(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28977_28749_28678قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قل إني على بينة من ربي وكذبتم به ما عندي ما تستعجلون به إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يا بس إلا في كتاب مبين ( 59 ) )
يقول تعالى : وكما بينا ما تقدم بيانه من الحجج والدلائل على طريق الهداية والرشاد ،
nindex.php?page=treesubj&link=19153وذم المجادلة والعناد (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وكذلك نفصل الآيات ) أي : التي يحتاج المخاطبون إلى بيانها (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55ولتستبين سبيل المجرمين ) أي : ولتظهر طريق المجرمين المخالفين للرسل ، وقرئ : " وليستبين سبيل المجرمين "
[ ص: 264 ] أي : وليستبين يا
محمد - أو يا مخاطب - سبيل المجرمين .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قل إني على بينة من ربي ) أي : على بصيرة من شريعة الله التي أوحاها إلي ) وكذبتم به ) أي : بالحق الذي جاءني من [ عند ] الله (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57ما عندي ما تستعجلون به ) أي : من العذاب (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إن الحكم إلا لله ) أي : إنما يرجع أمر ذلك إلى الله إن شاء عجل لكم ما سألتموه من ذلك ، وإن شاء أنظركم وأجلكم ; لما له في ذلك من الحكمة العظيمة . ولهذا قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين ) أي : وهو خير من فصل القضايا ، وخير الفاتحين الحاكمين بين عباده .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم ) أي : لو كان مرجع ما تستعجلون به إلي ، لأوقعت بكم ما تستحقونه من ذلك (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58والله أعلم بالظالمين )
فإن قيل : فما الجمع بين هذه الآية ، وبين ما ثبت في الصحيحين من طريق
ابن وهب ، عن
يونس ، عن
الزهري ، عن
عروة nindex.php?page=hadith&LINKID=823527عن عائشة أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ، هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال : " لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منه يوم العقبة ; إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل ابن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل - عليه السلام - ، فناداني ، فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم " . قال : " فناداني ملك الجبال وسلم علي ، ثم قال : يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك ، وقد بعثني ربك إليك ، لتأمرني بأمرك ، فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين " ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ، لا يشرك به شيئا " ، وهذا لفظ
مسلم
فقد عرض عليه عذابهم واستئصالهم ، فاستأنى بهم ، وسأل لهم التأخير ، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من لا يشرك به شيئا . فما الجمع بين هذا ، وبين قوله تعالى في هذه الآية الكريمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ) ؟
فالجواب - والله أعلم - : أن هذه الآية دلت على أنه لو كان إليه وقوع العذاب الذي يطلبونه حال طلبهم له ، لأوقعه بهم . وأما الحديث ، فليس فيه أنهم سألوه وقوع العذاب بهم ، بل عرض عليه ملك الجبال أنه إن شاء أطبق عليهم
الأخشبين - وهما جبلا
مكة اللذان يكتنفانها جنوبا وشمالا - فلهذا استأنى بهم وسأل الرفق لهم
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29692_28977وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا
إبراهيم بن سعد ، عن
ابن شهاب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله ، عن أبيه ; أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823528nindex.php?page=treesubj&link=29692مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) [ لقمان : 34 ] .
[ ص: 265 ]
وفي حديث
عمر [ رضي الله عنه ] أن
جبريل حين تبدى له في صورة أعرابي فسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان ، قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قال له : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823529خمس لا يعلمهن إلا الله " ، ثم قرأ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة ) الآية [ لقمان : 34 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59ويعلم ما في البر والبحر ) أي : يحيط علمه الكريم بجميع الموجودات ، بريها وبحريها لا يخفى عليه من ذلك شيء ، ولا مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء . وما أحسن ما قال
الصرصري :
فلا يخفى عليه الذر إما تراءى للنواظر أو توارى
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) أي : ويعلم الحركات حتى من الجمادات ، فما ظنك بالحيوانات ، ولا سيما المكلفون منهم من جنهم وإنسهم ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ) [ غافر : 19 ] .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
الحسن بن الربيع ، حدثنا
أبو الأحوص ، عن
سعيد بن مسروق ، عن
حسان النمري عن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) قال : ما من شجرة في بر ولا بحر إلا وملك موكل بها ، يكتب ما يسقط منها .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يا بس إلا في كتاب مبين ) قال
محمد بن إسحاق ، عن
يحيى بن النضر ، عن أبيه
سمعت nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : إن تحت الأرض الثالثة وفوق الرابعة من الجن ما لو أنهم ظهروا - يعني لكم - لم تروا معهم نورا ، على كل زاوية من زوايا الأرض خاتم من خواتيم الله ، عز وجل ، على كل خاتم ملك من الملائكة يبعث الله ، عز وجل ، إليه في كل يوم ملكا من عنده : أن احتفظ بما عندك .
قال
ابن أبي حاتم : حدثنا
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري : حدثنا
مالك بن سعير ، حدثنا
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17347يزيد بن أبي زياد عن
عبد الله بن الحارث قال : ما في الأرض من شجرة ولا مغرز إبرة إلا عليها ملك موكل يأتي الله بعلمها : رطوبتها إذا رطبت ، ويبسها إذا يبست .
وكذا رواه
ابن جرير ، عن
أبي الخطاب زياد بن عبد الله الحساني ، عن
مالك بن سعير ، به
ثم قال
ابن أبي حاتم : ذكر عن
أبي حذيفة ، حدثنا
سفيان ، عن
عمرو بن قيس ، عن رجل عن
[ ص: 266 ] سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال : خلق الله النون - وهي الدواة - وخلق الألواح ، فكتب فيها أمر الدنيا حتى ينقضي ما كان من خلق مخلوق ، أو رزق حلال أو حرام ، أو عمل بر أو فجور وقرأ هذه الآية : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) إلى آخر الآية .
. (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28977_32887وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ( 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ( 62 ) )
يخبر تعالى أنه
nindex.php?page=treesubj&link=32887يتوفى عباده في منامهم بالليل ، وهذا هو التوفي الأصغر كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي [ ومطهرك من الذين كفروا ] ) [ آل عمران : 55 ] ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ) [ الزمر : 42 ] ، فذكر في هذه الآية الوفاتين : الكبرى والصغرى ، وهكذا ذكر في هذا المقام حكم الوفاتين الصغرى ثم الكبرى ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) أي : ويعلم ما كسبتم من الأعمال بالنهار . وهذه جملة معترضة دلت على إحاطة علمه تعالى بخلقه في ليلهم ونهارهم ، في حال سكونهم وفي حال حركتهم ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار ) [ الرعد : 10 ] ، وكما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=73ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ) أي : في الليل (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=73ولتبتغوا من فضله ) [ القصص : 73 ] أي : في النهار ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وجعلنا الليل لباسا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وجعلنا النهار معاشا ) [ النبأ : 10 ، 11 ] ; ; ولهذا قال هاهنا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ) أي : ما كسبتم بالنهار ) ثم يبعثكم فيه ) أي : في النهار . قاله
مجاهد وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
عبد الله بن كثير : أي في المنام .
والأول أظهر . وقد روى
ابن مردويه بسنده عن
الضحاك ، عن
ابن عباس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "
مع كل إنسان ملك إذا نام أخذ نفسه ، ويرد إليه . فإن أذن الله في قبض روحه قبضه ، وإلا رد إليه " ، فذلك قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وهو الذي يتوفاكم بالليل )
وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ليقضى أجل مسمى ) يعني به : أجل كل واحد من الناس (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم إليه مرجعكم ) أي : يوم القيامة (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثم ينبئكم ) أي : فيخبركم (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60بما كنتم تعملون ) أي : ويجزيكم على ذلك إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
[ ص: 267 ]
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وهو القاهر فوق عباده ) أي : هو الذي قهر كل شيء ، وخضع لجلاله وعظمته وكبريائه كل شيء .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61ويرسل عليكم حفظة ) أي : من الملائكة يحفظون بدن الإنسان ، كما قال [ تعالى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله ) [ الرعد : 11 ] ، وحفظة يحفظون عمله ويحصونه [ عليه ] كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وإن عليكم لحافظين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11 [ كراما كاتبين nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=12يعلمون ما تفعلون ] ) [ الانفطار : 10 - 12 ] ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17عن اليمين وعن الشمال قعيد nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) [ ق : 17 ، 18 ] .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61حتى إذا جاء أحدكم الموت ) أي : [ إذا ] احتضر وحان أجله (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61توفته رسلنا ) أي : ملائكة موكلون بذلك .
قال
ابن عباس وغير واحد : لملك الموت أعوان من الملائكة ، يخرجون الروح من الجسد ، فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم وسيأتي عند قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت [ في الحياة الدنيا وفي الآخرة ] ) [ إبراهيم : 27 ] ، الأحاديث المتعلقة بذلك ، الشاهدة لهذا المروي عن
ابن عباس وغيره بالصحة .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وهم لا يفرطون ) أي : في حفظ روح المتوفى ، بل يحفظونها وينزلونها حيث شاء الله ، عز وجل ، إن كان من الأبرار ففي عليين ، وإن كان من الفجار ففي سجين ، عياذا بالله من ذلك .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ) قال
ابن جرير : ( ثم ردوا ) يعني : الملائكة (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62إلى الله مولاهم الحق )
ونذكر هاهنا الحديث الذي رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد [ عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة في ذكر صعود الملائكة بالروح من سماء إلى سماء حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل ] حيث قال : حدثنا
حسين بن محمد ، حدثنا
ابن أبي ذئب ، عن
محمد بن عمرو بن عطاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11839سعيد بن يسار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823530إن الميت تحضره الملائكة ، فإذا كان الرجل الصالح قالوا : nindex.php?page=treesubj&link=32892اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة ، وأبشري بروح وريحان ، ورب غير غضبان ، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها ، فيقال : من هذا؟ فيقال : فلان ، فيقال : مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ، ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان . فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل . وإذا كان الرجل السوء ، قالوا : nindex.php?page=treesubj&link=32893اخرجي أيتها النفس الخبيثة ، كانت في الجسد الخبيث ، اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق ، وآخر من شكله أزواج ، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ، ثم يعرج بها إلى السماء ، فيستفتح لها ، فيقال : من هذا؟ فيقال : فلان ، فيقال : لا مرحبا بالنفس [ ص: 268 ] الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، ارجعي ذميمة ، فإنه لا يفتح لك أبواب السماء . فترسل من السماء ثم تصير إلى القبر ، فيجلس الرجل الصالح فيقال له مثل ما قيل في الحديث الأول ، ويجلس الرجل السوء فيقال له مثل ما قيل في الحديث الأول
هذا حديث غريب
ويحتمل أن يكون المراد بقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثم ردوا إلى الله ) يعني : الخلائق كلهم إلى الله يوم القيامة ، فيحكم فيهم بعدله ، كما قال [ تعالى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قل إن الأولين والآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ) [ الواقعة : 49 ، 50 ] ، وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ولا يظلم ربك أحدا ) [ الكهف : 47 - 49 ] ; ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ( 55 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=56nindex.php?page=treesubj&link=28977_28749_28678قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ( 56 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ( 57 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَا بِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ( 59 ) )
يَقُولُ تَعَالَى : وَكَمَا بَيَّنَا مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ مِنَ الْحُجَجِ وَالدَّلَائِلِ عَلَى طَرِيقِ الْهِدَايَةِ وَالرَّشَادِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19153وَذَمِّ الْمُجَادَلَةِ وَالْعِنَادِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ ) أَيِ : الَّتِي يَحْتَاجُ الْمُخَاطَبُونَ إِلَى بَيَانِهَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=55وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) أَيْ : وَلِتَظْهَرَ طَرِيقُ الْمُجْرِمِينَ الْمُخَالِفِينَ لِلرُّسُلِ ، وَقُرِئَ : " وَلِيَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ "
[ ص: 264 ] أَيْ : وَلِيَسْتَبِينَ يَا
مُحَمَّدُ - أَوْ يَا مُخَاطَبُ - سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) أَيْ : عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ شَرِيعَةِ اللَّهِ الَّتِي أَوْحَاهَا إِلَيَّ ) وَكَذَّبْتُمْ بِهِ ) أَيْ : بِالْحَقِّ الَّذِي جَاءَنِي مِنْ [ عِنْدِ ] اللَّهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ ) أَيْ : مِنَ الْعَذَابِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) أَيْ : إِنَّمَا يَرْجِعُ أَمْرُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ إِنْ شَاءَ عَجَّلَ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمُوهُ مِنْ ذَلِكَ ، وَإِنْ شَاءَ أَنْظَرَكُمْ وَأَجَّلَكُمْ ; لِمَا لَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ الْعَظِيمَةِ . وَلِهَذَا قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=57إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ ) أَيْ : وَهُوَ خَيْرُ مَنْ فَصَلَ الْقَضَايَا ، وَخَيْرُ الْفَاتِحِينَ الْحَاكِمِينَ بَيْنَ عِبَادِهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) أَيْ : لَوْ كَانَ مَرْجِعُ مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِلَيَّ ، لَأَوْقَعْتُ بِكُمْ مَا تَسْتَحِقُّونَهُ مِنْ ذَلِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ )
فَإِنْ قِيلَ : فَمَا الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ ، وَبَيْنَ مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طَرِيقِ
ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ
يُونُسَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُرْوَةَ nindex.php?page=hadith&LINKID=823527عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ فَقَالَ : " لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ ، وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُ يَوْمَ الْعَقَبَةِ ; إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ ابْنِ عَبْدِ كِلَالٍ ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي ، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، فَنَادَانِي ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ " . قَالَ : " فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ ، لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ ، فَمَا شِئْتَ؟ إِنْ شِئْتَ أَطْبَقْتُ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ " ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ ، لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " ، وَهَذَا لَفْظُ
مُسْلِمٍ
فَقَدْ عَرَضَ عَلَيْهِ عَذَابَهُمْ وَاسْتِئْصَالَهُمْ ، فَاسْتَأْنَى بِهِمْ ، وَسَأَلَ لَهُمُ التَّأْخِيرَ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُخْرِجَ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا . فَمَا الْجَمْعُ بَيْنَ هَذَا ، وَبَيْنَ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=58قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ ) ؟
فَالْجَوَابُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - : أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ دَلَّتْ عَلَى أَنَّهُ لَوْ كَانَ إِلَيْهِ وُقُوعُ الْعَذَابِ الَّذِي يَطْلُبُونَهُ حَالَ طَلَبِهِمْ لَهُ ، لَأَوْقَعَهُ بِهِمْ . وَأَمَّا الْحَدِيثُ ، فَلَيْسَ فِيهِ أَنَّهُمْ سَأَلُوهُ وُقُوعَ الْعَذَابِ بِهِمْ ، بَلْ عَرَضَ عَلَيْهِ مَلَكُ الْجِبَالِ أَنَّهُ إِنْ شَاءَ أَطْبَقَ عَلَيْهِمُ
الْأَخْشَبَيْنِ - وَهُمَا جَبَلَا
مَكَّةَ اللَّذَانِ يَكْتَنِفَانِهَا جَنُوبًا وَشَمَالًا - فَلِهَذَا اسْتَأْنَى بِهِمْ وَسَأَلَ الرِّفْقَ لَهُمْ
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59nindex.php?page=treesubj&link=29692_28977وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ; أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823528nindex.php?page=treesubj&link=29692مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [ لُقْمَانَ : 34 ] .
[ ص: 265 ]
وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ] أَنَّ
جِبْرِيلَ حِينَ تَبَدَّى لَهُ فِي صُورَةِ أَعْرَابِيٍّ فَسَأَلَ عَنِ الْإِسْلَامِ وَالْإِيمَانِ وَالْإِحْسَانِ ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا قَالَ لَهُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823529خَمْسٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ " ، ثُمَّ قَرَأَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ) الْآيَةَ [ لُقْمَانَ : 34 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) أَيْ : يُحِيطُ عِلْمُهُ الْكَرِيمُ بِجَمِيعِ الْمَوْجُودَاتِ ، بَرِّيِّهَا وَبَحْرِيِّهَا لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، وَلَا مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ . وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ
الصَّرْصَرِيُّ :
فَلا يَخْفَى عَلَيْهِ الذَّرُّ إمَّا تَرَاءَى لِلنَّوَاظِرِ أَوْ تَوَارَى
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ) أَيْ : وَيَعْلَمُ الْحَرَكَاتِ حَتَّى مِنَ الْجَمَادَاتِ ، فَمَا ظَنُّكَ بِالْحَيَوَانَاتِ ، وَلَا سِيَّمَا الْمُكَلَّفُونَ مِنْهُمْ مِنْ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=19يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) [ غَافِرٍ : 19 ] .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
حَسَّانَ النَّمَرِيِّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ) قَالَ : مَا مِنْ شَجَرَةٍ فِي بَرٍّ وَلَا بَحْرٍ إِلَّا وَمَلَكٌ مُوَكَّلٌ بِهَا ، يَكْتُبُ مَا يُسْقُطُ مِنْهَا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَا بِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ أَبِيهِ
سَمِعْتُ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ : إِنَّ تَحْتَ الْأَرْضِ الثَّالِثَةِ وَفَوْقَ الرَّابِعَةِ مِنَ الْجِنِّ مَا لَوْ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا - يَعْنِي لَكُمْ - لَمْ تَرَوْا مَعَهُمْ نُورًا ، عَلَى كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْأَرْضِ خَاتَمٌ مِنْ خَوَاتِيمِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَى كُلِّ خَاتَمِ مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَبْعَثُ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مَلَكًا مِنْ عِنْدِهِ : أَنِ احْتَفِظْ بِمَا عِنْدَكَ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ الزُّهْرِيُّ : حَدَّثَنَا
مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17347يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ : مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ وَلَا مَغْرَزِ إِبْرَةٍ إِلَّا عَلَيْهَا مَلَكٌ مُوَكَّلٌ يَأْتِي اللَّهَ بِعِلْمِهَا : رُطُوبَتِهَا إِذَا رَطِبَتْ ، وَيَبَسِهَا إِذَا يَبِسَتْ .
وَكَذَا رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ
أَبِي الْخَطَّابِ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَّانِيِّ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ سُعَيْرٍ ، بِهِ
ثُمَّ قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : ذُكِرَ عَنْ
أَبِي حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ رَجُلٍ عَنْ
[ ص: 266 ] سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ النُّونَ - وَهِيَ الدَّوَاةُ - وَخَلَقَ الْأَلْوَاحَ ، فَكَتَبَ فِيهَا أَمْرَ الدُّنْيَا حَتَّى يَنْقَضِيَ مَا كَانَ مِنْ خَلْقٍ مَخْلُوقٍ ، أَوْ رِزْقِ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ ، أَوْ عَمَلِ بِرٍّ أَوْ فُجُورٍ وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=59وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ) إِلَى آخِرِ الْآيَةِ .
. (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28977_32887وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 60 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ( 61 )
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ( 62 ) )
يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=32887يَتَوَفَّى عِبَادَهُ فِي مَنَامِهِمْ بِاللَّيْلِ ، وَهَذَا هُوَ التَّوَفِّي الْأَصْغَرُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=55إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ [ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ] ) [ آلِ عِمْرَانَ : 55 ] ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=42اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) [ الزُّمَرِ : 42 ] ، فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْوَفَاتَيْنِ : الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى ، وَهَكَذَا ذَكَرَ فِي هَذَا الْمَقَامِ حُكْمَ الْوَفَاتَيْنِ الصُّغْرَى ثُمَّ الْكُبْرَى ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) أَيْ : وَيَعْلَمُ مَا كَسَبْتُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ بِالنَّهَارِ . وَهَذِهِ جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ دَلَّتْ عَلَى إِحَاطَةِ عِلْمِهِ تَعَالَى بِخَلْقِهِ فِي لَيْلِهِمْ وَنَهَارِهِمْ ، فِي حَالِ سُكُونِهِمْ وَفِي حَالِ حَرَكَتِهِمْ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=10سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) [ الرَّعْدِ : 10 ] ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=73وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ) أَيْ : فِي اللَّيْلِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=73وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ) [ الْقَصَصِ : 73 ] أَيْ : فِي النَّهَارِ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=10وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=11وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ) [ النَّبَأِ : 10 ، 11 ] ; ; وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) أَيْ : مَا كَسَبْتُمْ بِالنَّهَارِ ) ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ ) أَيْ : فِي النَّهَارِ . قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=14468والسُّدِّيُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ : أَيْ فِي الْمَنَامِ .
وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ . وَقَدْ رَوَى
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِسَنَدِهِ عَنِ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
مَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ مَلَكٌ إِذَا نَامَ أَخَذَ نَفْسَهُ ، وَيُرَدُّ إِلَيْهِ . فَإِنْ أَذِنَ اللَّهُ فِي قَبْضِ رُوحِهِ قَبَضَهُ ، وَإِلَّا رُدَّ إِلَيْهِ " ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ )
وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ) يَعْنِي بِهِ : أَجَلَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ النَّاسِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ) أَيْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ ) أَيْ : فَيُخْبِرُكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=60بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) أَيْ : وَيَجْزِيكُمْ عَلَى ذَلِكَ إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ ، وَإِنْ شرًّا فَشَرٌّ .
[ ص: 267 ]
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) أَيْ : هُوَ الَّذِي قَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَضَعَ لِجَلَالِهِ وَعَظَمَتِهِ وَكِبْرِيَائِهِ كُلُّ شَيْءٍ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً ) أَيْ : مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَحْفَظُونَ بَدَنَ الْإِنْسَانِ ، كَمَا قَالَ [ تَعَالَى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=11لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) [ الرَّعْدِ : 11 ] ، وَحَفَظَةً يَحْفَظُونَ عَمَلَهُ وَيُحْصُونَهُ [ عَلَيْهِ ] كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=10وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=11 [ كِرَامًا كَاتِبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=82&ayano=12يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ] ) [ الِانْفِطَارِ : 10 - 12 ] ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=17عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=18مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) [ ق : 17 ، 18 ] .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ) أَيْ : [ إِذَا ] احْتَضَرَ وَحَانَ أَجَلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا ) أَيْ : مَلَائِكَةٌ مُوَكَّلُونَ بِذَلِكَ .
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ : لِمَلَكِ الْمَوْتِ أَعْوَانٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، يُخْرِجُونَ الرُّوحَ مِنَ الْجَسَدِ ، فَيَقْبِضُهَا مَلَكُ الْمَوْتِ إِذَا انْتَهَتْ إِلَى الْحُلْقُومِ وَسَيَأْتِي عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=27يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ [ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ] ) [ إِبْرَاهِيمَ : 27 ] ، الْأَحَادِيثُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِذَلِكَ ، الشَّاهِدَةُ لِهَذَا الْمَرْوِيِّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ بِالصِّحَّةِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=61وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ) أَيْ : فِي حِفْظِ رُوحِ الْمُتَوَفَّى ، بَلْ يَحْفَظُونَهَا وَيُنْزِلُونَهَا حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، إِنْ كَانَ مِنَ الْأَبْرَارِ فَفِي عِلِّيِّينَ ، وَإِنْ كَانَ مِنَ الْفُجَّارِ فَفِي سِجِّينٍ ، عِيَاذًا بِاللَّهِ مِنْ ذَلِكَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ) قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : ( ثُمَّ رُدُّوا ) يَعْنِي : الْمَلَائِكَةَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ )
وَنَذْكُرُ هَاهُنَا الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ [ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ فِي ذِكْرِ صُعُودِ الْمَلَائِكَةِ بِالرُّوحِ مِنْ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ] حَيْثُ قَالَ : حَدَّثَنَا
حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11839سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ، عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=823530إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قَالُوا : nindex.php?page=treesubj&link=32892اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ ، وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ : فَلَانٌ ، فَيُقَالُ : مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ . فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي فِيهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ . وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ السُّوءُ ، قَالُوا : nindex.php?page=treesubj&link=32893اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٍ ، فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا؟ فَيُقَالُ : فَلَانٌ ، فَيُقَالُ : لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ [ ص: 268 ] الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً ، فَإِنَّهُ لَا يُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ . فَتُرْسَلُ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ ، فَيَجْلِسُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَيُقَالُ لَهُ مِثْلَ مَا قِيلَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ ، وَيَجْلِسُ الرَّجُلُ السُّوءُ فَيُقَالُ لَهُ مِثْلَ مَا قِيلَ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ
هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ ) يَعْنِي : الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَحْكُمُ فِيهِمْ بِعَدْلِهِ ، كَمَا قَالَ [ تَعَالَى ] (
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=49قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=50لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ) [ الْوَاقِعَةِ : 49 ، 50 ] ، وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=47وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) [ الْكَهْفِ : 47 - 49 ] ; وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=62مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ )