قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " يا أيها الذين آمنوا " : صدقوا الله ورسوله " خذوا حذركم " خذوا جنتكم وأسلحتكم التي تتقون بها من عدوكم لغزوهم وحربهم " فانفروا إليهم ثبات " .
وهي جمع " ثبة " ، " والثبة " : العصبة .
ومعنى الكلام : فانفروا إلى عدوكم جماعة بعد جماعة متسلحين .
ومن " الثبة " قول زهير :
وقد أغدوا على ثبة كرام نشاوى واجدين لما نشاء
[ ص: 537 ]وقد تجمع " الثبة " على " ثبين " . .
" أو انفروا جميعا " يقول : أو انفروا جميعا مع نبيكم - صلى الله عليه وسلم - لقتالهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
9929 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : خذوا حذركم فانفروا ثبات : يقول : عصبا ، يعني سرايا متفرقين " أو انفروا جميعا " يعني : كلكم .
9930 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " فانفروا ثبات " قال : فرقا قليلا قليلا .
9931 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " فانفروا ثبات " قال : الثبات : الفرق .
9932 - حدثنا الحسين بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة مثله .
9933 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن : " فانفروا ثبات " فهي العصبة ، وهي الثبة ، " أو انفروا جميعا " مع النبي - صلى الله عليه وسلم - . السدي
9934 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : " فانفروا ثبات " يعني : عصبا متفرقين .