(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28973_33211_31942_33227وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( 57 ) )
لما ذكر تعالى ما دفعه عنهم من النقم ، شرع يذكرهم - أيضا - بما أسبغ عليهم من النعم ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وظللنا عليكم الغمام ) وهو جمع غمامة ، سمي بذلك لأنه يغم السماء ، أي : يواريها ويسترها . وهو السحاب الأبيض ، ظللوا به في التيه ليقيهم حر الشمس . كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وغيره عن
ابن عباس في حديث الفتون ، قال : ثم ظلل عليهم في التيه بالغمام .
قال
ابن أبي حاتم : وروي عن
ابن عمر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ،
وأبي مجلز ،
والضحاك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، نحو قول
ابن عباس .
وقال
الحسن وقتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وظللنا عليكم الغمام ) [ قال ] كان هذا في البرية ظلل عليهم الغمام من الشمس .
وقال
ابن جرير قال آخرون : وهو غمام أبرد من هذا ، وأطيب .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
أبو حذيفة ، حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وظللنا عليكم الغمام ) قال : ليس بالسحاب ، هو الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة ، ولم يكن إلا لهم .
وهكذا رواه
ابن جرير ، عن
المثنى بن إبراهيم ، عن
أبي حذيفة .
[ ص: 267 ]
وكذا رواه
الثوري ، وغيره ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، وكأنه يريد ، والله أعلم ، أنه ليس من زي هذا السحاب ، بل أحسن منه وأطيب وأبهى منظرا ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد في تفسيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج قال : قال
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وظللنا عليكم الغمام ) قال : غمام أبرد من هذا وأطيب ، وهو الذي يأتي الله فيه في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ) [ البقرة : 210 ] وهو الذي جاءت فيه الملائكة يوم بدر . قال
ابن عباس : وكان معهم في التيه .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وأنزلنا عليكم المن ) اختلفت عبارات المفسرين في المن : ما هو ؟ فقال
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس : كان المن ينزل عليهم على الأشجار ، فيغدون إليه فيأكلون منه ما شاءوا .
وقال
مجاهد : المن : صمغة . وقال
عكرمة : المن : شيء أنزله الله عليهم مثل الطل ، شبه الرب الغليظ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : قالوا : يا
موسى ، كيف لنا بما هاهنا ؟ أين الطعام ؟ فأنزل الله عليهم المن ، فكان يسقط على شجر الزنجبيل .
وقال
قتادة : كان المن ينزل عليهم في محلتهم سقوط الثلج ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، يأخذ الرجل منهم قدر ما يكفيه يومه ذلك ؛ فإذا تعدى ذلك فسد ولم يبق ، حتى إذا كان يوم سادسه ، ليوم جمعته ، أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه ؛ لأنه كان يوم عيد لا يشخص فيه لأمر معيشته ولا يطلبه لشيء ، وهذا كله في البرية .
وقال
الربيع بن أنس : المن شراب كان ينزل عليهم مثل العسل ، فيمزجونه بالماء ثم يشربونه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه - وسئل عن المن - فقال : خبز الرقاق مثل الذرة أو مثل النقي .
وقال
أبو جعفر بن جرير : حدثني
أحمد بن إسحاق ، حدثنا
أبو أحمد ، حدثنا
إسرائيل ، عن
جابر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577عامر وهو الشعبي ، قال : عسلكم هذا جزء من سبعين جزءا من المن .
وكذا قال
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : إنه العسل .
ووقع في شعر
أمية بن أبي الصلت ، حيث قال :
فرأى الله أنهم بمضيع لا بذي مزرع ولا مثمورا فسناها عليهم غاديات
وترى مزنهم خلايا وخورا عسلا ناطفا وماء فراتا
وحليبا ذا بهجة مرمورا
[ ص: 268 ]
فالناطف : هو السائل ، والحليب المرمور : الصافي منه .
والغرض أن عبارات المفسرين متقاربة في شرح المن ، فمنهم من فسره بالطعام ، ومنهم من فسره بالشراب ، والظاهر ، والله أعلم ، أنه كل ما امتن الله به عليهم من طعام وشراب ، وغير ذلك ، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد ، فالمن المشهور إن أكل وحده كان طعاما وحلاوة ، وإن مزج مع الماء صار شرابا طيبا ، وإن ركب مع غيره صار نوعا آخر ، ولكن ليس هو المراد من الآية وحده ؛ والدليل على ذلك قول البخاري :
حدثنا
أبو نعيم ، حدثنا
سفيان ، عن
عبد الملك ، عن
عمرو بن حريث عن
سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين .
وهذا الحديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، عن
سفيان بن عيينة ، عن
عبد الملك ، وهو
ابن عمير ، به .
وأخرجه الجماعة في كتبهم ، إلا
أبا داود ، من طرق عن
nindex.php?page=showalam&ids=16490عبد الملك ، وهو ابن عمير ، به . وقال
الترمذي : حسن صحيح ، ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من رواية
الحكم ، عن
الحسن العرني ، عن
عمرو بن حريث ، به .
وقال
الترمذي : حدثنا
أبو عبيدة بن أبي السفر nindex.php?page=showalam&ids=17052ومحمود بن غيلان ، قالا حدثنا
سعيد بن عامر ، عن
محمد بن عمرو ، عن
أبي سلمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820252العجوة من الجنة ، وفيها شفاء من السم ، والكمأة من المن وماؤها شفاء للعين .
تفرد بإخراجه
الترمذي ، ثم قال : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث
محمد بن عمرو ، وإلا من حديث
سعيد بن عامر ، عنه ، وفي الباب عن
سعيد بن زيد ،
وأبي سعيد وجابر .
كذا قال ، وقد رواه الحافظ
أبو بكر بن مردويه في تفسيره ، من طريق آخر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فقال : حدثنا
أحمد بن الحسن بن أحمد البصري ، حدثنا
أسلم بن سهل ، حدثنا
القاسم بن عيسى ، حدثنا
طلحة بن عبد الرحمن ، عن
قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين .
وهذا حديث غريب من هذا الوجه ،
وطلحة بن عبد الرحمن هذا سلمي واسطي ، يكنى
بأبي محمد [ ص: 269 ] ، وقيل :
أبو سليمان المؤدب قال فيه
nindex.php?page=showalam&ids=13357الحافظ أبو أحمد بن عدي : روى عن
قتادة أشياء لا يتابع عليها .
ثم قال
[ الترمذي ] حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17105معاذ بن هشام ، حدثنا أبي ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820253أن ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا : الكمأة جدري الأرض ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم .
وهذا الحديث قد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، به . وعنه ، عن
غندر ، عن
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر جعفر بن إياس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، به . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، عن
عبد الأعلى ، عن
خالد الحذاء ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب . بقصة الكمأة فقط .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي - أيضا -
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، عن
أبي عبد الصمد عبد العزيز بن عبد الصمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17096مطر الوراق ، عن
شهر : بقصة العجوة عند
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، وبالقصتين عند
ابن ماجه .
وهذه الطريق منقطعة بين
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة فإنه لم يسمعه منه ، بدليل ما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الوليمة من سننه ، عن
علي بن الحسين الدرهمي عن
عبد الأعلى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد بن أبي عروبة ، عن
قتادة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
عبد الرحمن بن غنم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820254خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يذكرون الكمأة ، وبعضهم يقول جدري الأرض ، فقال : الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب عن
أبي سعيد وجابر ، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد :
حدثنا
أسباط بن محمد ، حدثنا
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله nindex.php?page=showalam&ids=44وأبي سعيد الخدري ، قالا قال 1 270
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي في الوليمة أيضا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا
محمد بن جعفر ، حدثنا
شعبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937أبي بشر جعفر بن إياس عن
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، عن
أبي سعيد وجابر ، رضي الله عنهما ، أن
[ ص: 270 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين . ثم رواه - أيضا - ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه من طرق ، عن
الأعمش ، عن
أبي بشر ، عن
شهر ، عنهما ، به .
وقد رويا - أعني
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه - من حديث
سعيد بن مسلم كلاهما عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11937جعفر بن إياس عن
nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن
أبي سعيد ، زاد
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : [ وحديث ]
جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين .
ورواه
ابن مردويه ، عن
أحمد بن عثمان ، عن
عباس الدوري ، عن
لاحق بن صواب عن
عمار بن رزيق عن
الأعمش ،
كابن ماجه .
وقال
ابن مردويه أيضا : حدثنا
أحمد بن عثمان ، حدثنا
عباس الدوري ، حدثنا
الحسن بن الربيع ، حدثنا
أبو الأحوص ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820255خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كمآت ، فقال : الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
عمرو بن منصور ، عن
الحسن بن الربيع ثم [ رواه ]
ابن مردويه . رواه أيضا عن
عبد الله بن إسحاق عن
الحسن بن سلام ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى ، عن
شيبان عن الأعمش به ، وكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
أحمد بن عثمان بن حكيم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى [ به ] .
وقد روى من حديث
أنس بن مالك ، رضي الله عنه كما قال
ابن مردويه :
حدثنا
محمد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدثنا
حمدون بن أحمد ، حدثنا
حوثرة بن أشرس ، حدثنا
حماد ، عن
شعيب بن الحبحاب عن
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820256أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تدارؤوا في الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ، فقال بعضهم : نحسبه الكمأة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين ، والعجوة من الجنة ، وفيها شفاء من السم .
[ ص: 271 ]
وهذا الحديث محفوظ أصله من رواية
حماد بن سلمة . وقد روى
الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي من طريقه شيئا من هذا ، والله أعلم .
[ وقد ] روي عن
شهر ، عن
ابن عباس ، كما رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي - أيضا - في الوليمة ، عن
أبي بكر أحمد بن علي بن سعيد ، عن
عبد الله بن عون الخراز ، عن
أبي عبيدة الحداد ، عن
عبد الجليل بن عطية ، عن
شهر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الكمأة من المن ، وماؤها شفاء للعين .
فقد اختلف - كما ترى فيه - على
nindex.php?page=showalam&ids=16128شهر بن حوشب ، ويحتمل عندي أنه حفظه ورواه من هذه الطرق كلها ، وقد سمعه من بعض الصحابة وبلغه عن بعضهم ، فإن الأسانيد إليه جيدة ، وهو لا يتعمد الكذب ، وأصل الحديث محفوظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما تقدم من رواية
سعيد بن زيد .
وأما السلوى فقال
علي بن أبي طلحة عن
ابن عباس : السلوى طائر شبيه بالسمانى ، كانوا يأكلون منه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في خبر ذكره عن
أبي مالك وعن
أبي صالح ، عن
ابن عباس - وعن
مرة ، عن
ابن مسعود ، وعن ناس من الصحابة : السلوى : طائر يشبه السمانى .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث ، حدثنا
قرة بن خالد ، عن
جهضم ، عن
ابن عباس ، قال : السلوى : هو السمانى .
وكذا قال
مجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
والضحاك ،
والحسن ،
وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ، رحمهم الله .
وعن
عكرمة : أما السلوى فطير كطير يكون بالجنة أكبر من العصفور ، أو نحو ذلك .
وقال
قتادة : السلوى من طير إلى الحمرة ، تحشرها عليهم الريح الجنوب . وكان الرجل يذبح منها قدر ما يكفيه يومه ذلك ، فإذا تعدى فسد ولم يبق عنده ، حتى إذا كان يوم سادسه ليوم جمعته أخذ ما يكفيه ليوم سادسه ويوم سابعه ؛ لأنه كان يوم عبادة لا يشخص فيه لشيء ولا يطلبه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه : السلوى : طير سمين مثل الحمام ، كان يأتيهم فيأخذون منه من سبت إلى سبت . وفي رواية عن
وهب ، قال : سألت
بنو إسرائيل موسى عليه السلام ، اللحم ، فقال الله : لأطعمنهم من أقل لحم يعلم في الأرض ، فأرسل عليهم ريحا ، فأذرت عند مساكنهم السلوى ، وهو السمانى مثل ميل في ميل قيد رمح إلى السماء فخبئوا للغد فنتن اللحم وخنز الخبز .
[ ص: 272 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : لما دخل
بنو إسرائيل التيه ، قالوا
لموسى ، عليه السلام : كيف لنا بما هاهنا ؟ أين الطعام ؟ فأنزل الله عليهم المن فكان يسقط على الشجر الزنجبيل ، والسلوى وهو طائر يشبه السمانى أكبر منه ، فكان يأتي أحدهم فينظر إلى الطير ، فإن كان سمينا ذبحه وإلا أرسله ، فإذا سمن أتاه ، فقالوا : هذا الطعام فأين الشراب ؟ فأمر
موسى فضرب بعصاه الحجر ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا ، فشرب كل سبط من عين ، فقالوا : هذا الشراب ، فأين الظل ؟ فظلل عليهم الغمام . فقالوا : هذا الظل ، فأين اللباس ؟ فكانت ثيابهم تطول معهم كما يطول الصبيان ، ولا ينخرق لهم ثوب ، فذلك قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى ) وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=60وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم ) [ البقرة : 60 ] .
وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو ما قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16061سنيد ، عن
حجاج ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، قال : قال
ابن عباس : خلق لهم في التيه ثياب لا تخرق ولا تدرن ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : فكان الرجل إذا أخذ من المن والسلوى فوق طعام يوم فسد ، إلا أنهم كانوا يأخذون في يوم الجمعة طعام يوم السبت فلا يصبح فاسدا .
[ قال
ابن عطية : السلوى : طير بإجماع المفسرين ، وقد غلط
الهذلي في قوله : إنه العسل ، وأنشد في ذلك مستشهدا :
وقاسمها بالله جهدا لأنتم ألذ من السلوى إذا ما أشورها
قال : فظن أن السلوى عسلا قال
القرطبي : دعوى الإجماع لا تصح ؛ لأن المؤرج أحد علماء اللغة والتفسير قال : إنه العسل ، واستدل ببيت
الهذلي هذا ، وذكر أنه كذلك في لغة
كنانة ؛ لأنه يسلى به ومنه عين سلوان ، وقال
الجوهري : السلوى العسل ، واستشهد ببيت
الهذلي - أيضا - ، والسلوانة بالضم خرزة ، كانوا يقولون إذا صب عليها ماء المطر فشربها العاشق سلا قال الشاعر :
شربت على سلوانة ماء مزنة فلا وجديد العيش يا مي ما أسلو
واسم ذلك الماء السلوان ، وقال بعضهم : السلوان دواء يشفي الحزين فيسلو والأطباء يسمونه ( مفرج ) ، قالوا : والسلوى جمع بلفظ - الواحد - أيضا ، كما يقال : سمانى للمفرد والجمع وويلى كذلك ، وقال
الخليل واحده سلواة ، وأنشد :
وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض السلواة من بلل القطر
[ ص: 273 ]
وقال
الكسائي : السلوى واحدة وجمعه سلاوي ، نقله كله
القرطبي ] .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=32411كلوا من طيبات ما رزقناكم ) أمر إباحة وإرشاد وامتنان . وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=32409وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) [ البقرة : 57 ] ، أي أمرناهم بالأكل مما رزقناهم وأن يعبدوا ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15كلوا من رزق ربكم واشكروا له ) [ سبأ : 15 ] فخالفوا وكفروا فظلموا أنفسهم ، هذا مع ما شاهدوه من الآيات البينات والمعجزات القاطعات ، وخوارق العادات ، ومن هاهنا تتبين فضيلة أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم ، على سائر أصحاب الأنبياء في صبرهم وثباتهم وعدم تعنتهم ، كما كانوا معه في أسفاره وغزواته ، منها عام
تبوك ، في ذلك القيظ والحر الشديد والجهد ، لم يسألوا خرق عادة ، ولا إيجاد أمر ، مع أن ذلك كان سهلا على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن لما أجهدهم الجوع سألوه في تكثير طعامهم فجمعوا ما معهم ، فجاء قدر مبرك الشاة ، فدعا [ الله ] فيه ، وأمرهم فملئوا كل وعاء معهم ، وكذا لما احتاجوا إلى الماء سأل الله تعالى ، فجاءت سحابة فأمطرتهم ، فشربوا وسقوا الإبل وملئوا أسقيتهم . ثم نظروا فإذا هي لم تجاوز العسكر . فهذا هو الأكمل في الاتباع : المشي مع قدر الله ، مع متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28973_31926_31940_29706وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ( 59 ) )
يقول تعالى لائما لهم على نكولهم عن الجهاد ودخول الأرض المقدسة ، لما قدموا من بلاد
مصر صحبة
موسى ، عليه السلام ، فأمروا بدخول الأرض المقدسة التي هي ميراث لهم عن أبيهم
إسرائيل ، وقتال من فيها من
العماليق الكفرة ، فنكلوا عن قتالهم وضعفوا واستحسروا ، فرماهم الله في التيه عقوبة لهم ، كما ذكره تعالى في سورة المائدة ؛ ولهذا كان أصح القولين أن هذه البلدة هي
بيت المقدس ، كما نص على ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ،
وقتادة ، [
وأبو مسلم الأصفهاني وغير واحد وقد قال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ) الآيات ] . [ المائدة : 21 - 24 ]
وقال آخرون : هي
أريحا [ ويحكى عن
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16327وعبد الرحمن بن زيد ] وهذا بعيد ؛ لأنها ليست على طريقهم ، وهم قاصدون
بيت المقدس لا
أريحا [ وأبعد من ذلك قول من ذهب أنها
مصر ، حكاه
فخر الدين في تفسيره ، والصحيح هو الأول ؛ لأنها
بيت المقدس ] . وهذا كان لما خرجوا من
[ ص: 274 ] التيه بعد أربعين سنة مع
يوشع بن نون ، عليه السلام ، وفتحها الله عليهم عشية جمعة ، وقد حبست لهم الشمس يومئذ قليلا حتى أمكن الفتح ، وأما
أريحا فقرية ليست مقصودة
لبني إسرائيل ، ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا الباب - باب البلد - ( سجدا ) أي : شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليهم من الفتح والنصر ، ورد بلدهم إليهم وإنقاذهم من التيه والضلال .
قال
العوفي في تفسيره ، عن
ابن عباس أنه كان يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وادخلوا الباب سجدا ) أي ركعا .
وقال
ابن جرير : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا
أبو أحمد الزبيري ، حدثنا
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ، وعن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وادخلوا الباب سجدا ) قال : ركعا من باب صغير .
رواه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من حديث
سفيان ، به . ورواه
ابن أبي حاتم من حديث
سفيان ، وهو
الثوري ، به . وزاد : فدخلوا من قبل استاههم .
[ وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري : أمروا أن يسجدوا على وجوههم حال دخولهم ، واستبعده
الرازي ، وحكى عن بعضهم : أن المراد بالسجود هاهنا الخضوع لتعذر حمله على حقيقته ] .
وقال
خصيف : قال
عكرمة ، قال
ابن عباس : كان الباب قبل القبلة .
وقال [
ابن عباس ]
ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
وقتادة ،
والضحاك : هو باب الحطة من باب
إيلياء ببيت المقدس ، [ وحكى
الرازي عن بعضهم أنه عن باب جهة من جهات القرية ] .
وقال
خصيف : قال
عكرمة : قال
ابن عباس : فدخلوا على شق ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
أبي سعيد الأزدي ، عن
أبي الكنود ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود : وقيل لهم ادخلوا الباب سجدا ، فدخلوا مقنعي رؤوسهم ، أي : رافعي رؤوسهم خلاف ما أمروا .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وقولوا حطة ) قال
الثوري عن
الأعمش ، عن
المنهال ، عن
سعيد بن جبير ، عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وقولوا حطة ) قال : مغفرة ، استغفروا .
وروي عن
عطاء ،
والحسن ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ، نحوه .
وقال
الضحاك عن
ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وقولوا حطة ) قال : قولوا : هذا الأمر حق ، كما قيل لكم .
وقال
عكرمة : قولوا : لا إله إلا الله .
وقال
الأوزاعي : كتب
ابن عباس إلى رجل قد سماه يسأله عن قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وقولوا حطة )
[ ص: 275 ] فكتب إليه : أن أقروا بالذنب .
وقال
الحسن وقتادة : أي احطط عنا خطايانا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ) هذا جواب الأمر ، أي : إذا فعلتم ما أمرناكم غفرنا لكم الخطيئات وضاعفنا لكم الحسنات .
وحاصل الأمر : أنهم أمروا أن يخضعوا لله تعالى عند الفتح بالفعل والقول ، وأن يعترفوا بذنوبهم ويستغفروا منها ، والشكر على النعمة عندها والمبادرة إلى ذلك من المحبوب لله تعالى ، كما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ) [ سورة النصر ] فسره بعض الصحابة بكثرة
nindex.php?page=treesubj&link=29081_33389الذكر والاستغفار عند الفتح والنصر ، وفسره
ابن عباس بأنه نعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أجله فيها ، وأقره على ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر [ بن الخطاب ] رضي الله عنه . ولا منافاة بين أن يكون قد أمر بذلك عند ذلك ، ونعى إليه روحه الكريمة أيضا ؛ ولهذا كان عليه السلام يظهر عليه الخضوع جدا عند النصر ، كما روي أنه كان يوم الفتح - فتح
مكة - داخلا إليها من
الثنية العليا ، وإنه الخاضع لربه حتى إن عثنونه ليمس مورك رحله ، يشكر الله على ذلك . ثم لما دخل البلد اغتسل وصلى ثماني ركعات وذلك ضحى ، فقال بعضهم : هذه صلاة الضحى ، وقال آخرون : بل هي صلاة الفتح ، فاستحبوا
nindex.php?page=treesubj&link=8143_8133للإمام وللأمير إذا فتح بلدا أن يصلي فيه ثماني ركعات عند أول دخوله ، كما فعل
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه لما دخل
إيوان كسرى صلى فيه ثماني ركعات ، والصحيح أنه يفصل بين كل ركعتين بتسليم ؛ وقيل : يصليها كلها بتسليم واحد ، والله أعلم .
وقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ) قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : حدثني
محمد ، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي ، عن
ابن المبارك ، عن
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820257قيل لبني إسرائيل : ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة ) فدخلوا يزحفون على استاههم ، فبدلوا وقالوا : حطة : حبة في شعرة .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، عن
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن
عبد الرحمن بن مهدي به موقوفا وعن
محمد بن عبيد بن محمد ، عن
ابن المبارك ببعضه مسندا ، في قوله تعالى : ( حطة ) قال : فبدلوا . فقالوا : حبة .
[ ص: 276 ]
وقال
عبد الرزاق : أنبأنا
معمر ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه أنه سمع
nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820258قال الله لبني إسرائيل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) فبدلوا ، ودخلوا الباب يزحفون على استاههم ، فقالوا : حبة في شعرة .
وهذا حديث صحيح ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
إسحاق بن نصر ،
ومسلم عن
محمد بن رافع .
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي عن
عبد بن حميد ، كلهم عن
عبد الرزاق ، به . وقال
الترمذي : حسن صحيح .
وقال
محمد بن إسحاق : كان تبديلهم كما حدثني
صالح بن كيسان ، عن
صالح مولى التوأمة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وعمن لا أتهم ، عن
ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500792دخلوا الباب - الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا - يزحفون على استاههم ، وهم يقولون : حنطة في شعيرة .
وقال
أبو داود : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح ، وحدثنا
سليمان بن داود ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820259قال الله لبني إسرائيل : ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) ثم قال
أبو داود : حدثنا
جعفر بن مسافر ، حدثنا
ابن أبي فديك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، مثله .
هكذا رواه منفردا به في كتاب الحروف مختصرا .
وقال
ابن مردويه : حدثنا
عبد الله بن جعفر ، حدثنا
إبراهيم بن مهدي ، حدثنا
أحمد بن محمد بن المنذر القزاز ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12523محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=17241هشام بن سعد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500793سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان من آخر الليل ، أجزنا في ثنية يقال لها : ذات الحنظل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما مثل هذه الثنية الليلة إلا كمثل الباب الذي قال الله لبني إسرائيل : ( ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم ) .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري ، عن
أبي إسحاق ، عن
البراء : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سيقول السفهاء من الناس ) [ البقرة : 142 ] قال
اليهود : قيل لهم : ادخلوا الباب سجدا ، قال : ركعا ، وقولوا : حطة : أي مغفرة ، فدخلوا على
[ ص: 277 ] استاههم ، وجعلوا يقولون : حنطة حمراء فيها شعيرة ، فذلك قول الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم ) .
وقال
الثوري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
أبي سعد الأزدي ، عن
أبي الكنود ، عن
ابن مسعود : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وقولوا حطة ) فقالوا : حنطة حبة حمراء فيها شعيرة ، فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
وقال
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، عن
مرة ، عن
ابن مسعود أنه قال : إنهم قالوا : هطي سمعاتا أزبة مزبا فهي بالعربية : حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء ، فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
وقال
الثوري ، عن
الأعمش ، عن
المنهال ، عن
سعيد ، عن
ابن عباس في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ادخلوا الباب سجدا ) ركعا من باب صغير ، فدخلوا من قبل استاههم ، وقالوا : حنطة ، فهو قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )
وهكذا روي عن
عطاء ،
ومجاهد ،
وعكرمة ،
والضحاك ،
والحسن ،
وقتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354والربيع بن أنس ،
ويحيى بن رافع .
وحاصل ما ذكره المفسرون وما دل عليه السياق من الحديث أنهم بدلوا أمر الله لهم من الخضوع بالقول والفعل ، فأمروا أن يدخلوا سجدا ، فدخلوا يزحفون على استاههم من قبل استاههم رافعي رؤوسهم ، وأمروا أن يقولوا : حطة ، أي : احطط عنا ذنوبنا ، فاستهزؤوا فقالوا : حنطة في شعرة . وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة ؛ ولهذا أنزل الله بهم بأسه وعذابه بفسقهم ، وهو خروجهم عن طاعته ؛ ولهذا قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون )
وقال
الضحاك عن
ابن عباس : كل شيء في كتاب الله من الرجز يعني به العذاب .
وهكذا روي عن
مجاهد ،
وأبي مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ،
والحسن ،
وقتادة ، أنه العذاب . وقال
أبو العالية : الرجز الغضب . وقال
الشعبي : الرجز : إما الطاعون ، وإما البرد . وقال
سعيد بن جبير : هو الطاعون .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا
أبو سعيد الأشج ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع ، عن
سفيان ، عن
حبيب بن أبي ثابت ، عن
إبراهيم بن سعد - يعني ابن أبي وقاص - عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن مالك ،
nindex.php?page=showalam&ids=111وأسامة بن زيد ،
nindex.php?page=showalam&ids=2546وخزيمة بن ثابت ، رضي الله عنهم ، قالوا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820260الطاعون رجز عذاب عذب به من كان [ ص: 278 ] قبلكم .
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري به . وأصل الحديث في الصحيحين من حديث
حبيب بن أبي ثابت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820261nindex.php?page=treesubj&link=17410إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها الحديث .
قال
ابن جرير : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى ، عن
ابن وهب ، عن
يونس ، عن
الزهري ، قال : أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=16283عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن
أسامة بن زيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820262إن هذا الوجع والسقم رجز عذب به بعض الأمم قبلكم . وهذا الحديث أصله مخرج في الصحيحين ، من حديث
الزهري ، ومن حديث
مالك ، عن
محمد بن المنكدر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15956وسالم أبي النضر ، عن
عامر بن سعد ، بنحوه .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=28973_33211_31942_33227وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( 57 ) )
لَمَّا ذَكَرَ تَعَالَى مَا دَفَعَهُ عَنْهُمْ مِنَ النِّقَمِ ، شَرَعَ يُذَكِّرُهُمْ - أَيْضًا - بِمَا أَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنَ النِّعَمِ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ) وَهُوَ جَمْعُ غَمَامَةٍ ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَغُمُّ السَّمَاءَ ، أَيْ : يُوَارِيهَا وَيَسْتُرُهَا . وَهُوَ السَّحَابُ الْأَبْيَضُ ، ظُلِّلُوا بِهِ فِي التِّيهِ لِيَقِيَهُمْ حَرَّ الشَّمْسِ . كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي حَدِيثِ الْفُتُونِ ، قَالَ : ثُمَّ ظَلَّلَ عَلَيْهِمْ فِي التِّيهِ بِالْغَمَامِ .
قَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : وَرُوِيَ عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ،
وَأَبِي مِجْلَزٍ ،
وَالضَّحَاكِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ ، نَحْوُ قَوْلِ
ابْنِ عَبَّاسٍ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ) [ قَالَ ] كَانَ هَذَا فِي الْبَرِّيَّةِ ظَلَّلَ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ مِنَ الشَّمْسِ .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ قَالَ آخَرُونَ : وَهُوَ غَمَامٌ أَبْرَدُ مِنْ هَذَا ، وَأَطْيَبُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ) قَالَ : لَيْسَ بِالسَّحَابِ ، هُوَ الْغَمَامُ الَّذِي يَأْتِي اللَّهُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَمْ يَكُنْ إِلَّا لَهُمْ .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
الْمُثَنَّى بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
أَبِي حُذَيْفَةَ .
[ ص: 267 ]
وَكَذَا رَوَاهُ
الثَّوْرِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، وَكَأَنَّهُ يُرِيدُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ زِيِّ هَذَا السَّحَابِ ، بَلْ أَحْسَنُ مِنْهُ وَأَطْيَبُ وَأَبْهَى مَنْظَرًا ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16061سُنَيْدٌ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15697حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ : قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ) قَالَ : غَمَامٌ أَبْرَدُ مِنْ هَذَا وَأَطْيَبُ ، وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي اللَّهُ فِيهِ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=210هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةِ ) [ الْبَقَرَةِ : 210 ] وَهُوَ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ بَدْرٍ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : وَكَانَ مَعَهُمْ فِي التِّيهِ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ ) اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُ الْمُفَسِّرِينَ فِي الْمَنِّ : مَا هُوَ ؟ فَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : كَانَ الْمَنُّ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ عَلَى الْأَشْجَارِ ، فَيَغْدُونَ إِلَيْهِ فَيَأْكُلُونَ مِنْهُ مَا شَاءُوا .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمَنُّ : صَمْغَةٌ . وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : الْمَنُّ : شَيْءٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ الطَّلِّ ، شِبْهُ الرُّبِّ الْغَلِيظِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : قَالُوا : يَا
مُوسَى ، كَيْفَ لَنَا بِمَا هَاهُنَا ؟ أَيْنَ الطَّعَامُ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْمَنَّ ، فَكَانَ يَسْقُطُ عَلَى شَجَرِ الزَّنْجَبِيلِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : كَانَ الْمَنُّ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ فِي مَحَلَّتِهِمْ سُقُوطَ الثَّلْجِ ، أَشَدَّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، يَسْقُطُ عَلَيْهِمْ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ ، يَأْخُذُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ يَوْمَهُ ذَلِكَ ؛ فَإِذَا تَعَدَّى ذَلِكَ فَسَدَ وَلَمْ يَبْقَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ سَادِسِهِ ، لِيَوْمِ جُمُعَتِهِ ، أَخَذَ مَا يَكْفِيهِ لِيَوْمِ سَادِسِهِ وَيَوْمِ سَابِعِهِ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَوْمَ عِيدٍ لَا يَشْخَصُ فِيهِ لِأَمْرِ مَعِيشَتِهِ وَلَا يَطْلُبُهُ لِشَيْءٍ ، وَهَذَا كُلُّهُ فِي الْبَرِّيَّةِ .
وَقَالَ
الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ : الْمَنُّ شَرَابٌ كَانَ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ الْعَسَلِ ، فَيَمْزُجُونَهُ بِالْمَاءِ ثُمَّ يَشْرَبُونَهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ - وَسُئِلَ عَنِ الْمَنِّ - فَقَالَ : خُبْزُ الرُّقَاقِ مِثْلَ الذُّرَةِ أَوْ مِثْلُ النَّقِيِّ .
وَقَالَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنِي
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
جَابِرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14577عَامِرٍ وَهُوَ الشَّعْبِيُّ ، قَالَ : عَسَلُكُمْ هَذَا جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ الْمَنِّ .
وَكَذَا قَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ : إِنَّهُ الْعَسَلُ .
وَوَقَعَ فِي شِعْرِ
أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ ، حَيْثُ قَالَ :
فَرَأَى اللَّهُ أَنَّهُمْ بِمَضِيعٍ لَا بِذِي مَزْرَعٍ وَلَا مَثْمُورَا فَسَنَاهَا عَلَيْهِمُ غَادِيَاتٍ
وَتَرَى مُزْنَهُمْ خَلَايَا وَخُورَا عَسَلًا نَاطِفًا وَمَاءً فُرَاتًا
وَحَلِيبًا ذَا بَهْجَةٍ مَرْمُورَا
[ ص: 268 ]
فَالنَّاطِفُ : هُوَ السَّائِلُ ، وَالْحَلِيبُ الْمَرْمُورُ : الصَّافِي مِنْهُ .
وَالْغَرَضُ أَنَّ عِبَارَاتِ الْمُفَسِّرِينَ مُتَقَارِبَةٌ فِي شَرْحِ الْمَنِّ ، فَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِالطَّعَامِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فَسَّرَهُ بِالشَّرَابِ ، وَالظَّاهِرُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَّهُ كُلُّ مَا امْتَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنْ طَعَامٍ وَشَرَابٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، مِمَّا لَيْسَ لَهُمْ فِيهِ عَمَلٌ وَلَا كَدٌّ ، فَالْمَنُّ الْمَشْهُورُ إِنْ أُكِلَ وَحْدَهُ كَانَ طَعَامًا وَحَلَاوَةً ، وَإِنْ مُزِجَ مَعَ الْمَاءِ صَارَ شَرَابًا طَيِّبًا ، وَإِنْ رُكِّبَ مَعَ غَيْرِهِ صَارَ نَوْعًا آخَرَ ، وَلَكِنْ لَيْسَ هُوَ الْمُرَادَ مِنَ الْآيَةِ وَحْدَهُ ؛ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ الْبُخَارِيِّ :
حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَهُوَ
ابْنُ عُمَيْرٍ ، بِهِ .
وَأَخْرَجَهُ الْجَمَاعَةُ فِي كُتُبِهِمْ ، إِلَّا
أَبَا دَاوُدَ ، مِنْ طُرُقٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16490عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَهُوَ ابْنُ عُمَيْرٍ ، بِهِ . وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ رِوَايَةِ
الْحَكَمِ ، عَنِ
الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، بِهِ .
وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَدَّثَنَا
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ nindex.php?page=showalam&ids=17052وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ ، قَالَا حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820252الْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ ، وَالْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهِ
التِّرْمِذِيُّ ، ثُمَّ قَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، وَإِلَّا مِنْ حَدِيثِ
سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْهُ ، وَفِي الْبَابِ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ ،
وَأَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ .
كَذَا قَالَ ، وَقَدْ رَوَاهُ الْحَافِظُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ ، مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَسْلَمُ بْنُ سَهْلٍ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
قَتَادَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15990سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ،
وَطَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا سُلَمِيٌّ وَاسِطِيٌّ ، يُكَنَّى
بِأَبِي مُحَمَّدٍ [ ص: 269 ] ، وَقِيلَ :
أَبُو سُلَيْمَانَ الْمُؤَدِّبُ قَالَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=13357الْحَافِظُ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ : رَوَى عَنْ
قَتَادَةَ أَشْيَاءَ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا .
ثُمَّ قَالَ
[ التِّرْمِذِيُّ ] حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17105مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820253أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا : الْكَمْأَةُ جُدَرِيُّ الْأَرْضِ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، بِهِ . وَعَنْهُ ، عَنْ
غُنْدَرٍ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11937أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، بِهِ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، عَنْ
عَبْدِ الْأَعْلَى ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ . بِقِصَّةِ الْكَمْأَةِ فَقَطْ .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ - أَيْضًا -
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، عَنْ
أَبِي عَبْدِ الصَّمَدِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17096مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ
شَهْرٍ : بِقِصَّةِ الْعَجْوَةِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيِّ ، وَبِالْقِصَّتَيْنِ عِنْدَ
ابْنِ مَاجَهْ .
وَهَذِهِ الطَّرِيقُ مُنْقَطِعَةٌ بَيْنَ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبِي هُرَيْرَةَ فَإِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ ، بِدَلِيلِ مَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ فِي الْوَلِيمَةِ مِنْ سُنَنِهِ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيِّ عَنْ
عَبْدِ الْأَعْلَى ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12514سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820254خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَذْكُرُونَ الْكَمْأَةَ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جُدَرِيُّ الْأَرْضِ ، فَقَالَ : الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ ، كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ :
حَدَّثَنَا
أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
الْأَعْمَشُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11937جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ nindex.php?page=showalam&ids=44وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَا قَالَ 1 270
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ فِي الْوَلِيمَةِ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11937أَبِي بِشْرٍ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ
[ ص: 270 ] رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ . ثُمَّ رَوَاهُ - أَيْضًا - ،
nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طُرُقٍ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ
شَهْرٍ ، عَنْهُمَا ، بِهِ .
وَقَدْ رَوَيَا - أَعْنِي
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيَّ nindex.php?page=showalam&ids=13478وَابْنَ مَاجَهْ - مِنْ حَدِيثِ
سَعِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ كِلَاهُمَا عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11937جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12179أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، زَادَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ : [ وَحَدِيثِ ]
جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
وَرَوَاهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ
عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ ، عَنْ
لَاحِقِ بْنِ صَوَابٍ عَنْ
عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ عَنِ
الْأَعْمَشِ ،
كَابْنِ مَاجَهْ .
وَقَالَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ أَيْضًا : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15342الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820255خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كَمَآتٌ ، فَقَالَ : الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ ثُمَّ [ رَوَاهُ ]
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ . رَوَاهُ أَيْضًا عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ سَلَامٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16527عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ
شَيْبَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ بِهِ ، وَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16527عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى [ بِهِ ] .
وَقَدْ رَوَى مِنْ حَدِيثِ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَمَا قَالَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ :
حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
حَمْدُونُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
حَوْثَرَةُ بْنُ أَشْرَسَ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ ، عَنْ
شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ
أَنَسٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820256أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدَارَؤُوا فِي الشَّجَرَةِ الَّتِي اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : نَحْسَبُهُ الْكَمْأَةَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ .
[ ص: 271 ]
وَهَذَا الْحَدِيثُ مَحْفُوظٌ أَصْلُهُ مِنْ رِوَايَةِ
حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ . وَقَدْ رَوَى
التِّرْمِذِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15397وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ شَيْئًا مِنْ هَذَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
[ وَقَدْ ] رُوِيَ عَنْ
شَهْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، كَمَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ - أَيْضًا - فِي الْوَلِيمَةِ ، عَنْ
أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْنٍ الْخَرَّازِ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ ، عَنْ
عَبْدِ الْجَلِيلِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ
شَهْرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820251الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ .
فَقَدِ اخْتَلَفَ - كَمَا تَرَى فِيهِ - عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=16128شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، وَيُحْتَمَلُ عِنْدِي أَنَّهُ حَفِظَهُ وَرَوَاهُ مِنْ هَذِهِ الطُّرُقِ كُلِّهَا ، وَقَدْ سَمِعَهُ مِنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَبَلَّغَهُ عَنْ بَعْضِهِمْ ، فَإِنَّ الْأَسَانِيدَ إِلَيْهِ جَيِّدَةٌ ، وَهُوَ لَا يَتَعَمَّدُ الْكَذِبَ ، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ مَحْفُوظٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ رِوَايَةِ
سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ .
وَأَمَّا السَّلْوَى فَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : السَّلْوَى طَائِرٌ شَبِيهٌ بِالسُّمَانَى ، كَانُوا يَأْكُلُونَ مِنْهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ فِي خَبَرٍ ذَكَرَهُ عَنْ
أَبِي مَالِكٍ وَعَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ - وَعَنْ
مُرَّةَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ نَاسٍ مِنَ الصَّحَابَةِ : السَّلْوَى : طَائِرٌ يُشْبِهُ السُّمَانَى .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا
قُرَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ
جَهْضَمٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : السَّلْوَى : هُوَ السُّمَانَى .
وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
وَالضَّحَّاكُ ،
وَالْحَسَنُ ،
وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ .
وَعَنْ
عِكْرِمَةَ : أَمَّا السَّلْوَى فَطَيْرٌ كَطَيْرٍ يَكُونُ بِالْجَنَّةِ أَكْبَرُ مِنَ الْعُصْفُورِ ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : السَّلْوَى مِنْ طَيْرٍ إِلَى الْحُمْرَةِ ، تَحْشُرُهَا عَلَيْهِمُ الرِّيحُ الْجَنُوبُ . وَكَانَ الرَّجُلُ يَذْبَحُ مِنْهَا قَدْرَ مَا يَكْفِيهِ يَوْمَهُ ذَلِكَ ، فَإِذَا تَعَدَّى فَسَدَ وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ سَادِسِهِ لِيَوْمِ جُمُعَتِهِ أَخَذَ مَا يَكْفِيهِ لِيَوْمِ سَادِسِهِ وَيَوْمِ سَابِعِهِ ؛ لِأَنَّهُ كَانَ يَوْمَ عِبَادَةٍ لَا يَشْخَصُ فِيهِ لِشَيْءٍ وَلَا يَطْلُبُهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : السَّلْوَى : طَيْرٌ سَمِينٌ مِثْلُ الْحَمَامِ ، كَانَ يَأْتِيهِمْ فَيَأْخُذُونَ مِنْهُ مِنْ سَبْتٍ إِلَى سَبْتٍ . وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ
وَهْبٍ ، قَالَ : سَأَلَتْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ ، اللَّحْمَ ، فَقَالَ اللَّهُ : لَأُطْعِمَنَّهُمْ مِنْ أَقَلِّ لَحْمٍ يُعْلَمُ فِي الْأَرْضِ ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ رِيحًا ، فَأَذْرَتْ عِنْدَ مَسَاكِنِهِمُ السَّلْوَى ، وَهُوَ السُّمَانَى مِثْلَ مِيلٍ فِي مِيلٍ قَيْدَ رُمْحٍ إِلَى السَّمَاءِ فَخَبَّئُوا لِلْغَدِ فَنَتِنَ اللَّحْمُ وَخَنِزَ الْخُبْزُ .
[ ص: 272 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : لَمَّا دَخَلَ
بَنُو إِسْرَائِيلَ التِّيهَ ، قَالُوا
لِمُوسَى ، عَلَيْهِ السَّلَامُ : كَيْفَ لَنَا بِمَا هَاهُنَا ؟ أَيْنَ الطَّعَامُ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الَمَنَّ فَكَانَ يَسْقُطُ عَلَى الشَّجَرِ الزَّنْجَبِيلِ ، وَالسَّلْوَى وَهُوَ طَائِرٌ يُشْبِهُ السُّمَانَى أَكْبَرُ مِنْهُ ، فَكَانَ يَأْتِي أَحَدُهُمْ فَيَنْظُرُ إِلَى الطَّيْرِ ، فَإِنْ كَانَ سَمِينًا ذَبَحَهُ وَإِلَّا أَرْسَلَهُ ، فَإِذَا سَمِنَ أَتَاهُ ، فَقَالُوا : هَذَا الطَّعَامُ فَأَيْنَ الشَّرَابُ ؟ فَأُمِرَ
مُوسَى فَضَرَبَ بِعَصَاهُ الْحَجَرَ ، فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ، فَشَرِبَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْ عَيْنٍ ، فَقَالُوا : هَذَا الشَّرَابُ ، فَأَيْنَ الظِّلُّ ؟ فَظَلَّلَ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ . فَقَالُوا : هَذَا الظِّلُّ ، فَأَيْنَ اللِّبَاسُ ؟ فَكَانَتْ ثِيَابُهُمْ تَطُولُ مَعَهُمْ كَمَا يَطُولُ الصِّبْيَانُ ، وَلَا يَنْخَرِقُ لَهُمْ ثَوْبٌ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ) وَقَوْلُهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=60وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ) [ الْبَقَرَةِ : 60 ] .
وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17285وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ نَحْوُ مَا قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16061سُنَيْدٌ ، عَنْ
حَجَّاجٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : خُلِقَ لَهُمْ فِي التِّيهِ ثِيَابٌ لَا تَخْرِقُ وَلَا تَدْرَنُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَخَذَ مِنَ الْمَنِّ وَالسَّلْوَى فَوْقَ طَعَامِ يَوْمٍ فَسَدَ ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا يَأْخُذُونَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ طَعَامَ يَوْمِ السَّبْتِ فَلَا يُصْبِحُ فَاسِدًا .
[ قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : السَّلْوَى : طَيْرٌ بِإِجْمَاعِ الْمُفَسِّرِينَ ، وَقَدْ غَلِطَ
الْهُذَلِيُّ فِي قَوْلِهِ : إِنَّهُ الْعَسَلُ ، وَأَنْشَدَ فِي ذَلِكَ مُسْتَشْهِدًا :
وَقَاسَمَهَا بِاللَّهِ جَهْدًا لَأَنْتُمُ أَلَذُّ مِنَ السَّلْوَى إِذَا مَا أَشُورُهَا
قَالَ : فَظَنَّ أَنَّ السَّلْوَى عَسَلًا قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : دَعْوَى الْإِجْمَاعِ لَا تَصِحُّ ؛ لِأَنَّ الْمُؤَرِّجَ أَحَدَ عُلَمَاءِ اللُّغَةِ وَالتَّفْسِيرِ قَالَ : إِنَّهُ الْعَسَلُ ، وَاسْتَدَلَّ بِبَيْتِ
الْهُذَلِيِّ هَذَا ، وَذَكَرَ أَنَّهُ كَذَلِكَ فِي لُغَةِ
كِنَانَةَ ؛ لِأَنَّهُ يُسَلَّى بِهِ وَمِنْهُ عَيْنُ سُلْوَانَ ، وَقَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : السَّلْوَى الْعَسَلُ ، وَاسْتَشْهَدَ بِبَيْتِ
الْهُذَلِيِّ - أَيْضًا - ، وَالسُّلْوَانَةُ بِالضَّمِّ خَرَزَةٌ ، كَانُوا يَقُولُونَ إِذَا صُبَّ عَلَيْهَا مَاءُ الْمَطَرِ فَشَرِبَهَا الْعَاشِقُ سَلَا قَالَ الشَّاعِرُ :
شَرِبْتُ عَلَى سُلْوَانَةٍ مَاءَ مُزْنَةٍ فَلَا وَجَدِيدِ الْعَيْشِ يَا مَيُّ مَا أَسْلُو
وَاسْمُ ذَلِكَ الْمَاءِ السُّلْوَانُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : السُّلْوَانُ دَوَاءٌ يَشْفِي الْحَزِينَ فَيَسْلُو وَالْأَطِبَّاءُ يُسَمُّونَهُ ( مُفَرِّجٌ ) ، قَالُوا : وَالسَّلْوَى جَمْعٌ بِلَفْظِ - الْوَاحِدِ - أَيْضًا ، كَمَا يُقَالُ : سُمَانَى لِلْمُفْرَدِ وَالْجَمْعِ وَوَيْلَى كَذَلِكَ ، وَقَالَ
الْخَلِيلُ وَاحِدُهُ سَلْوَاةٌ ، وَأَنْشَدَ :
وَإِنِّي لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكِ هِزَّةٌ كَمَا انْتَفَضَ السَّلْوَاةُ مِنْ بَلَلِ الْقَطْرِ
[ ص: 273 ]
وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ : السَّلْوَى وَاحِدَةٌ وَجَمْعُهُ سَلَاوِي ، نَقَلَهُ كُلَّهُ
الْقُرْطُبِيُّ ] .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=32411كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) أَمْرُ إِبَاحَةٍ وَإِرْشَادٍ وَامْتِنَانٍ . وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=32409وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [ الْبَقَرَةِ : 57 ] ، أَيْ أَمَرْنَاهُمْ بِالْأَكْلِ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ وَأَنْ يَعْبُدُوا ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=15كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ) [ سَبَأٍ : 15 ] فَخَالَفُوا وَكَفَرُوا فَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ، هَذَا مَعَ مَا شَاهَدُوهُ مِنَ الْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ وَالْمُعْجِزَاتِ الْقَاطِعَاتِ ، وَخَوَارِقِ الْعَادَاتِ ، وَمِنْ هَاهُنَا تَتَبَيَّنُ فَضِيلَةُ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِيَ عَنْهُمْ ، عَلَى سَائِرِ أَصْحَابِ الْأَنْبِيَاءِ فِي صَبْرِهِمْ وَثَبَاتِهِمْ وَعَدَمِ تَعَنُّتِهِمْ ، كَمَا كَانُوا مَعَهُ فِي أَسْفَارِهِ وَغَزَوَاتِهِ ، مِنْهَا عَامُ
تَبُوكَ ، فِي ذَلِكَ الْقَيْظِ وَالْحَرِّ الشَّدِيدِ وَالْجَهْدِ ، لَمْ يَسْأَلُوا خَرْقَ عَادَةٍ ، وَلَا إِيجَادَ أَمْرٍ ، مَعَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ سَهْلًا عَلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَكِنْ لَمَّا أَجْهَدَهُمُ الْجُوعُ سَأَلُوهُ فِي تَكْثِيرِ طَعَامِهِمْ فَجَمَعُوا مَا مَعَهُمْ ، فَجَاءَ قَدْرَ مَبْرَكِ الشَّاةِ ، فَدَعَا [ اللَّهَ ] فِيهِ ، وَأَمَرَهُمْ فَمَلَئُوا كُلَّ وِعَاءٍ مَعَهُمْ ، وَكَذَا لَمَّا احْتَاجُوا إِلَى الْمَاءِ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى ، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَأَمْطَرَتْهُمْ ، فَشَرِبُوا وَسَقَوُا الْإِبِلَ وَمَلَئُوا أَسْقِيَتَهُمْ . ثُمَّ نَظَرُوا فَإِذَا هِيَ لَمْ تُجَاوِزِ الْعَسْكَرَ . فَهَذَا هُوَ الْأَكْمَلُ فِي الِاتِّبَاعِ : الْمَشْيُ مَعَ قَدَرِ اللَّهِ ، مَعَ مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58nindex.php?page=treesubj&link=28973_31926_31940_29706وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ( 58 )
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ( 59 ) )
يَقُولُ تَعَالَى لَائِمًا لَهُمْ عَلَى نُكُولِهِمْ عَنِ الْجِهَادِ وَدُخُولِ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، لَمَّا قَدِمُوا مِنْ بِلَادِ
مِصْرَ صُحْبَةَ
مُوسَى ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَأُمِرُوا بِدُخُولِ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ الَّتِي هِيَ مِيرَاثٌ لَهُمْ عَنْ أَبِيهِمْ
إِسْرَائِيلَ ، وَقِتَالِ مَنْ فِيهَا مِنَ
الْعَمَالِيقِ الْكَفَرَةِ ، فَنَكَلُوا عَنْ قِتَالِهِمْ وَضَعُفُوا وَاسْتَحْسَرُوا ، فَرَمَاهُمُ اللَّهُ فِي التِّيهِ عُقُوبَةً لَهُمْ ، كَمَا ذَكَرَهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ ؛ وَلِهَذَا كَانَ أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ أَنَّ هَذِهِ الْبَلْدَةَ هِيَ
بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ ،
وَقَتَادَةُ ، [
وَأَبُو مُسْلِمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=21يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ) الْآيَاتِ ] . [ الْمَائِدَةِ : 21 - 24 ]
وَقَالَ آخَرُونَ : هِيَ
أَرْيَحَا [ وَيُحْكَى عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16327وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ ] وَهَذَا بَعِيدٌ ؛ لِأَنَّهَا لَيْسَتْ عَلَى طَرِيقِهِمْ ، وَهُمْ قَاصِدُونَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ لَا
أَرْيَحَا [ وَأَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُ مَنْ ذَهَبَ أَنَّهَا
مِصْرُ ، حَكَاهُ
فَخْرُ الدِّينِ فِي تَفْسِيرِهِ ، وَالصَّحِيحُ هُوَ الْأَوَّلُ ؛ لِأَنَّهَا
بَيْتُ الْمَقْدِسِ ] . وَهَذَا كَانَ لَمَّا خَرَجُوا مِنَ
[ ص: 274 ] التِّيهِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَعَ
يُوشَعَ بْنِ نُونٍ ، عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَفَتَحَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَشِيَّةَ جُمُعَةٍ ، وَقَدْ حُبِسَتْ لَهُمُ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلًا حَتَّى أَمْكَنَ الْفَتْحُ ، وَأَمَّا
أَرْيَحَا فَقَرْيَةٌ لَيْسَتْ مَقْصُودَةً
لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَلَمَّا فَتَحُوهَا أُمِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا الْبَابَ - بَابَ الْبَلَدِ - ( سُجَّدًا ) أَيْ : شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَتْحِ وَالنَّصْرِ ، وَرَدِّ بَلَدِهِمْ إِلَيْهِمْ وَإِنْقَاذِهِمْ مِنَ التِّيهِ وَالضَّلَالِ .
قَالَ
الْعَوْفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ) أَيْ رُكَّعًا .
وَقَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=15342الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ) قَالَ : رُكَّعًا مِنْ بَابٍ صَغِيرٍ .
رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ
سُفْيَانَ ، بِهِ . وَرَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ
سُفْيَانَ ، وَهُوَ
الثَّوْرِيُّ ، بِهِ . وَزَادَ : فَدَخَلُوا مِنْ قِبَلِ اسْتَاهِهِمْ .
[ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : أُمِرُوا أَنْ يَسْجُدُوا عَلَى وُجُوهِهِمْ حَالَ دُخُولِهِمْ ، وَاسْتَبْعَدَهُ
الرَّازِيُّ ، وَحَكَى عَنْ بَعْضِهِمْ : أَنَّ الْمُرَادَ بِالسُّجُودِ هَاهُنَا الْخُضُوعُ لِتَعَذُّرِ حَمْلِهِ عَلَى حَقِيقَتِهِ ] .
وَقَالَ
خُصَيْفٌ : قَالَ
عِكْرِمَةُ ، قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ الْبَابُ قِبَلَ الْقِبْلَةِ .
وَقَالَ [
ابْنُ عَبَّاسٍ ]
وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ،
وَقَتَادَةُ ،
وَالضَّحَّاكُ : هُوَ بَابُ الْحِطَّةِ مِنْ بَابِ
إِيلْيَاءَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، [ وَحَكَى
الرَّازِيُّ عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ عَنْ بَابِ جِهَةٍ مِنْ جِهَاتِ الْقَرْيَةِ ] .
وَقَالَ
خُصَيْفٌ : قَالَ
عِكْرِمَةُ : قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : فَدَخَلُوا عَلَى شِقٍّ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْأَزْدِيِّ ، عَنْ
أَبِي الْكَنُودِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : وَقِيلَ لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ، فَدَخَلُوا مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ ، أَيْ : رَافِعِي رُؤُوسِهِمْ خِلَافَ مَا أُمِرُوا .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَقُولُوا حِطَّةٌ ) قَالَ
الثَّوْرِيُّ عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنِ
الْمِنْهَالِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَقُولُوا حِطَّةٌ ) قَالَ : مَغْفِرَةٌ ، اسْتَغْفِرُوا .
وَرُوِيَ عَنْ
عَطَاءٍ ،
وَالْحَسَنِ ،
وَقَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، نَحْوُهُ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَقُولُوا حِطَّةٌ ) قَالَ : قُولُوا : هَذَا الْأَمْرُ حَقٌّ ، كَمَا قِيلَ لَكُمْ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : قُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .
وَقَالَ
الْأَوْزَاعِيُّ : كَتَبَ
ابْنُ عَبَّاسٍ إِلَى رَجُلٍ قَدْ سَمَّاهُ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَقُولُوا حِطَّةٌ )
[ ص: 275 ] فَكَتَبَ إِلَيْهِ : أَنْ أَقِرُّوا بِالذَّنْبِ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ : أَيِ احْطُطْ عَنَّا خَطَايَانَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) هَذَا جَوَابُ الْأَمْرِ ، أَيْ : إِذَا فَعَلْتُمْ مَا أَمَرْنَاكُمْ غَفَرْنَا لَكُمُ الْخَطِيئَاتِ وَضَاعَفْنَا لَكُمُ الْحَسَنَاتِ .
وَحَاصِلُ الْأَمْرِ : أَنَّهُمْ أُمِرُوا أَنْ يَخْضَعُوا لِلَّهِ تَعَالَى عِنْدَ الْفَتْحِ بِالْفِعْلِ وَالْقَوْلِ ، وَأَنْ يَعْتَرِفُوا بِذُنُوبِهِمْ وَيَسْتَغْفِرُوا مِنْهَا ، وَالشُّكْرُ عَلَى النِّعْمَةِ عِنْدَهَا وَالْمُبَادَرَةُ إِلَى ذَلِكَ مِنَ الْمَحْبُوبِ لِلَّهِ تَعَالَى ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=110&ayano=1إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ) [ سُورَةُ النَّصْرِ ] فَسَّرَهُ بَعْضُ الصَّحَابَةِ بِكَثْرَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=29081_33389الذِّكْرِ وَالِاسْتِغْفَارِ عِنْدَ الْفَتْحِ وَالنَّصْرِ ، وَفَسَّرَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ بِأَنَّهُ نُعِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجَلُهُ فِيهَا ، وَأَقَرَّهُ عَلَى ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمْرُ [ بْنُ الْخَطَّابِ ] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَمَرَ بِذَلِكَ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَنَعَى إِلَيْهِ رُوحَهُ الْكَرِيمَةَ أَيْضًا ؛ وَلِهَذَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَظْهَرُ عَلَيْهِ الْخُضُوعُ جِدًّا عِنْدَ النَّصْرِ ، كَمَا رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ يَوْمَ الْفَتْحِ - فَتْحِ
مَكَّةَ - دَاخِلًا إِلَيْهَا مِنَ
الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا ، وَإِنَّهُ الْخَاضِعُ لِرَبِّهِ حَتَّى إِنَّ عُثْنُونَهُ لَيَمَسُّ مَوْرِكَ رَحْلِهِ ، يَشْكُرُ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ . ثُمَّ لَمَّا دَخَلَ الْبَلَدَ اغْتَسَلَ وَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ وَذَلِكَ ضُحًى ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : هَذِهِ صَلَاةُ الضُّحَى ، وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ هِيَ صَلَاةُ الْفَتْحِ ، فَاسْتَحَبُّوا
nindex.php?page=treesubj&link=8143_8133لِلْإِمَامِ وَلِلْأَمِيرِ إِذَا فَتَحَ بَلَدًا أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ عِنْدَ أَوَّلِ دُخُولِهِ ، كَمَا فَعَلَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا دَخَلَ
إِيوَانَ كِسْرَى صَلَّى فِيهِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَفْصِلُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمٍ ؛ وَقِيلَ : يُصَلِّيهَا كُلَّهَا بِتَسْلِيمٍ وَاحِدٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ) قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17257هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820257قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : ( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ ) فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى اسْتَاهِهِمْ ، فَبَدَّلُوا وَقَالُوا : حِطَّةٌ : حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ .
وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ بِهِ مَوْقُوفًا وَعَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ بِبَعْضِهِ مُسْنَدًا ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( حِطَّةٌ ) قَالَ : فَبَدَّلُوا . فَقَالُوا : حَبَّةٌ .
[ ص: 276 ]
وَقَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَنْبَأَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17257هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820258قَالَ اللَّهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ) فَبَدَّلُوا ، وَدَخَلُوا الْبَابَ يَزْحَفُونَ عَلَى اسْتَاهِهِمْ ، فَقَالُوا : حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ .
وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ نَصْرٍ ،
وَمُسْلِمٌ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ
عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، كُلُّهُمْ عَنْ
عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، بِهِ . وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ : حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : كَانَ تَبْدِيلُهُمْ كَمَا حَدَّثَنِي
صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ
صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَمَّنْ لَا أَتَّهِمُ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500792دَخَلُوا الْبَابَ - الَّذِي أُمِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا فِيهِ سُجَّدًا - يَزْحَفُونَ عَلَى اسْتَاهِهِمْ ، وَهُمْ يَقُولُونَ : حِنْطَةٌ فِي شُعَيْرَةٍ .
وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12265أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ، وَحَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17241هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16572عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820259قَالَ اللَّهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : ( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ) ثُمَّ قَالَ
أَبُو دَاوُدَ : حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17241هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، مِثْلَهُ .
هَكَذَا رَوَاهُ مُنْفَرِدًا بِهِ فِي كِتَابِ الْحُرُوفِ مُخْتَصَرًا .
وَقَالَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْذِرِ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12523مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17241هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16572عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500793سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ ، أَجَزْنَا فِي ثَنِيَّةٍ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ الْحَنْظَلِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مَثَلُ هَذِهِ الثَّنِيَّةِ اللَّيْلَةَ إِلَّا كَمَثَلِ الْبَابِ الَّذِي قَالَ اللَّهُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : ( ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ) .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ ) [ الْبَقَرَةِ : 142 ] قَالَ
الْيَهُودُ : قِيلَ لَهُمُ : ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ، قَالَ : رُكَّعًا ، وَقُولُوا : حِطَّةٌ : أَيْ مَغْفِرَةٌ ، فَدَخَلُوا عَلَى
[ ص: 277 ] اسَتَاهِهِمْ ، وَجَعَلُوا يَقُولُونَ : حِنْطَةٌ حَمْرَاءُ فِيهَا شُعَيْرَةٌ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ) .
وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، عَنْ
أَبِي سَعْدٍ الْأَزْدِيِّ ، عَنْ
أَبِي الْكَنُودِ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=58وَقُولُوا حِطَّةٌ ) فَقَالُوا : حِنْطَةٌ حَبَّةٌ حَمْرَاءُ فِيهَا شُعَيْرَةٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )
وَقَالَ
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، عَنْ
مُرَّةَ ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّهُمْ قَالُوا : هطي سمعاتا أزبة مزبا فَهِيَ بِالْعَرَبِيَّةِ : حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَمْرَاءُ مَثْقُوبَةُ فِيهَا شَعْرَةٌ سَوْدَاءُ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )
وَقَالَ
الثَّوْرِيُّ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنِ
الْمِنْهَالِ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=154ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ) رُكَّعًا مِنْ بَابٍ صَغِيرٍ ، فَدَخَلُوا مِنْ قِبَلِ اسْتَاهِهِمْ ، وَقَالُوا : حِنْطَةٌ ، فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )
وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ
عَطَاءٍ ،
وَمُجَاهِدٍ ،
وَعِكْرِمَةَ ،
وَالضَّحَّاكِ ،
وَالْحَسَنِ ،
وَقَتَادَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14354وَالرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ،
وَيَحْيَى بْنِ رَافِعٍ .
وَحَاصِلُ مَا ذَكَرَهُ الْمُفَسِّرُونَ وَمَا دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ بَدَّلُوا أَمْرَ اللَّهِ لَهُمْ مِنَ الْخُضُوعِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ ، فَأُمِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا سُجَّدًا ، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى اسْتَاهِهِمْ مِنْ قِبَلِ اسْتَاهِهِمْ رَافِعِي رُؤُوسِهِمْ ، وَأُمِرُوا أَنْ يَقُولُوا : حِطَّةٌ ، أَيِ : احْطُطْ عَنَّا ذُنُوبَنَا ، فَاسْتَهْزَؤُوا فَقَالُوا : حِنْطَةٌ فِي شَعْرَةٍ . وَهَذَا فِي غَايَةِ مَا يَكُونُ مِنَ الْمُخَالَفَةِ وَالْمُعَانَدَةِ ؛ وَلِهَذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَأْسَهُ وَعَذَابَهُ بِفِسْقِهِمْ ، وَهُوَ خُرُوجُهُمْ عَنْ طَاعَتِهِ ؛ وَلِهَذَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=59فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : كُلُّ شَيْءٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الرِّجْزِ يَعْنِي بِهِ الْعَذَابَ .
وَهَكَذَا رُوِيَ عَنْ
مُجَاهِدٍ ،
وَأَبِي مَالِكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ ،
وَالْحَسَنِ ،
وَقَتَادَةَ ، أَنَّهُ الْعَذَابُ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ : الرِّجْزُ الْغَضَبُ . وَقَالَ
الشَّعْبِيُّ : الرِّجْزُ : إِمَّا الطَّاعُونُ ، وَإِمَّا الْبَرْدُ . وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : هُوَ الطَّاعُونُ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ - يَعْنِي ابْنَ أَبِي وَقَّاصٍ - عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=111وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=2546وَخُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قَالُوا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820260الطَّاعُونُ رِجْزٌ عَذَابٌ عُذِّبَ بِهِ مَنْ كَانَ [ ص: 278 ] قَبْلَكُمْ .
وَهَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ بِهِ . وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820261nindex.php?page=treesubj&link=17410إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلَا تَدْخُلُوهَا الْحَدِيثَ .
قَالَ
ابْنُ جَرِيرٍ : أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=17418يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، عَنِ
ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ
يُونُسَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=16283عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، عَنْ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=820262إِنَّ هَذَا الْوَجَعَ وَالسَّقَمَ رِجْزٌ عُذِّبَ بِهِ بَعْضُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ . وَهَذَا الْحَدِيثُ أَصْلُهُ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، مِنْ حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ ، وَمِنْ حَدِيثِ
مَالِكٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15956وَسَالِمٍ أَبِي النَّضْرِ ، عَنْ
عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، بِنَحْوِهِ .