[ ص: 315 ] )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 81 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ( 82 ) )
يقول تعالى : ليس الأمر كما تمنيتم ، ولا كما تشتهون ، بل الأمر : أنه من عمل سيئة وأحاطت به خطيئته ، وهو من وافى يوم القيامة وليس له حسنة ، بل جميع عمله سيئات ، فهذا من أهل النار ، والذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات من العمل الموافق للشريعة فهم من أهل الجنة . وهذا المقام شبيه بقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ) [ النساء : 123 ، 124 ] .
قال
محمد بن إسحاق : حدثني
محمد بن أبي محمد ، عن
سعيد أو
عكرمة عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=treesubj&link=28973_29468_30365_30364nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81بلى من كسب سيئة ) أي : عمل مثل أعمالكم ، وكفر بمثل ما كفرتم به ، حتى يحيط به كفره فما له من حسنة .
وفي رواية عن
ابن عباس ، قال : الشرك .
قال
ابن أبي حاتم : وروي عن
أبي وائل ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبي العالية ،
ومجاهد ،
وعكرمة ،
والحسن ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ، نحوه .
وقال
الحسن أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : السيئة : الكبيرة من الكبائر .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وأحاطت به خطيئته ) قال : بقلبه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وأبو وائل ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء ،
والحسن : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وأحاطت به خطيئته ) قالوا : أحاط به شركه .
وقال
الأعمش ، عن
أبي رزين ، عن
الربيع بن خثيم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وأحاطت به خطيئته ) قال : الذي يموت على خطايا من قبل أن يتوب . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
وأبي رزين ، نحوه .
وقال
أبو العالية ،
ومجاهد ،
والحسن ، في رواية عنهما ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وأحاطت به خطيئته ) الكبيرة الموجبة .
وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى ، والله أعلم . ويذكر هاهنا الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد حيث قال :
حدثنا
سليمان بن داود ، حدثنا
عمرو بن قتادة عن
عبد ربه ، عن
أبي عياض ، عن
عبد الله [ ص: 316 ] بن مسعود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500799 " إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " . وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة ، فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سوادا ، وأججوا نارا ، فأنضجوا ما قذفوا فيها .
وقال
محمد بن إسحاق : حدثني
محمد ، عن
سعيد أو عكرمة عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون ) أي من آمن بما كفرتم به ، وعمل بما تركتم من دينه ، فلهم الجنة خالدين فيها . يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله ، لا انقطاع له أبدا .
[ ص: 315 ] )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 81 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 82 ) )
يَقُولُ تَعَالَى : لَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا تَمَنَّيْتُمْ ، وَلَا كَمَا تَشْتَهُونَ ، بَلِ الْأَمْرُ : أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ، وَهُوَ مَنْ وَافَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ لَهُ حَسَنَةٌ ، بَلْ جَمِيعُ عَمَلِهِ سَيِّئَاتٌ ، فَهَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ مِنَ الْعَمَلِ الْمُوَافِقِ لِلشَّرِيعَةِ فَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ . وَهَذَا الْمَقَامُ شَبِيهٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=123لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=124وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) [ النِّسَاءِ : 123 ، 124 ] .
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ أَوْ
عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=treesubj&link=28973_29468_30365_30364nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ) أَيْ : عَمِلَ مِثْلَ أَعْمَالِكُمْ ، وَكَفَرَ بِمِثْلِ مَا كَفَرْتُمْ بِهِ ، حَتَّى يُحِيطَ بِهِ كُفْرُهُ فَمَا لَهُ مِنْ حَسَنَةٍ .
وَفِي رِوَايَةٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : الشِّرْكُ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : وَرُوِيَ عَنْ
أَبِي وَائِلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11873وَأَبِي الْعَالِيَةِ ،
وَمُجَاهِدٍ ،
وَعِكْرِمَةَ ،
وَالْحَسَنِ ،
وَقَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، نَحْوَهُ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : السَّيِّئَةُ : الْكَبِيرَةُ مِنَ الْكَبَائِرِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) قَالَ : بِقَلْبِهِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16115وَأَبُو وَائِلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16568وَعَطَاءٌ ،
وَالْحَسَنُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) قَالُوا : أَحَاطَ بِهِ شِرْكُهُ .
وَقَالَ
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
أَبِي رَزِينٍ ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) قَالَ : الذِي يَمُوتُ عَلَى خَطَايَا مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتُوبَ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ،
وَأَبِي رَزِينٍ ، نَحْوَهُ .
وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ ،
وَمُجَاهِدٌ ،
وَالْحَسَنُ ، فِي رِوَايَةٍ عَنْهُمَا ،
وَقَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=81وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) الْكَبِيرَةُ الْمُوجِبَةُ .
وَكُلُّ هَذِهِ الْأَقْوَالِ مُتَقَارِبَةٌ فِي الْمَعْنَى ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَيُذْكَرُ هَاهُنَا الْحَدِيثُ الذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ حَيْثُ قَالَ :
حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ قَتَادَةَ عَنْ
عَبْدِ رَبِّهِ ، عَنْ
أَبِي عِيَاضٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ [ ص: 316 ] بْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500799 " إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ " . وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بِأَرْضٍ فَلَاةٍ ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا ، وَأَجَّجُوا نَارًا ، فَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدٌ ، عَنْ
سَعِيدٍ أَوْ عِكْرِمَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=82وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) أَيْ مَنْ آمَنَ بِمَا كَفَرْتُمْ بِهِ ، وَعَمَلَ بِمَا تَرَكْتُمْ مِنْ دِينِهِ ، فَلَهُمُ الْجَنَّةُ خَالِدِينَ فِيهَا . يُخْبِرُهُمْ أَنَّ الثَّوَابَ بِالْخَيْرِ وَالشَّرِّ مُقِيمٌ عَلَى أَهْلِهِ ، لَا انْقِطَاعَ لَهُ أَبَدًا .