[ ص: 447 ] القول في تأويل قوله ( وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها )
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وإن تعدل النفس التي أبسلت بما كسبت ، يعني : " وإن تعدل كل عدل " يعني : كل فداء .
يقال منه : " عدل يعدل " إذا فدى ، " عدلا " ومنه قول الله - تعالى ذكره - : أو عدل ذلك صياما [ سورة المائدة : 95 ] ، وهو ما عادله من غير نوعه .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13416 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : " وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها " قال : لو جاءت بملء الأرض ذهبا لم يقبل منها .
13417 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن في قوله : " السدي وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها " فما يعدلها لو جاءت بملء الأرض ذهبا لتفتدي به ما قبل منها .
13418 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : " وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها " قال : " وإن تعدل " وإن تفتد ، يكون له الدنيا وما فيها يفتدي بها " لا يؤخذ منه " عدلا عن نفسه ، لا يقبل منه .
وقد تأول ذلك بعض أهل العلم بالعربية بمعنى : وإن تقسط كل قسط لا يقبل منها . وقال : إنها التوبة في الحياة . [ ص: 448 ]
وليس لما قال من ذلك معنى ، وذلك أن كل تائب في الدنيا فإن الله - تعالى ذكره - يقبل توبته .