أوقد برئ الله من رسوله ؟ فإن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه ; فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال : يا أعرابي أتبرأ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن ، فسألت من يقرئني ، فأقرأني هذا سورة ( براءة ) ، فقال : إن الله بريء من المشركين ورسوله ; فقلت : أوقد برئ الله من رسوله ، إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه ; فقال عمر : ليس هكذا يا أعرابي ; قال : فكيف هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : ( إن الله بريء من المشركين ورسوله ) فقال الأعرابي : وأنا والله أبرأ مما برئ الله ورسوله منه ; فأمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألا يقرئ الناس إلا عالم باللغة ، وأمر أبا الأسود فوضع النحو .
وعن علي بن الجعد قال : سمعت شعبة يقول : مثل صاحب الحديث الذي لا يعرف العربية مثل الحمار عليه مخلاة لا علف فيها . وقال حماد بن سلمة : من طلب الحديث ولم يتعلم النحو - أو قال العربية - فهو كمثل الحمار تعلق عليه مخلاة ليس فيها شعير . قال ابن عطية : إعراب القرآن أصل في الشريعة ; لأن بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع . [ ص: 40 ]
قال ابن الأنباري : وجاء عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وتابعيهم رضوان الله عليهم ، من ما بين صحة مذهب النحويين في ذلك ، وأوضح فساد مذهب من أنكر ذلك عليهم . من ذلك ما حدثنا الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله باللغة والشعر عبيد بن الواحد بن شريك البزاز قال حدثنا ابن أبي مريم قال : أنبأنا ابن فروخ قال أخبرني أسامة قال أخبرني عكرمة أن ابن عباس قال : إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر ، فإن الشعر ديوان العرب . وحدثنا قال حدثنا إدريس بن عبد الكريم خلف قال حدثنا حماد بن زيد عن قال سمعت علي بن زيد بن جدعان سعيد بن جبير ويوسف بن مهران يقولان : سمعنا ابن عباس يسأل عن الشيء بالقرآن ; فيقول فيه هكذا وهكذا ، أما سمعتم الشاعر يقول كذا وكذا . وعن عكرمة عن ابن عباس ، وسأله رجل عن قول الله جل وعز : وثيابك فطهر [ المدثر : 4 ] قال : لا تلبس ثيابك على غدر ; وتمثل بقول غيلان الثقفي :
فإني بحمد الله لا ثوب غادر لبست ولا من سوءة أتقنع
وسأل رجل عكرمة عن الزنيم قال : هو ولد الزنى ; وتمثل ببيت شعر :زنيم ليس يعرف من أبوه بغي الأم ذو حسب لئيم
زنيم تداعاه الرجال زيادة كما زيد في عرض الأديم الأكارع
ما هاج شوقك من هديل حمامة تدعو على فنن الغصون حماما
تدعو أبا فرخين صادف طائرا ذا مخلبين من الصقور قطاما
وفيها لحم ساهرة وبحر وما فاهوا به لهم مقيم
لا سنة في طوال الليل تأخذه ولا ينام ولا في أمره فند