الثانية : اختلفوا فقال أهي مكية أم مدنية ؟ ابن عباس وقتادة - وغيرهم : هي مكية . وقال وأبو العالية الرياحي - واسمه رفيع أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار وغيرهم : هي مدنية . ويقال : نزل نصفها والزهري بمكة ، ونصفها بالمدينة . حكاه في تفسيره . والأول أصح لقوله تعالى : أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم والحجر مكية بإجماع . ولا خلاف أن بمكة . وما حفظ أنه كان في الإسلام قط صلاة بغير فرض الصلاة كان الحمد لله رب العالمين ; يدل على هذا قوله عليه السلام : ( ) . وهذا خبر عن الحكم ، لا عن الابتداء ، والله أعلم . وقد ذكر لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب القاضي ابن الطيب اختلاف الناس في ; فقيل : المدثر ، وقيل : اقرأ ، وقيل : الفاتحة . وذكر أول ما نزل من القرآن في دلائل النبوة عن البيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبي ميسرة عمرو بن شرحبيل : لخديجة إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء وقد والله خشيت أن يكون هذا أمرا قالت : معاذ الله ! ما كان الله ليفعل بك ، فوالله إنك لتؤدي الأمانة ، وتصل الرحم ، وتصدق الحديث . فلما دخل أبو بكر - وليس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم - ذكرت خديجة حديثه له ، قالت : يا عتيق ، اذهب مع محمد إلى ورقة بن نوفل . فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ أبو بكر بيده ، فقال : انطلق بنا إلى ورقة ، فقال : ( ومن أخبرك ) . قال : خديجة ، فانطلقا إليه فقصا [ ص: 113 ] عليه ; فقال : إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هاربا في الأرض فقال : لا تفعل ، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني . فلما خلا ناداه : يا محمد ، قل بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين - حتى بلغ ولا الضالين ، قل : لا إله إلا الله . فأتى ورقة فذكر ذلك له ; فقال له ورقة : أبشر ثم أبشر ، فأنا أشهد أنك الذي بشر به عيسى ابن مريم ، وأنك على مثل ناموس موسى ، وأنك نبي مرسل ، وأنك سوف تؤمر بالجهاد بعد يومك هذا ، وإن يدركني ذلك لأجاهدن معك . فلما توفي ورقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني يعني ورقة . قال رضي الله عنه : هذا منقطع . يعني هذا الحديث ، فإن كان محفوظا فيحتمل أن يكون خبرا عن نزولها بعدما نزل عليه البيهقي اقرأ باسم ربك و ياأيها المدثر .