(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97nindex.php?page=treesubj&link=28973_29755_29752قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ( 97 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ( 98 ) )
قال
الإمام أبو جعفر بن جرير الطبري رحمه الله : أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا [ على ] أن هذه الآية نزلت جوابا
لليهود من
بني إسرائيل ، إذ زعموا أن
جبريل عدو لهم ، وأن
ميكائيل ولي لهم ، ثم اختلفوا في السبب الذي من أجله قالوا ذلك . فقال بعضهم : إنما كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر نبوته . ذكر من قال ذلك
حدثنا
أبو كريب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يونس بن بكير ، عن
عبد الحميد بن بهرام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
ابن عباس أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820286حضرت عصابة من اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا أبا القاسم ، حدثنا عن خلال نسألك عنهن ، لا يعلمهن إلا نبي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلوا عما شئتم ، ولكن اجعلوا لي [ ص: 336 ] ذمة وما أخذ يعقوب على بنيه ، لئن أنا حدثتكم شيئا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام " . فقالوا : ذلك لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سلوني عما شئتم " . فقالوا : أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن : أخبرنا nindex.php?page=treesubj&link=31894أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ؟ وأخبرنا كيف nindex.php?page=treesubj&link=32689ماء المرأة وماء الرجل ؟ وكيف يكون الذكر منه والأنثى ؟ nindex.php?page=treesubj&link=30956وأخبرنا بهذا النبي الأمي في النوم ووليه من الملائكة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم عهد الله لئن أنا أنبأتكم لتتابعني ؟ " فأعطوه ما شاء الله من عهد وميثاق . فقال : " نشدتكم بالذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضا شديدا فطال سقمه منه ، فنذر لله نذرا لئن عافاه الله من سقمه ليحرمن أحب الطعام والشراب إليه ، وكان أحب الطعام إليه لحوم الإبل وأحب الشراب إليه ألبانها ؟ " . فقالوا : اللهم نعم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اشهد عليهم . وأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن ماء الرجل أبيض غليظ ، وأن ماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله ، وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة كان الولد ذكرا بإذن الله ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل كان الولد أنثى بإذن الله ؟ " . قالوا : اللهم نعم . قال : " اللهم اشهد " . قال : " وأنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ، هل تعلمون أن هذا النبي الأمي تنام عيناه ولا ينام قلبه ؟ " . قالوا : اللهم نعم . قال : " اللهم اشهد " . قالوا : أنت الآن ، فحدثنا من وليك من الملائكة ، فعندها نجامعك أو نفارقك . قال : " فإن وليي جبريل ، ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه " . قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة تابعناك وصدقناك . قال : " فما منعكم أن تصدقوه ؟ " قالوا : إنه عدونا . فأنزل الله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل ) إلى قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=103لو كانوا يعلمون ) [ البقرة : 103 ] فعندها باؤوا بغضب على غضب .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في مسنده ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11920أبي النضر هاشم بن القاسم nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد في تفسيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس ، كلاهما عن
عبد الحميد بن بهرام ، به .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد أيضا عن
الحسين بن محمد المروزي ، عن
عبد الحميد ، بنحوه [ به ] .
وقد رواه
محمد بن إسحاق بن يسار : حدثني
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، فذكره مرسلا وزاد فيه :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824641قالوا : فأخبرنا عن الروح قال : " أنشدكم بالله وبآياته [ ص: 337 ] عند بني إسرائيل ، هل تعلمون أنه جبريل ، وهو الذي يأتيني ؟ " قالوا : نعم ، ولكنه لنا عدو ، وهو ملك إنما يأتي بالشدة وسفك الدماء ، فلولا ذلك اتبعناك . فأنزل الله فيهم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) إلى قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=101كأنهم لا يعلمون ) [ البقرة : 101 ] .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : حدثنا
أبو أحمد حدثنا
عبد الله بن الوليد العجلي ، عن
بكير بن شهاب ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820287أقبلت يهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم ، إنا نسألك عن خمسة أشياء ، فإن أنبأتنا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك . فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على بنيه إذ قال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66الله على ما نقول وكيل ) [ يوسف : 66 ] قال : " هاتوا " . قالوا : أخبرنا عن علامة النبي . قال : " تنام عيناه ولا ينام قلبه " . قالوا : أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف يذكر الرجل ؟ قال : " يلتقي الماءان فإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت " ، قالوا : أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه . قال : " كان يشتكي عرق النساء ، فلم يجد شيئا يلائمه إلا ألبان كذا وكذا " قال أحمد : قال بعضهم : يعني الإبل " فحرم لحومها " قالوا : صدقت . قالوا : أخبرنا ما هذا الرعد ؟ قال " ملك من ملائكة الله ، عز وجل ، موكل بالسحاب بيديه أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب ، يسوقه حيث أمره الله عز وجل " . قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمعه ؟ قال : " صوته " . قالوا : صدقت . إنما بقيت واحدة وهي التي نتابعك إن أخبرتنا ، إنه ليس من نبي إلا وله ملك يأتيه بالخبر ، فأخبرنا من صاحبك ؟ قال : " جبريل عليه السلام " ، قالوا : جبريل ، ذاك الذي ينزل بالحرب والقتال والعذاب عدونا ، لو قلت : ميكائيل الذي ينزل بالرحمة والنبات والقطر لكان . فأنزل الله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل ) إلى آخر الآية .
ورواه
الترمذي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من حديث
عبد الله بن الوليد ، به . وقال
الترمذي : حسن غريب .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد في تفسيره ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : أخبرني
القاسم بن أبي بزة nindex.php?page=hadith&LINKID=824642أن يهود سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن صاحبه الذي ينزل عليه بالوحي . قال : " جبريل " . قالوا : فإنه لنا عدو ، ولا يأتي إلا بالشدة والحرب والقتال . فنزل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل ) الآية . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : وقال
مجاهد : قالت
يهود : يا
محمد ، ما ينزل
جبريل إلا بشدة وحرب وقتال ، وإنه لنا عدو . فنزل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل ) الآية .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97من كان عدوا لجبريل ) قال
عكرمة :
جبر ،
وميك ،
وإسراف : عبد . وإيل : الله . حدثنا
عبد الله بن منير سمع
عبد الله بن بكر حدثنا
حميد ، عن
أنس بن مالك ،
[ ص: 338 ] قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820288سمع nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام بمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أرض يخترف . فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام أهل الجنة ؟ nindex.php?page=treesubj&link=32689وما ينزع الولد إلى أبيه أو إلى أمه ؟ قال : " أخبرني بهن جبريل آنفا " . قال : جبريل ؟ قال : " نعم " . قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة ، فقرأ هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك ) " أما nindex.php?page=treesubj&link=30289أول أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب ، وأما nindex.php?page=treesubj&link=30413أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد الحوت ، وإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع الولد ، وإذا سبق ماء المرأة [ ماء الرجل ] نزعت " . قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله . يا رسول الله ، إن اليهود قوم بهت ، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني . فجاءت اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أي رجل nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام فيكم ؟ " قالوا : خيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا . قال : " أرأيتم إن أسلم nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام " . فقالوا : أعاذه الله من ذلك . فخرج عبد الله فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله . فقالوا : شرنا وابن شرنا . فانتقصوه .
قال : هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله .
انفرد به
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري من هذا الوجه وقد أخرجه من وجه آخر ، عن
أنس بنحوه . وفي صحيح
مسلم ، عن
ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قريب من هذا السياق كما سيأتي في موضعه .
وحكاية
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
عكرمة هو المشهور أن " إيل " هو الله . وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
خصيف ، عن
عكرمة .
ورواه
عبد بن حميد ، عن
إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه ، عن
عكرمة ، ورواه
ابن جرير ، عن
الحسين بن يزيد الطحان ، عن
إسحاق بن منصور ، عن
قيس ، عن
عاصم ، عن عكرمة ، أنه قال : إن
جبريل اسمه عبد الله
وميكائيل : عبيد الله . إيل : الله .
ورواه
يزيد النحوي ، عن
عكرمة ، عن
ابن عباس ، مثله سواء . وكذا قال غير واحد من السلف ، كما سيأتي قريبا .
[ ص: 339 ]
[ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد في أثناء حديث
سمرة بن جندب : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16969محمد بن سلمة ، حدثنا
محمد بن إسحاق ، حدثنا
محمد بن عمرو بن عطاء قال : قال لي
علي بن الحسين : اسم
جبريل عبد الله ، واسم
ميكائيل : عبيد الله ] .
ومن الناس من يقول : " إيل " عبارة عن عبد ، والكلمة الأخرى هي اسم الله ; لأن كلمة " إيل " لا تتغير في الجميع ، فوزانه :
عبد الله ،
عبد الرحمن ،
عبد الملك ،
عبد القدوس ،
عبد السلام ،
عبد الكافي ،
عبد الجليل . فعبد موجودة في هذا كله ، واختلفت الأسماء المضاف إليها ، وكذلك
جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ونحو ذلك ، وفي كلام غير العرب يقدمون المضاف إليه على المضاف ، والله أعلم .
ثم قال
ابن جرير : وقال آخرون : بل كان سبب قيلهم ذلك من أجل مناظرة جرت بين
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وبينهم في أمر النبي صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك :
حدثني
nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى ، حدثني
ربعي بن علية ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داود بن أبي هند ، عن
الشعبي ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824643نزل عمر الروحاء ، فرأى رجالا يبتدرون أحجارا يصلون إليها ، فقال : ما بال هؤلاء ؟ قالوا : يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى هاهنا . قال : فكفر ذلك . وقال : إنما رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركته الصلاة بواد صلاها ثم ارتحل ، فتركه . ثم أنشأ يحدثهم ، فقال : كنت أشهد اليهود يوم مدراسهم فأعجب من التوراة كيف تصدق الفرقان ومن الفرقان كيف يصدق التوراة ؟ فبينما أنا عندهم ذات يوم ، قالوا : يا ابن الخطاب ، ما من أصحابك أحد أحب إلينا منك . قلت : ولم ذلك ؟ قالوا : إنك تغشانا وتأتينا . فقلت : إني آتيكم فأعجب من الفرقان كيف يصدق التوراة ، ومن التوراة كيف تصدق الفرقان . قال : ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا ابن الخطاب ، ذاك صاحبكم فالحق به ، قال : فقلت لهم عند ذلك : نشدتكم بالله الذي لا إله إلا هو ، وما استرعاكم من حقه واستودعكم من كتابه : أتعلمون أنه رسول الله ؟ قال : فسكتوا . فقال لهم عالمهم وكبيرهم : إنه قد غلظ عليكم فأجيبوه . فقالوا : فأنت عالمنا وكبيرنا فأجبه أنت . قال : أما إذ نشدتنا بما نشدتنا به فإنا نعلم أنه رسول الله ، قال : قلت : ويحكم فأنى هلكتم ؟ ! قالوا : إنا لم نهلك [ قال ] : قلت : كيف ذلك وأنتم تعلمون أنه رسول الله [ ثم ] ولا تتبعونه ولا تصدقونه ؟ قالوا : إن لنا عدوا من الملائكة وسلما من الملائكة ، وإنه قرن بنبوته عدونا من الملائكة . قال : قلت : ومن عدوكم ومن سلمكم ؟ قالوا : عدونا جبريل ، وسلمنا ميكائيل . قال : قلت : وفيم عاديتم جبريل ، وفيم سالمتم ميكائيل ؟ قالوا : إن جبريل ملك الفظاظة والغلظة والإعسار والتشديد والعذاب ونحو هذا ، وإن ميكائيل ملك الرأفة والرحمة والتخفيف ونحو هذا .
[ ص: 340 ]
قال : قلت : وما منزلتهما من ربهما عز وجل ؟ قالوا : أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره . قال : قلت : فو [ الله ] الذي لا إله إلا هو ، إنهما والذي بينهما لعدو لمن عاداهما وسلم لمن سالمهما وما ينبغي لجبريل أن يسالم عدو ميكائيل وما ينبغي لميكائيل أن يسالم عدو جبريل . ثم قمت فاتبعت النبي صلى الله عليه وسلم فلحقته وهو خارج من خوخة لبني فلان ، فقال : يا ابن الخطاب ، ألا أقرئك آيات نزلن قبل ؟ " فقرأ علي : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه ) حتى قرأ هذه الآيات . قال : قلت : بأبي وأمي يا رسول الله ، والذي بعثك بالحق لقد جئت وأنا أريد أن أخبرك ، فأسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
أبو أسامة ، عن
مجالد ، أنبأنا
عامر ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824331انطلق nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب إلى اليهود ، فقال : أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى : هل تجدون محمدا في كتبكم ؟ قالوا : نعم . قال : فما يمنعكم أن تتبعوه ؟ قالوا : إن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له من الملائكة كفلا ، وإن جبريل كفل محمدا ، وهو الذي يأتيه ، وهو عدونا من الملائكة ، وميكائيل سلمنا ; لو كان ميكائيل هو الذي يأتيه أسلمنا . قال : فإني أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى : ما منزلتهما من رب العالمين ؟ قالوا : جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله . قال عمر . وإني أشهد ما ينزلان إلا بإذن الله ، وما كان ميكائيل ليسالم عدو جبريل ، وما كان جبريل ليسالم عدو ميكائيل . فبينما هو عندهم إذ مر النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذا صاحبك يا ابن الخطاب : فقام إليه عمر ، فأتاه ، وقد أنزل الله ، عز وجل ، عليه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) .
وهذان الإسنادان يدلان على أن
الشعبي حدث به عن
عمر ، ولكن فيه انقطاع بينه وبين
عمر ، فإنه لم يدرك وفاته ، والله أعلم .
وقال
ابن جرير : حدثنا
بشر حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يزيد بن زريع ، عن
سعيد ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=824644عن قتادة ، قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب انطلق ذات يوم إلى اليهود . فلما أبصروه رحبوا به ، فقال لهم عمر : أما والله ما جئت لحبكم ولا للرغبة فيكم ، ولكن جئت لأسمع منكم . فسألهم وسألوه . فقالوا : من صاحب صاحبكم ؟ فقال لهم : جبريل . فقالوا : ذاك عدونا من أهل السماء ، يطلع محمدا على سرنا ، وإذا جاء جاء الحرب والسنة ، ولكن صاحب صاحبنا ميكائيل ، وكان إذا جاء جاء الخصب والسلم . فقال لهم عمر : هل تعرفون جبريل وتنكرون محمدا صلى الله عليه وسلم ؟ ففارقهم عمر عند ذلك وتوجه نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 341 ] ليحدثه حديثهم ، فوجده قد أنزلت عليه هذه الآية : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) .
ثم قال : حدثني
المثنى ، حدثنا
آدم ، حدثنا
أبو جعفر عن
قتادة ، قال : بلغنا أن
عمر أقبل إلى
اليهود يوما ، فذكر نحوه . وهذا أيضا منقطع ، وكذلك رواه
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
عمر مثل هذا أو نحوه ، وهو منقطع أيضا .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
محمد بن عمار ، حدثنا
عبد الرحمن يعني الدشتكي حدثنا
أبو جعفر ، عن
حصين بن عبد الرحمن ، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهوديا أتى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، فقال : إن
جبريل الذي يذكر صاحبكم عدو لنا . فقال عمر : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) قال : فنزلت على لسان عمر ، رضي الله عنه .
وقال
ابن جرير : حدثني
يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا
هشيم ، أخبرنا
حصين بن عبد الرحمن ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97من كان عدوا لجبريل ) قال : قالت
اليهود للمسلمين : لو أن
ميكائيل كان الذي ينزل عليكم اتبعناكم ، فإنه ينزل بالرحمة والغيث ، وإن
جبريل ينزل بالعذاب والنقمة ، فإنه لنا عدو . قال : فنزلت هذه الآية .
حدثني
يعقوب قال : حدثنا
هشيم ، أخبرنا
عبد الملك ، عن
عطاء ، بنحوه . وقال
عبد الرزاق : أخبرنا
معمر ، عن
قتادة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل ) قال : قالت
اليهود : إن
جبريل عدونا ، لأنه ينزل بالشدة والسنة ، وإن
ميكائيل ينزل بالرخاء والعافية والخصب ،
فجبريل عدونا . فقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97من كان عدوا لجبريل ) [ الآية ] .
وأما تفسيرها فقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله ) أي : من عادى
جبريل فليعلم أنه الروح الأمين الذي نزل بالذكر الحكيم على قلبك من الله بإذنه له في ذلك ، فهو رسول من رسل الله ملكي [ عليه وعلى سائر إخوانه من الملائكة السلام ] ومن عادى رسولا فقد عادى جميع الرسل ، كما أن من آمن برسول فإنه يلزمه الإيمان بجميع الرسل ، وكما أن من كفر برسول فإنه يلزمه الكفر بجميع الرسل ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ) [ النساء : 150 ، 151 ] فحكم عليهم بالكفر المحقق ، إذ آمنوا ببعض الرسل وكفروا ببعضهم وكذلك من عادى
جبريل فإنه عدو لله ;
[ ص: 342 ] لأن
جبريل لا ينزل بالأمر من تلقاء نفسه ، وإنما ينزل بأمر ربه كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا ) [ مريم : 64 ] وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ) [ الشعراء : 192 - 194 ] وقد روى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في صحيحه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820289 " من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب " . ولهذا غضب الله
لجبريل على من عاداه ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه ) أي : من الكتب المتقدمة (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97وهدى وبشرى للمؤمنين ) أي : هدى لقلوبهم وبشرى لهم بالجنة ، وليس ذلك إلا للمؤمنين . كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ) [ فصلت : 44 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=82وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا ) [ الإسراء : 82 ] .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ) يقول تعالى : من عاداني وملائكتي ورسلي ، ورسله تشمل رسله من الملائكة والبشر ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=75الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ) [ الحج : 75 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98وجبريل وميكال ) وهذا من باب عطف الخاص على العام ، فإنهما دخلا في الملائكة ، ثم عموم الرسل ، ثم خصصا بالذكر ; لأن السياق في الانتصار
لجبريل وهو السفير بين الله وأنبيائه ، وقرن معه
ميكائيل في اللفظ ; لأن
اليهود زعموا أن
جبريل عدوهم
وميكائيل وليهم ، فأعلمهم أنه من عادى واحدا منهما فقد عادى الآخر وعادى الله أيضا ; لأنه أيضا ينزل على الأنبياء بعض الأحيان ، كما قرن برسول الله صلى الله عليه وسلم في ابتداء الأمر ، ولكن
جبريل أكثر ، وهي وظيفته ،
وميكائيل موكل بالقطر والنبات ، هذاك بالهدى وهذا بالرزق ، كما أن
إسرافيل موكل بالصور للنفخ للبعث يوم القيامة ; ولهذا جاء في الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820290أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يقول " اللهم رب جبريل وإسرافيل وميكائيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " . وقد تقدم ما حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، ورواه
ابن جرير عن
عكرمة أنه قال : جبر ، وميك ، وإسراف : عبيد . وإيل : الله .
[ ص: 343 ]
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أحمد بن سنان ، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، عن
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
إسماعيل بن رجاء ، عن
عمير مولى ابن عباس ، عن
ابن عباس ، قال : إنما قوله :
" جبريل " كقوله : " عبد الله " و " عبد الرحمن " . وقيل جبر : عبد . وإيل : الله .
وقال
محمد بن إسحاق ، عن
الزهري ، عن
علي بن الحسين ، قال : أتدرون ما اسم
جبرائيل من أسمائكم ؟ قلنا : لا . قال : اسمه عبد الله ، قال : فتدرون ما اسم
ميكائيل من أسمائكم ؟ قلنا : لا . قال : اسمه عبيد الله . وكل اسم مرجعه إلى " يل " فهو إلى الله .
قال
ابن أبي حاتم : وروي عن
مجاهد وعكرمة والضحاك nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر نحو ذلك . ثم قال : حدثني أبي ، حدثنا
أحمد بن أبي الحواري ، حدثني
عبد العزيز بن عمير قال :
nindex.php?page=treesubj&link=29749اسم جبريل في الملائكة خادم الله . قال : فحدثت به
أبا سليمان الداراني ، فانتفض وقال : لهذا الحديث أحب إلي من كل شيء [ وكتبه ] في دفتر كان بين يديه .
وفي
جبريل وميكائيل لغات وقراءات ، تذكر في كتب اللغة والقراءات ، ولم نطول كتابنا هذا بسرد ذلك إلا أن يدور فهم المعنى عليه ، أو يرجع الحكم في ذلك إليه ، وبالله الثقة ، وهو المستعان .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98فإن الله عدو للكافرين ) فيه إيقاع المظهر مكان المضمر حيث لم يقل : فإنه عدو للكافرين . قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98فإن الله عدو للكافرين ) كما قال الشاعر :
لا أرى الموت يسبق الموت شيء نغص الموت ذا الغنى والفقيرا
وقال آخر :
ليت الغراب غداة ينعب دائبا كان الغراب مقطع الأوداج
وإنما أظهر الاسم هاهنا لتقرير هذا المعنى وإظهاره ، وإعلامهم أن من عادى أولياء الله فقد عادى الله ، ومن عادى الله فإن الله عدو له ، ومن كان الله عدوه فقد خسر الدنيا والآخرة ، كما تقدم الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820289 " من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب " . وفي الحديث الآخر :
" إني لأثأر لأوليائي كما يثأر الليث الحرب " . وفي الحديث الصحيح :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820292 " ومن كنت خصمه خصمته " .
[ ص: 344 ]
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97nindex.php?page=treesubj&link=28973_29755_29752قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 97 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ( 98 ) )
قَالَ
الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالتَّأْوِيلِ جَمِيعًا [ عَلَى ] أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ جَوَابًا
لِلْيَهُودِ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، إِذْ زَعَمُوا أَنَّ
جِبْرِيلَ عَدُوٌّ لَهُمْ ، وَأَنْ
مِيكَائِيلَ وَلِيٌّ لَهُمْ ، ثُمَّ اخْتَلَفُوا فِي السَّبَبِ الذِي مِنْ أَجْلِهِ قَالُوا ذَلِكَ . فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا كَانَ سَبَبُ قِيلِهِمْ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ مُنَاظَرَةٍ جَرَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَمْرِ نُبُوَّتِهِ . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ
حَدَّثَنَا
أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17416يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820286حَضَرَتْ عِصَابَةٌ مِنَ الْيَهُودِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، حَدِّثْنَا عَنْ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ ، لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلُوا عَمَّا شِئْتُمْ ، وَلَكِنِ اجْعَلُوا لِي [ ص: 336 ] ذِمَّةً وَمَا أَخَذَ يَعْقُوبُ عَلَى بَنِيهِ ، لَئِنْ أَنَا حَدَّثْتُكُمْ شَيْئًا فَعَرَفْتُمُوهُ لَتُتَابِعُنِّي عَلَى الْإِسْلَامِ " . فَقَالُوا : ذَلِكَ لَكَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ " . فَقَالُوا : أَخْبِرْنَا عَنْ أَرْبَعِ خِلَالٍ نَسْأَلُكَ عَنْهُنَّ : أَخْبَرْنَا nindex.php?page=treesubj&link=31894أَيُّ الطَّعَامِ حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ؟ وَأَخْبِرْنَا كَيْفَ nindex.php?page=treesubj&link=32689مَاءُ الْمَرْأَةِ وَمَاءُ الرَّجُلِ ؟ وَكَيْفَ يَكُونُ الذَّكَرُ مِنْهُ وَالْأُنْثَى ؟ nindex.php?page=treesubj&link=30956وَأَخْبِرْنَا بِهَذَا النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ فِي النَّوْمِ وَوَلِيِّهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيْكُمْ عَهْدَ اللَّهِ لَئِنْ أَنَا أَنْبَأْتُكُمْ لَتُتَابِعُنِّي ؟ " فَأَعْطَوْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ . فَقَالَ : " نَشَدْتُكُمْ بِالذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ مَرِضَ مَرَضًا شَدِيدًا فَطَالَ سَقَمُهُ مِنْهُ ، فَنَذَرَ لِلَّهِ نَذْرًا لَئِنْ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ سَقَمِهِ لَيُحَرِّمَنَّ أَحَبَّ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِلَيْهِ ، وَكَانَ أَحَبُّ الطَّعَامِ إِلَيْهِ لُحُومَ الْإِبِلِ وَأَحَبُّ الشَّرَابِ إِلَيْهِ أَلْبَانَهَا ؟ " . فَقَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ . وَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، الذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ ، وَأَنَّ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ ، فَأَيُّهُمَا عَلَا كَانَ لَهُ الْوَلَدُ وَالشَّبَهُ بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ كَانَ الْوَلَدُ ذَكَرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ كَانَ الْوَلَدُ أُنْثَى بِإِذْنِ اللَّهِ ؟ " . قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قَالَ : " اللَّهُمَّ اشْهَدْ " . قَالَ : " وَأَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ هَذَا النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ ؟ " . قَالُوا : اللَّهُمَّ نَعَمْ . قَالَ : " اللَّهُمَّ اشْهَدْ " . قَالُوا : أَنْتَ الْآنَ ، فَحَدِّثْنَا مَنْ وَلِيُّكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَعِنْدَهَا نُجَامِعُكَ أَوْ نُفَارِقُكَ . قَالَ : " فَإِنَّ وَلِيِّي جِبْرِيلُ ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا قَطُّ إِلَّا وَهُوَ وَلِيُّهُ " . قَالُوا : فَعِنْدَهَا نُفَارِقُكَ ، لَوْ كَانَ وَلِيُّكَ سِوَاهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ تَابَعْنَاكَ وَصَدَّقْنَاكَ . قَالَ : " فَمَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُصَدِّقُوهُ ؟ " قَالُوا : إِنَّهُ عَدُوُّنَا . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) إِلَى قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=103لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) [ الْبَقَرَةِ : 103 ] فَعِنْدَهَا بَاؤُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ .
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11920أَبِي النَّضْرِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12297أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ ، كِلَاهُمَا عَنْ
عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ بَهْرَامَ ، بِهِ .
وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ أَيْضًا عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ الْحَمِيدِ ، بِنَحْوِهِ [ بِهِ ] .
وَقَدْ رَوَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ : حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا وَزَادَ فِيهِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824641قَالُوا : فَأَخْبِرْنَا عَنِ الرُّوحِ قَالَ : " أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ وَبِآيَاتِهِ [ ص: 337 ] عِنْدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ جِبْرِيلُ ، وَهُوَ الذِي يَأْتِينِي ؟ " قَالُوا : نَعَمْ ، وَلَكِنَّهُ لَنَا عَدُوٌّ ، وَهُوَ مَلَكٌ إِنَّمَا يَأْتِي بِالشِّدَّةِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ ، فَلَوْلَا ذَلِكَ اتَّبَعْنَاكَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) إِلَى قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=101كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) [ الْبَقَرَةِ : 101 ] .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ الْعِجْلِيُّ ، عَنْ
بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820287أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ . فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ إِذْ قَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=66اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ) [ يُوسُفَ : 66 ] قَالَ : " هَاتُوا " . قَالُوا : أَخْبِرْنَا عَنْ عَلَامَةِ النَّبِيِّ . قَالَ : " تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ " . قَالُوا : أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنَّثُ الْمَرْأَةُ وَكَيْفَ يُذْكَّرُ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : " يَلْتَقِي الْمَاءَانِ فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ أَنَّثَتْ " ، قَالُوا : أَخْبِرْنَا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ . قَالَ : " كَانَ يَشْتَكِي عِرْقَ النَّسَّاءِ ، فَلَمْ يَجِدْ شَيْئًا يُلَائِمُهُ إِلَّا أَلْبَانَ كَذَا وَكَذَا " قَالَ أَحْمَدُ : قَالَ بَعْضُهُمْ : يَعْنِي الْإِبِلَ " فَحَرَّمَ لُحُومَهَا " قَالُوا : صَدَقْتَ . قَالُوا : أَخْبِرْنَا مَا هَذَا الرَّعْدُ ؟ قَالَ " مَلَكٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ بِيَدَيْهِ أَوْ فِي يَدِهِ مِخْرَاقٌ مِنْ نَارٍ يَزْجُرُ بِهِ السَّحَابَ ، يَسُوقُهُ حَيْثُ أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ " . قَالُوا : فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الذِي نَسْمَعُهُ ؟ قَالَ : " صَوْتُهُ " . قَالُوا : صَدَقْتَ . إِنَّمَا بَقِيَتْ وَاحِدَةٌ وَهِيَ التِي نُتَابِعُكَ إِنْ أَخْبَرْتَنَا ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَلَهُ مَلَكٌ يَأْتِيهِ بِالْخَبَرِ ، فَأَخْبِرْنَا مَنْ صَاحِبُكَ ؟ قَالَ : " جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ " ، قَالُوا : جِبْرِيلُ ، ذَاكَ الذِي يَنْزِلُ بِالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ وَالْعَذَابِ عَدُوُّنَا ، لَوْ قُلْتَ : مِيكَائِيلُ الذِي يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالنَّبَاتِ وَالْقَطْرِ لَكَانَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
وَرَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْوَلِيدِ ، بِهِ . وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ غَرِيبٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16061سُنَيْدٌ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15697حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي
الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي بَزَّةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=824642أَنَّ يَهُودَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَاحِبِهِ الذِي يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ . قَالَ : " جِبْرِيلُ " . قَالُوا : فَإِنَّهُ لَنَا عَدُوٌّ ، وَلَا يَأْتِي إِلَّا بِالشِّدَّةِ وَالْحَرْبِ وَالْقِتَالِ . فَنَزَلَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) الْآيَةَ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : قَالَتْ
يَهُودُ : يَا
مُحَمَّدُ ، مَا يَنْزِلُ
جِبْرِيلُ إِلَّا بِشِدَّةٍ وَحَرْبٍ وَقِتَالٍ ، وَإِنَّهُ لَنَا عَدُوٌّ . فَنَزَلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) الْآيَةَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) قَالَ
عِكْرِمَةُ :
جِبْرِ ،
وَمِيكَ ،
وَإِسْرَافِ : عَبْدٌ . وَإِيلُ : اللَّهُ . حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بَكْرٍ حَدَّثَنَا
حُمَيْدٌ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
[ ص: 338 ] قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820288سَمِعَ nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ بِمَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ . فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ : مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ؟ وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ nindex.php?page=treesubj&link=32689وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ ؟ قَالَ : " أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا " . قَالَ : جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : " نَعَمْ " . قَالَ : ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ ) " أَمَّا nindex.php?page=treesubj&link=30289أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ ، وَأَمَّا nindex.php?page=treesubj&link=30413أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدُ ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ [ مَاءَ الرَّجُلِ ] نَزَعَتْ " . قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ . يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهْتٌ ، وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ يَبْهَتُونِي . فَجَاءَتِ الْيَهُودُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَيُّ رَجُلٍ nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ فِيكُمْ ؟ " قَالُوا : خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا ، وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا . قَالَ : " أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ " . فَقَالُوا : أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ . فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ . فَقَالُوا : شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا . فَانْتَقَصُوهُ .
قَالَ : هَذَا الذِي كُنْتُ أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ .
انْفَرَدَ بِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ، عَنْ
أَنَسٍ بِنَحْوِهِ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ
ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرِيبٌ مِنْ هَذَا السِّيَاقِ كَمَا سَيَأْتِي فِي مَوْضِعِهِ .
وَحِكَايَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ عَنْ
عِكْرِمَةَ هُوَ الْمَشْهُورُ أَنَّ " إِيلَ " هُوَ اللَّهُ . وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
خُصَيْفٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ .
وَرَوَاهُ
عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، وَرَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ الطَّحَّانِ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ
قَيْسٍ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ
جِبْرِيلَ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ
وَمِيكَائِيلَ : عُبَيْدُ اللَّهِ . إِيلُ : اللَّهُ .
وَرَوَاهُ
يَزِيدُ النَّحْوِيُّ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، مِثْلَهُ سَوَاءً . وَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ ، كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا .
[ ص: 339 ]
[ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي أَثْنَاءِ حَدِيثِ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16969مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ قَالَ : قَالَ لِي
عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ : اسْمُ
جِبْرِيلَ عَبْدُ اللَّهِ ، وَاسْمُ
مِيكَائِيلَ : عُبَيْدُ اللَّهِ ] .
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ : " إِيلُ " عِبَارَةٌ عَنْ عَبْدٍ ، وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى هِيَ اسْمُ اللَّهِ ; لِأَنَّ كَلِمَةَ " إِيلَ " لَا تَتَغَيَّرُ فِي الْجَمِيعِ ، فَوِزَانُهُ :
عَبْدُ اللَّهِ ،
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ،
عَبْدُ الْمَلِكِ ،
عَبْدُ الْقُدُّوسِ ،
عَبْدُ السَّلَامِ ،
عَبْدُ الْكَافِي ،
عَبْدُ الْجَلِيلِ . فَعَبْدُ مَوْجُودَةٌ فِي هَذَا كُلِّهِ ، وَاخْتَلَفَتِ الْأَسْمَاءُ الْمُضَافُ إِلَيْهَا ، وَكَذَلِكَ
جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَإِسْرَافِيلُ وَعِزْرَائِيلُ وَنَحْوَ ذَلِكَ ، وَفِي كَلَامِ غَيْرِ الْعَرَبِ يُقَدِّمُونَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ عَلَى الْمُضَافِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
ثُمَّ قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ كَانَ سَبَبُ قِيلِهِمْ ذَلِكَ مِنْ أَجْلِ مُنَاظَرَةٍ جَرَتَ بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَبَيْنَهُمْ فِي أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
حَدَّثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=12166مُحَمَّدُ بْنُ الْمَثْنَى ، حَدَّثَنِي
رِبْعِيُّ بْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15854دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824643نَزَلَ عُمَرُ الرَّوْحَاءَ ، فَرَأَى رِجَالًا يَبْتَدِرُونَ أَحْجَارًا يُصَلُّونَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : مَا بَالُ هَؤُلَاءِ ؟ قَالُوا : يَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى هَاهُنَا . قَالَ : فَكَفَرَ ذَلِكَ . وَقَالَ : إِنَّمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ بِوَادٍ صَلَّاهَا ثُمَّ ارْتَحَلَ ، فَتَرَكَهُ . ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُهُمْ ، فَقَالَ : كُنْتُ أَشْهَدُ الْيَهُودَ يَوْمَ مِدْرَاسِهِمْ فَأَعْجَبُ مِنَ التَّوْرَاةِ كَيْفَ تُصَدِّقُ الْفُرْقَانَ وَمِنَ الْفُرْقَانِ كَيْفَ يُصَدِّقُ التَّوْرَاةَ ؟ فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ ، قَالُوا : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، مَا مِنْ أَصْحَابِكَ أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْكَ . قُلْتُ : وَلِمَ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : إِنَّكَ تَغْشَانَا وَتَأْتِينَا . فَقُلْتُ : إِنِّي آتِيكُمْ فَأَعْجَبُ مِنَ الْفُرْقَانِ كَيْفَ يُصَدِّقُ التَّوْرَاةَ ، وَمِنَ التَّوْرَاةِ كَيْفَ تُصَدِّقُ الْفُرْقَانَ . قَالَ : وَمَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، ذَاكَ صَاحِبُكُمْ فَالْحَقْ بِهِ ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ : نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، وَمَا اسْتَرْعَاكُمْ مِنْ حَقِّهِ وَاسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ : أَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَسَكَتُوا . فَقَالَ لَهُمْ عَالِمُهُمْ وَكَبِيرُهُمْ : إِنَّهُ قَدْ غَلَّظَ عَلَيْكُمْ فَأَجِيبُوهُ . فَقَالُوا : فَأَنْتَ عَالِمُنَا وَكَبِيرُنَا فَأَجِبْهُ أَنْتَ . قَالَ : أَمَا إِذْ نَشَدْتَنَا بِمَا نَشَدْتَنَا بِهِ فَإِنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : وَيَحْكُمُ فَأَنَّى هَلَكْتُمْ ؟ ! قَالُوا : إِنَّا لَمْ نَهْلَكْ [ قَالَ ] : قُلْتُ : كَيْفَ ذَلِكَ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ [ ثُمَّ ] وَلَا تَتْبَعُونَهُ وَلَا تُصَدِّقُونَهُ ؟ قَالُوا : إِنَّ لَنَا عَدُوًّا مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَسِلْمًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَإِنَّهُ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ عَدُوُّنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ . قَالَ : قُلْتُ : وَمَنْ عَدُوُّكُمْ وَمَنْ سِلْمُكُمْ ؟ قَالُوا : عَدُوُّنَا جِبْرِيلُ ، وَسِلْمُنَا مِيكَائِيلُ . قَالَ : قُلْتُ : وَفِيمَ عَادَيْتُمْ جِبْرِيلَ ، وَفِيمَ سَالَمْتُمْ مِيكَائِيلَ ؟ قَالُوا : إِنَّ جِبْرِيلَ مَلَكُ الْفَظَاظَةِ وَالْغِلْظَةِ وَالْإِعْسَارِ وَالتَّشْدِيدِ وَالْعَذَابِ وَنَحْوِ هَذَا ، وَإِنَّ مِيكَائِيلَ مَلَكُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالتَّخْفِيفِ وَنَحْوِ هَذَا .
[ ص: 340 ]
قَالَ : قُلْتُ : وَمَا مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّهِمَا عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالُوا : أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِهِ وَالْآخُرُ عَنْ يَسَارِهِ . قَالَ : قُلْتُ : فَوَ [ اللَّهِ ] الذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، إِنَّهُمَا وَالذِي بَيْنَهُمَا لَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُمَا وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمَا وَمَا يَنْبَغِي لِجِبْرِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ مِيكَائِيلَ وَمَا يَنْبَغِي لِمِيكَائِيلَ أَنْ يُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ . ثُمَّ قُمْتُ فَاتَّبَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَحِقْتُهُ وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ خَوْخَةٍ لِبَنِي فُلَانٍ ، فَقَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، أَلَا أُقْرِئَكَ آيَاتٍ نَزَلْنَ قَبْلُ ؟ " فَقَرَأَ عَلِيَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ ) حَتَّى قَرَأَ هَذِهِ الْآيَاتِ . قَالَ : قُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَالذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ جِئْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكَ ، فَأَسْمَعُ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْكَ بِالْخَبَرِ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ
مُجَالِدٍ ، أَنْبَأَنَا
عَامِرٌ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824331انْطَلَقَ nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْيَهُودِ ، فَقَالَ : أَنْشُدُكُمْ بِالذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى : هَلْ تَجِدُونَ مُحَمَّدًا فِي كُتُبِكُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَتْبَعُوهُ ؟ قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ رَسُولًا إِلَّا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ كِفْلًا ، وَإِنَّ جِبْرِيلَ كَفَلَ مُحَمَّدًا ، وَهُوَ الذِي يَأْتِيهِ ، وَهُوَ عَدُوُّنَا مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، وَمِيكَائِيلُ سِلْمُنَا ; لَوْ كَانَ مِيكَائِيلُ هُوَ الذِي يَأْتِيهِ أَسْلَمْنَا . قَالَ : فَإِنِّي أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ الذِي أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى : مَا مَنْزِلَتُهُمَا مِنْ رَبِّ الْعَالِمِينَ ؟ قَالُوا : جِبْرِيلُ عَنْ يَمِينِهِ وَمِيكَائِيلُ عَنْ شِمَالِهِ . قَالَ عُمَرُ . وَإِنِّي أَشْهَدُ مَا يَنْزِلَانِ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَمَا كَانَ مِيكَائِيلُ لِيُسَالِمَ عَدُوَّ جِبْرِيلَ ، وَمَا كَانَ جِبْرِيلُ لِيُسَالِمَ عَدُوَّ مِيكَائِيلَ . فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْدَهُمْ إِذْ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : هَذَا صَاحِبُكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ : فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ ، فَأَتَاهُ ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَيْهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) .
وَهَذَانَ الْإِسْنَادَانِ يَدُلَّانِ عَلَى أَنَّ
الشَّعْبِيَّ حَدَّثَ بِهِ عَنْ
عُمَرَ ، وَلَكِنْ فِيهِ انْقِطَاعٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
عُمَرَ ، فَإِنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ وَفَاتَهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
بِشْرٌ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17360يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، عَنْ
سَعِيدٍ ،
nindex.php?page=hadith&LINKID=824644عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : ذُكِرَ لَنَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ ذَاتَ يَوْمٍ إِلَى الْيَهُودِ . فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ رَحَّبُوا بِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : أَمَا وَاللَّهِ مَا جِئْتُ لِحُبِّكُمْ وَلَا لِلرَّغْبَةِ فِيكُمْ ، وَلَكِنْ جِئْتُ لِأَسْمَعَ مِنْكُمْ . فَسَأَلَهُمْ وَسَأَلُوهُ . فَقَالُوا : مَنْ صَاحِبُ صَاحِبِكُمْ ؟ فَقَالَ لَهُمْ : جِبْرِيلُ . فَقَالُوا : ذَاكَ عَدُوُّنَا مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ ، يُطْلِعُ مُحَمَّدًا عَلَى سِرِّنَا ، وَإِذَا جَاءَ جَاءَ الْحَرْبُ وَالسَّنَةُ ، وَلَكِنْ صَاحِبُ صَاحِبِنَا مِيكَائِيلُ ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ جَاءَ الْخِصْبُ وَالسِّلْمُ . فَقَالَ لَهُمْ عُمَرُ : هَلْ تَعْرِفُونَ جِبْرِيلَ وَتُنْكِرُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَفَارَقَهُمْ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَتَوَجَّهُ نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، [ ص: 341 ] لِيُحَدِّثَهُ حَدِيثَهُمْ ، فَوَجَدَهُ قَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا
آدَمُ ، حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ عَنْ
قَتَادَةَ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ
عُمَرَ أَقْبَلَ إِلَى
الْيَهُودِ يَوْمًا ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ . وَهَذَا أَيْضًا مُنْقَطِعٌ ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، عَنْ
عُمَرَ مِثْلَ هَذَا أَوْ نَحْوَهُ ، وَهُوَ مُنْقَطِعٌ أَيْضًا .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَعْنِي الدَّشْتَكِيَّ حَدَّثَنَا
أَبُو جَعْفَرٍ ، عَنْ
حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : إِنَّ
جِبْرِيلَ الذِي يَذْكُرُ صَاحِبَكُمْ عَدُوٌّ لَنَا . فَقَالَ عُمَرُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) قَالَ : فَنَزَلَتْ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا
حُصَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابْنِ أَبِي لَيْلَى فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) قَالَ : قَالَتِ
الْيَهُودُ لِلْمُسْلِمِينَ : لَوْ أَنَّ
مِيكَائِيلَ كَانَ الذِي يَنْزِلُ عَلَيْكُمُ اتَّبَعْنَاكُمْ ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ بِالرَّحْمَةِ وَالْغَيْثِ ، وَإِنَّ
جِبْرِيلَ يَنْزِلُ بِالْعَذَابِ وَالنِّقْمَةِ ، فَإِنَّهُ لَنَا عَدُوٌّ . قَالَ : فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ قَالَ : حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، بِنَحْوِهِ . وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) قَالَ : قَالَتِ
الْيَهُودُ : إِنَّ
جِبْرِيلَ عَدُوُّنَا ، لِأَنَّهُ يَنْزِلُ بِالشِّدَّةِ وَالسَّنَةِ ، وَإِنَّ
مِيكَائِيلَ يَنْزِلُ بِالرَّخَاءِ وَالْعَافِيَةِ وَالْخِصْبِ ،
فَجِبْرِيلُ عَدُوُّنَا . فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ ) [ الْآيَةَ ] .
وَأُمًّا تَفْسِيرهَا فَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) أَيْ : مَنْ عَادَى
جِبْرِيلَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ الرُّوحُ الْأَمِينُ الذِي نَزَلَ بِالذِّكْرِ الْحَكِيمِ عَلَى قَلْبِكَ مِنَ اللَّهِ بِإِذْنِهِ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَهُوَ رَسُولٌ مِنْ رُسُلِ اللَّهِ مَلَكِيٌّ [ عَلَيْهِ وَعَلَى سَائِرِ إِخْوَانِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ السَّلَامُ ] وَمَنْ عَادَى رَسُولًا فَقَدْ عَادَى جَمِيعَ الرُّسُلِ ، كَمَا أَنَّ مَنْ آمَنَ بِرَسُولٍ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ الْإِيمَانُ بِجَمِيعِ الرُّسُلِ ، وَكَمَا أَنَّ مَنْ كَفَرَ بِرَسُولٍ فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ الْكُفْرُ بِجَمِيعِ الرُّسُلِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=150إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ) [ النِّسَاءِ : 150 ، 151 ] فَحَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالْكُفْرِ الْمُحَقَّقِ ، إِذْ آمَنُوا بِبَعْضِ الرُّسُلِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِمْ وَكَذَلِكَ مَنْ عَادَى
جِبْرِيلَ فَإِنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ ;
[ ص: 342 ] لِأَنَّ
جِبْرِيلَ لَا يَنْزِلُ بِالْأَمْرِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ ، وَإِنَّمَا يَنْزِلُ بِأَمْرِ رَبِّهِ كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) [ مَرْيَمَ : 64 ] وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=192وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ) [ الشُّعَرَاءِ : 192 - 194 ] وَقَدْ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820289 " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْحَرْبِ " . وَلِهَذَا غَضِبَ اللَّهُ
لِجِبْرِيلَ عَلَى مَنْ عَادَاهُ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ ) أَيْ : مِنَ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=97وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) أَيْ : هُدًى لِقُلُوبِهِمْ وَبُشْرَى لَهُمْ بِالْجَنَّةِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِينَ . كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ ) [ فُصِّلَتْ : 44 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=82وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) [ الْإِسْرَاءِ : 82 ] .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) يَقُولُ تَعَالَى : مَنْ عَادَانِي وَمَلَائِكَتِي وَرُسُلِي ، وَرُسُلُهُ تَشْمَلُ رُسُلَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْبَشَرِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=75اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ) [ الْحَجِّ : 75 ] .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ ) وَهَذَا مِنْ بَابِ عَطْفِ الْخَاصِّ عَلَى الْعَامِّ ، فَإِنَّهُمَا دَخَلَا فِي الْمَلَائِكَةِ ، ثُمَّ عُمُومِ الرُّسُلِ ، ثُمَّ خُصِّصَا بِالذِّكْرِ ; لِأَنَّ السِّيَاقَ فِي الِانْتِصَارِ
لِجِبْرِيلَ وَهُوَ السَّفِيرُ بَيْنَ اللَّهِ وَأَنْبِيَائِهِ ، وَقَرَنَ مَعَهُ
مِيكَائِيلَ فِي اللَّفْظِ ; لِأَنَّ
الْيَهُودَ زَعَمُوا أَنَّ
جِبْرِيلَ عَدُوُّهُمْ
وَمِيكَائِيلَ وَلِيُّهُمْ ، فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ مَنْ عَادَى وَاحِدًا مِنْهُمَا فَقَدْ عَادَى الْآخَرَ وَعَادَى اللَّهَ أَيْضًا ; لِأَنَّهُ أَيْضًا يَنْزِلُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بَعْضَ الْأَحْيَانِ ، كَمَا قُرِنَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ابْتِدَاءِ الْأَمْرِ ، وَلَكِنَّ
جِبْرِيلَ أَكْثَرُ ، وَهِيَ وَظِيفَتُهُ ،
وَمِيكَائِيلُ مُوَكَّلٌ بِالْقَطْرِ وَالنَّبَاتِ ، هَذَاكَ بِالْهُدَى وَهَذَا بِالرِّزْقِ ، كَمَا أَنَّ
إِسْرَافِيلَ مُوَكَّلٌ بِالصُّوَرِ لِلنَّفْخِ لِلْبَعْثِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ; وَلِهَذَا جَاءَ فِي الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820290أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَقُولُ " اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " . وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ، وَرَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ
عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ : جِبْرَ ، وَمِيكَ ، وَإِسْرَافِ : عُبَيْدُ . وَإِيلُ : اللَّهُ .
[ ص: 343 ]
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ ، عَنْ
عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّمَا قَوْلُهُ :
" جِبْرِيلُ " كَقَوْلِهِ : " عَبْدُ اللَّهِ " وَ " عَبْدُ الرَّحْمَنِ " . وَقِيلَ جِبْرِ : عَبْدُ . وَإِيلُ : اللَّهُ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : أَتُدْرُونَ مَا اسْمُ
جِبْرَائِيلَ مِنْ أَسْمَائِكُمْ ؟ قُلْنَا : لَا . قَالَ : اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : فَتَدْرُونَ مَا اسْمُ
مِيكَائِيلَ مِنْ أَسْمَائِكُمْ ؟ قُلْنَا : لَا . قَالَ : اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ . وَكُلُّ اسْمٍ مَرْجِعُهُ إِلَى " يل " فَهُوَ إِلَى اللَّهِ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : وَرُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاكِ nindex.php?page=showalam&ids=17344وَيَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ نَحْوَ ذَلِكَ . ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=29749اسْمُ جِبْرِيلُ فِي الْمَلَائِكَةِ خَادِمُ اللَّهِ . قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِهِ
أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ ، فَانْتَفَضَ وَقَالَ : لَهَذَا الْحَدِيثُ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ [ وَكَتَبَهُ ] فِي دَفْتَرٍ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ .
وَفِي
جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ لُغَاتٌ وَقِرَاءَاتٌ ، تُذْكَرُ فِي كُتُبِ اللُّغَةِ وَالْقِرَاءَاتِ ، وَلَمْ نُطَوِّلْ كِتَابَنَا هَذَا بِسَرْدِ ذَلِكَ إِلَّا أَنْ يَدُورَ فَهْمُ الْمَعْنَى عَلَيْهِ ، أَوْ يَرْجِعَ الْحُكْمُ فِي ذَلِكَ إِلَيْهِ ، وَبِاللَّهِ الثِّقَةُ ، وَهُوَ الْمُسْتَعَانُ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) فِيهِ إِيقَاعُ الْمُظْهَرِ مَكَانَ الْمُضْمَرِ حَيْثُ لَمْ يَقُلْ : فَإِنَّهُ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ . قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=98فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ :
لَا أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوْتَ شَيْءٌ نَغَّصَ الْمَوْتُ ذَا الْغِنَى وَالْفَقِيرَا
وَقَالَ آخَرُ :
لَيْتَ الْغُرَابَ غَدَاةَ يَنْعَبُ دَائِبًا كَانَ الْغُرَابُ مُقَطَّعَ الْأَوْدَاجِ
وَإِنَّمَا أَظْهَرَ الِاسْمَ هَاهُنَا لِتَقْرِيرِ هَذَا الْمَعْنَى وَإِظْهَارِهِ ، وَإِعْلَامِهِمْ أَنَّ مَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ ، وَمَنْ عَادَى اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ اللَّهُ عَدُوَّهُ فَقَدْ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، كَمَا تَقَدَّمَ الْحَدِيثُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820289 " مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْحَرْبِ " . وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ :
" إِنِّي لِأَثْأَرُ لِأَوْلِيَائِي كَمَا يَثْأَرُ اللَّيْثُ الْحَرِبُ " . وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820292 " وَمَنْ كُنْتُ خَصْمَهُ خَصَمْتُهُ " .
[ ص: 344 ]