(
nindex.php?page=treesubj&link=28987_30531nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ( 126 )
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ( 127 )
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 128 ) )
يأمر تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=9177بالعدل في الاقتصاص والمماثلة في استيفاء الحق ، كما قال
عبد الرزاق ، عن
الثوري ، عن
خالد ، عن
ابن سيرين : أنه قال في قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) إن أخذ منكم رجل شيئا ، فخذوا منه مثله .
وكذا قال
مجاهد ،
وإبراهيم ،
والحسن البصري ، وغيرهم . واختاره
ابن جرير .
وقال
ابن زيد : كانوا قد أمروا بالصفح عن المشركين ، فأسلم رجال ذوو منعة ، فقالوا : يا رسول
[ ص: 614 ] الله ، لو أذن الله لنا لانتصرنا من هؤلاء الكلاب ، فنزلت هذه الآية ، ثم نسخ ذلك بالجهاد .
وقال
محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار قال : نزلت سورة " النحل " كلها
بمكة ، وهي مكية إلا ثلاث آيات من آخرها نزلت
بالمدينة بعد أحد ، حيث قتل
حمزة - رضي الله عنه - ومثل به فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824553 " لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بثلاثين رجلا منهم " فلما سمع المسلمون ذلك قالوا : والله لئن ظهرنا عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد قط . فأنزل الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) إلى آخر السورة .
وهذا مرسل ، وفيه [ رجل ] مبهم لم يسم ، وقد روي هذا من وجه آخر متصل ، فقال الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13863أبو بكر البزار :
حدثنا
الحسن بن يحيى ، حدثنا
عمرو بن عاصم ، حدثنا
صالح المري ، عن
سليمان التيمي ، عن
أبي عثمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=825598وقف على حمزة بن عبد المطلب - رضي الله عنه - حين استشهد ، فنظر إلى منظر لم ينظر أوجع للقلب منه - أو قال : لقلبه [ منه ] - فنظر إليه وقد مثل به فقال : " رحمة الله عليك ، إن كنت - لما علمت - لوصولا للرحم ، فعولا للخيرات ، والله لولا حزن من بعدك عليك ، لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من بطون السباع - أو كلمة نحوها - أما والله على ذلك لأمثلن بسبعين كمثلتك . فنزل جبريل - عليه السلام - على محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذه السورة وقرأ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) إلى آخر الآية ، فكفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني : عن يمينه - وأمسك عن ذلك .
وهذا إسناد فيه ضعف ; لأن
صالحا - هو
ابن بشير المري - ضعيف عند الأئمة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : هو منكر الحديث .
وقال
الشعبي nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج : نزلت في قول المسلمين يوم أحد فيمن مثل بهم : لنمثلن بهم . فأنزل الله فيهم ذلك .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16408عبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه : حدثنا
هدية بن عبد الوهاب المروزي ، حدثنا
الفضل بن موسى ، حدثنا
عيسى بن عبيد ، عن
الربيع بن أنس ، عن
أبي العالية ، عن
أبي بن كعب قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823827لما كان يوم أحد قتل من الأنصار ستون رجلا ومن المهاجرين ستة ، فقال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لئن كان لنا يوم مثل هذا من المشركين لنربين عليهم . فلما كان يوم الفتح قال رجل : لا [ ص: 615 ] تعرف قريش بعد اليوم . فنادى مناد : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آمن الأسود والأبيض إلا فلانا وفلانا - ناسا سماهم - فأنزل الله تبارك وتعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نصبر ولا نعاقب " .
وهذه الآية الكريمة لها أمثال في القرآن ، فإنها مشتملة على مشروعية العدل والندب إلى الفضل ، كما في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وجزاء سيئة سيئة مثلها ) ثم قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) [ الشورى : 40 ] . وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45والجروح قصاص ) ثم قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45فمن تصدق به فهو كفارة له ) [ المائدة : 45 ] وقال في هذه الآية الكريمة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ) ثم قال (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126ولئن صبرتم لهو خير للصابرين )
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127واصبر وما صبرك إلا بالله ) تأكيد للأمر بالصبر ، وإخبار بأن ذلك إنما ينال بمشيئة الله وإعانته ، وحوله وقوته .
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127ولا تحزن عليهم ) أي : على من خالفك ، لا تحزن عليهم ; فإن الله قدر ذلك ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127ولا تك في ضيق ) أي : غم (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127مما يمكرون ) أي : مما يجهدون [ أنفسهم ] في عداوتك وإيصال الشر إليك ، فإن الله كافيك وناصرك ، ومؤيدك ، ومظهرك ومظفرك بهم .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) أي : معهم بتأييده ونصره ومعونته وهذه معية خاصة ، كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا ) [ الأنفال : 12 ] وقوله
لموسى وهارون : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى ) [ طه : 46 ] وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - للصديق وهما في الغار : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40لا تحزن إن الله معنا ) [ التوبة : 40 ] وأما المعية العامة فبالسمع والبصر والعلم ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير ) [ الحديد : 4 ] وكقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) [ المجادلة : 7 ] وكما قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا [ إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ] ) [ يونس : 61 ] .
ومعنى : ( الذين اتقوا ) أي : تركوا المحرمات ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128والذين هم محسنون ) أي : فعلوا الطاعات ، فهؤلاء الله يحفظهم ويكلؤهم ، وينصرهم ويؤيدهم ، ويظفرهم على أعدائهم ومخالفيهم .
وقال
ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار ، حدثنا
أبو أحمد الزبيري ، حدثنا
[ ص: 616 ] مسعر ، عن
ابن عون ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=7768محمد بن حاطب قال : كان
عثمان - رضي الله عنه - من الذين آمنوا ، والذين اتقوا ، والذين هم محسنون .
[ آخر تفسير سورة النحل ولله الحمد أجمعه والمنة ، وبه المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ]
(
nindex.php?page=treesubj&link=28987_30531nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ( 126 )
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ( 127 )
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ( 128 ) )
يَأْمُرُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=9177بِالْعَدْلِ فِي الِاقْتِصَاصِ وَالْمُمَاثَلَةِ فِي اسْتِيفَاءِ الْحَقِّ ، كَمَا قَالَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ
الثَّوْرِيِّ ، عَنْ
خَالِدٍ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ : أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) إِنْ أَخَذَ مِنْكُمْ رَجُلٌ شَيْئًا ، فَخُذُوا مِنْهُ مِثْلَهُ .
وَكَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَإِبْرَاهِيمُ ،
وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ ، وَغَيْرُهُمْ . وَاخْتَارَهُ
ابْنُ جَرِيرٍ .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ : كَانُوا قَدْ أُمِرُوا بِالصَّفْحِ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ، فَأَسْلَمَ رِجَالٌ ذَوُو مَنَعَةٍ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ
[ ص: 614 ] اللَّهِ ، لَوْ أَذِنَ اللَّهُ لَنَا لَانْتَصَرْنَا مِنْ هَؤُلَاءِ الْكِلَابِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، ثُمَّ نُسِخَ ذَلِكَ بِالْجِهَادِ .
وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16572عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : نَزَلَتْ سُورَةُ " النَّحْلِ " كُلُّهَا
بِمَكَّةَ ، وَهِيَ مَكِّيَّةٌ إِلَّا ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِهَا نَزَلَتْ
بِالْمَدِينَةِ بَعْدَ أُحُدٍ ، حَيْثُ قُتِلَ
حَمْزَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَمُثِّلَ بِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=824553 " لَئِنْ ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ لَنُمَثِّلَنَّ بِثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْهُمْ " فَلَمَّا سَمِعَ الْمُسْلِمُونَ ذَلِكَ قَالُوا : وَاللَّهِ لَئِنْ ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ لَنُمَثِّلَنَّ بِهِمْ مُثْلَةً لَمْ يُمَثِّلْهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ بِأَحَدٍ قَطُّ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) إِلَى آخَرِ السُّورَةِ .
وَهَذَا مُرْسَلٌ ، وَفِيهِ [ رَجُلٌ ] مُبْهَمٌ لَمْ يُسَمَّ ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُتَّصِلٍ ، فَقَالَ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13863أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّارُ :
حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
صَالِحُ الْمُرِّيُّ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=825598وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حِينَ اسْتُشْهِدَ ، فَنَظَرَ إِلَى مَنْظَرٍ لَمْ يَنْظُرْ أَوْجَعَ لِلْقَلْبِ مِنْهُ - أَوْ قَالَ : لِقَلْبِهِ [ مِنْهُ ] - فَنَظَرَ إِلَيْهِ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ فَقَالَ : " رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ، إِنْ كُنْتَ - لَمَا عَلِمْتُ - لَوَصُولًا لِلرَّحِمِ ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ ، وَاللَّهِ لَوْلَا حُزْنُ مَنْ بَعْدَكَ عَلَيْكَ ، لَسَرَّنِي أَنْ أَتْرُكَكَ حَتَّى يَحْشُرَكَ اللَّهُ مِنْ بُطُونِ السِّبَاعِ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - أَمَا وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ كَمُثْلَتِكَ . فَنَزَلَ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِهَذِهِ السُّورَةِ وَقَرَأَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) إِلَى آخَرِ الْآيَةِ ، فَكَفَّرَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي : عَنْ يَمِينِهِ - وَأَمْسَكَ عَنْ ذَلِكَ .
وَهَذَا إِسْنَادٌ فِيهِ ضَعْفٌ ; لِأَنَّ
صَالِحًا - هُوَ
ابْنُ بَشِيرٍ الْمُرِّيُّ - ضَعِيفٌ عِنْدَ الْأَئِمَّةِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ : هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ .
وَقَالَ
الشَّعْبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13036وَابْنُ جُرَيْجٍ : نَزَلَتْ فِي قَوْلِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ فِيمَنْ مُثِّلَ بِهِمْ : لَنُمَثِّلَنَّ بِهِمْ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ ذَلِكَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16408عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ فِي مُسْنَدِ أَبِيهِ : حَدَّثَنَا
هَدِيَّةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنِ
الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=823827لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ قُتِلَ مِنَ الْأَنْصَارِ سِتُّونَ رَجُلًا وَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ سِتَّةٌ ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : لَئِنْ كَانَ لَنَا يَوْمٌ مِثْلُ هَذَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ قَالَ رَجُلٌ : لَا [ ص: 615 ] تُعْرَفُ قُرَيْشٌ بَعْدَ الْيَوْمِ . فَنَادَى مُنَادٍ : إِنْ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - آمَنَ الْأَسْوَدَ وَالْأَبْيَضَ إِلَّا فُلَانًا وَفُلَانًا - نَاسًا سَمَّاهُمْ - فأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " نَصْبِرُ وَلَا نُعَاقِبُ " .
وَهَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ لَهَا أَمْثَالٌ فِي الْقُرْآنِ ، فَإِنَّهَا مُشْتَمِلَةٌ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ الْعَدْلِ وَالنَّدْبِ إِلَى الْفَضْلِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا ) ثُمَّ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=40فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ) [ الشُّورَى : 40 ] . وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ) ثُمَّ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=45فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ ) [ الْمَائِدَةِ : 45 ] وَقَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ) ثُمَّ قَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=126وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ )
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ) تَأْكِيدٌ لِلْأَمْرِ بِالصَّبْرِ ، وَإِخْبَارٌ بِأَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يُنَالُ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ وَإِعَانَتِهِ ، وَحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ .
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ) أَيْ : عَلَى مَنْ خَالَفَكَ ، لَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ; فَإِنَّ اللَّهَ قَدَّرَ ذَلِكَ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ ) أَيْ : غَمٍّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=127مِمَّا يَمْكُرُونَ ) أَيْ : مِمَّا يُجْهِدُونَ [ أَنْفُسَهُمْ ] فِي عَدَاوَتِكَ وَإِيصَالِ الشَّرِّ إِلَيْكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ كَافِيكَ وَنَاصِرُكَ ، وَمُؤَيِّدُكَ ، وَمُظْهِرُكَ وَمُظْفِرُكَ بِهِمْ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) أَيْ : مَعَهُمْ بِتَأْيِيدِهِ وَنَصْرِهِ وَمَعُونَتِهِ وَهَذِهِ مَعِيَّةٌ خَاصَّةٌ ، كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=12إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ) [ الْأَنْفَالِ : 12 ] وَقَوْلِهِ
لِمُوسَى وَهَارُونَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=46لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ) [ طه : 46 ] وَقَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِلصِّدِّيقِ وَهُمَا فِي الْغَارِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=40لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) [ التَّوْبَةِ : 40 ] وَأَمَّا الْمَعِيَّةُ الْعَامَّةُ فَبِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْعِلْمِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=4وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [ الْحَدِيدِ : 4 ] وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=58&ayano=7أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ) [ الْمُجَادَلَةِ : 7 ] وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=61وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا [ إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ] ) [ يُونُسَ : 61 ] .
وَمَعْنَى : ( الَّذِينَ اتَّقَوْا ) أَيْ : تَرَكُوا الْمُحَرَّمَاتِ ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=128وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) أَيْ : فَعَلُوا الطَّاعَاتِ ، فَهَؤُلَاءِ اللَّهُ يَحْفَظُهُمْ وَيَكْلَؤُهُمْ ، وَيَنْصُرُهُمْ وَيُؤَيِّدُهُمْ ، وَيُظْفِرُهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ وَمُخَالِفِيهِمْ .
وَقَالَ
ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15573مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
[ ص: 616 ] مِسْعَرٌ ، عَنِ
ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=7768مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ : كَانَ
عُثْمَانُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ، وَالَّذِينَ اتَّقَوْا ، وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ .
[ آخِرُ تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّحْلِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ أَجْمَعُهُ وَالْمِنَّةُ ، وَبِهِ الْمُسْتَعَانُ وَهُوَ حَسَبُنَا وَنَعِمَ الْوَكِيلُ ]