(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=71nindex.php?page=treesubj&link=28987_28791والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أفبنعمة الله يجحدون ( 71 ) )
يبين تعالى للمشركين جهلهم وكفرهم فيما زعموه لله من الشركاء ، وهم يعترفون أنها عبيد له ، كما كانوا يقولون في تلبياتهم في حجهم : " لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك ، تملكه وما ملك " . فقال تعالى منكرا عليهم : إنكم لا ترضون أن تساووا عبيدكم فيما رزقناكم ، فكيف يرضى هو تعالى بمساواة عبيده له في الإلهية والتعظيم ، كما قال في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ) الآية [ الروم : 28 ] .
[ ص: 586 ]
قال
العوفي ، عن
ابن عباس في هذه الآية : يقول : لم يكونوا ليشركوا عبيدهم في أموالهم ونسائهم ، فكيف يشركون عبيدي معي في سلطاني ، فذلك قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=71أفبنعمة الله يجحدون )
وقال في الرواية الأخرى عنه : فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم .
وقال
مجاهد في هذه الآية : هذا مثل للآلهة الباطلة .
وقال
قتادة : هذا مثل ضربه الله ، فهل منكم من أحد شارك مملوكه في زوجته وفي فراشه ، فتعدلون بالله خلقه وعباده ؟ فإن لم ترض لنفسك هذا ، فالله أحق أن ينزه منك .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=71أفبنعمة الله يجحدون ) أي : أنهم جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا ، فجحدوا نعمته وأشركوا معه غيره .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري قال : كتب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هذه الرسالة إلى
nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى الأشعري : واقنع برزقك من الدنيا ، فإن الرحمن فضل بعض عباده على بعض في الرزق ، بل يبتلي به كلا ، فيبتلي من بسط له كيف شكره لله وأداؤه الحق الذي افترض عليه فيما رزقه وخوله . رواه
ابن أبي حاتم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=71nindex.php?page=treesubj&link=28987_28791وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ( 71 ) )
يُبَيِّنُ تَعَالَى لِلْمُشْرِكِينَ جَهْلَهُمْ وَكُفْرَهُمْ فِيمَا زَعَمُوهُ لِلَّهِ مِنَ الشُّرَكَاءِ ، وَهُمْ يَعْتَرِفُونَ أَنَّهَا عَبِيدٌ لَهُ ، كَمَا كَانُوا يَقُولُونَ فِي تَلْبِيَاتِهِمْ فِي حَجِّهِمْ : " لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ ، إِلَّا شَرِيكًا هُوَ لَكَ ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ " . فَقَالَ تَعَالَى مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ : إِنَّكُمْ لَا تَرْضَوْنَ أَنْ تُسَاوُوا عَبِيدَكُمْ فِيمَا رَزَقْنَاكُمْ ، فَكَيْفَ يَرْضَى هُوَ تَعَالَى بِمُسَاوَاةِ عَبِيدِهِ لَهُ فِي الْإِلَهِيَّةِ وَالتَّعْظِيمِ ، كَمَا قَالَ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=28ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ ) الْآيَةَ [ الرُّومِ : 28 ] .
[ ص: 586 ]
قَالَ
الْعَوْفِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : يَقُولُ : لَمْ يَكُونُوا لِيُشْرِكُوا عَبِيدَهُمْ فِي أَمْوَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ ، فَكَيْفَ يُشْرِكُونَ عَبِيدِي مَعِي فِي سُلْطَانِي ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=71أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ )
وَقَالَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى عَنْهُ : فَكَيْفَ تَرْضَوْنَ لِي مَا لَا تَرْضَوْنَ لِأَنْفُسِكُمْ .
وَقَالَ
مُجَاهِدٌ فِي هَذِهِ الْآيَةِ : هَذَا مَثَلٌ لِلْآلِهَةِ الْبَاطِلَةِ .
وَقَالَ
قَتَادَةُ : هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ ، فَهَلْ مِنْكُمْ مَنْ أَحَدٍ شَارَكَ مَمْلُوكَهُ فِي زَوْجَتِهِ وَفِي فِرَاشِهِ ، فَتَعْدِلُونَ بِاللَّهِ خَلْقَهُ وَعِبَادَهُ ؟ فَإِنْ لَمْ تَرْضَ لِنَفْسِكَ هَذَا ، فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُنَزَّهَ مِنْكَ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=71أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) أَيْ : أَنَّهُمْ جَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا ، فَجَحَدُوا نَعَمْتَهُ وَأَشْرَكُوا مَعَهُ غَيْرَهُ .
وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ قَالَ : كَتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - هَذِهِ الرِّسَالَةَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=110أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ : وَاقْنَعْ بِرِزْقِكَ مِنَ الدُّنْيَا ، فَإِنَّ الرَّحْمَنَ فَضَّلَ بَعْضَ عِبَادِهِ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ، بَلْ يَبْتَلِي بِهِ كُلًّا ، فَيَبْتَلِي مَنْ بَسَطَ لَهُ كَيْفَ شُكْرُهُ لِلَّهِ وَأَدَاؤُهُ الْحَقَّ الَّذِي افْتَرَضَ عَلَيْهِ فِيمَا رَزَقَهُ وَخَوَّلَهُ . رَوَاهُ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ .