فصل .
[ مثل : يس ] ، ويقال : أمين . بالقصر أيضا [ مثل : يمين ] ، ومعناه : اللهم استجب ، والدليل على ذلك ما رواه يستحب لمن قرأ الفاتحة أن يقول بعدها : آمين الإمام أحمد وأبو داود ، عن والترمذي ، ، قال : وائل بن حجر غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقال : آمين ، مد بها صوته ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : ( ولأبي داود : رفع بها صوته ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن . وروي عن علي ، وغيرهم . وابن مسعود
وعن ، قال : أبي هريرة غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال : آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول ، رواه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا أبو داود ، ، وزاد : يرتج بها المسجد ، وابن ماجه وقال : هذا إسناد حسن . والدارقطني
وعن بلال أنه قال : يا رسول الله ، لا تسبقني بآمين . رواه أبو داود . [ ص: 145 ] ونقل عن أبو نصر القشيري الحسن أنهما شددا الميم من " آمين " مثل : ( وجعفر الصادق آمين البيت الحرام ) [ المائدة : 2 ] .
قال أصحابنا وغيرهم : ، ويتأكد في حق المصلي ، وسواء كان منفردا أو إماما أو مأموما ، وفي جميع الأحوال ؛ لما جاء في الصحيحين ، عن ويستحب ذلك لمن هو خارج الصلاة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة إذا أمن الإمام فأمنوا ، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ولمسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : . [ قيل : بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزمان ، وقيل : في الإجابة ، وقيل : في صفة الإخلاص ] . وفي صحيح إذا قال أحدكم في الصلاة : آمين ، والملائكة في السماء : آمين ، فوافقت إحداهما الأخرى ، غفر له ما تقدم من ذنبه مسلم عن أبي موسى مرفوعا : ولا الضالين ) ، فقولوا : آمين . يجبكم الله . وقال إذا قال ، يعني الإمام : ( جويبر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، قال : قلت : يا رسول الله ، ما معنى آمين ؟ قال : رب افعل . وقال الجوهري : معنى آمين : كذلك فليكن ، وقال الترمذي : معناه : لا تخيب رجاءنا ، وقال الأكثرون : معناه : اللهم استجب لنا ، وحكى القرطبي عن مجاهد وجعفر الصادق وهلال بن كيسان : أن آمين اسم من أسماء الله تعالى وروي عن ابن عباس مرفوعا ولا يصح ، قاله . وقال أصحاب أبو بكر بن العربي المالكي مالك : لا يؤمن الإمام ويؤمن المأموم ، لما رواه مالك عن سمي ، عن أبي صالح ، عن : أبي هريرة ولا الضالين ) ، فقولوا : آمين . الحديث . واستأنسوا - أيضا - بحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وإذا قال ، يعني الإمام : ( أبي موسى : ولا الضالين ) ، فقولوا : آمين . وإذا قرأ : (
وقد قدمنا في المتفق عليه : وأنه عليه الصلاة والسلام كان يؤمن إذا قرأ إذا أمن الإمام فأمنوا غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) [ ص: 146 ] وقد اختلف أصحابنا في حكمه ، وحاصل الخلاف أن الإمام إن نسي التأمين جهر المأموم به ، قولا واحدا ، وإن أمن الإمام جهرا فالجديد أنه لا يجهر المأموم وهو مذهب الجهر بالتأمين للمأموم في الجهرية أبي حنيفة ، ورواية عن مالك ؛ لأنه ذكر من الأذكار فلا يجهر به كسائر أذكار الصلاة . والقديم أنه يجهر به ، وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، والرواية الأخرى عن مالك كما تقدم : حتى يرتج المسجد .
ولنا قول آخر ثالث : إنه إن كان المسجد صغيرا لم يجهر المأموم ، لأنهم يسمعون قراءة الإمام ، وإن كان كبيرا جهر ليبلغ التأمين من في أرجاء المسجد ، والله أعلم .
وقد روى في مسنده ، عن الإمام أحمد عائشة ، رضي الله عنها اليهود ، فقال : إنهم لن يحسدونا على شيء كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها ، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها ، وعلى قولنا خلف الإمام : آمين ، ورواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عنده ابن ماجه ، ولفظه : ، وله عن ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وفي إسناده ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على قول : آمين ، فأكثروا من قول : آمين طلحة بن عمرو ، وهو ضعيف .
وروى ابن مردويه ، عن : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة آمين : خاتم رب العالمين على عباده المؤمنين . وعن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت آمين في الصلاة وعند الدعاء ، لم يعط أحد قبلي إلا أن يكون موسى ، كان موسى يدعو ، وهارون يؤمن ، فاختموا الدعاء بآمين ، فإن الله يستجيبه لكم .
قلت : ومن هنا نزع بعضهم في الدلالة بهذه الآية الكريمة ، وهي قوله تعالى : ( وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) [ يونس : 88 ، 89 ] ، فذكر الدعاء عن موسى وحده ، ومن سياق الكلام ما يدل على أن [ ص: 147 ] هارون أمن ، فنزل منزلة من دعا ، لقوله تعالى : ( قد أجيبت دعوتكما ) [ يونس : 89 ] ، فدل ذلك على أن من أمن على دعاء فكأنما قاله ؛ فلهذا قال من قال : إن لأن تأمينه على قراءة الفاتحة بمنزلة قراءتها ؛ ولهذا جاء في الحديث : المأموم لا يقرأ وكان من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ، بلال يقول : لا تسبقني بآمين . فدل هذا المنزع على أن المأموم لا قراءة عليه في الجهرية ، والله أعلم .
ولهذا قال ابن مردويه : حدثنا أحمد بن الحسن ، حدثنا عبد الله بن محمد بن سلام ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا جرير ، عن ليث بن أبي سليم ، عن كعب ، عن ، قال : أبي هريرة غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقال : آمين ، فتوافق " آمين " أهل الأرض " آمين " أهل السماء ، غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه ، ومثل من لا يقول : آمين ، كمثل رجل غزا مع قوم ، فاقترعوا ، فخرجت سهامهم ، ولم يخرج سهمه ، فقال : لم لم يخرج سهمي ؟ فقيل : إنك لم تقل : " آمين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الإمام : (