الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      1923 حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال سئل أسامة بن زيد وأنا جالس كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص قال هشام النص فوق العنق

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( سئل أسامة بن زيد ) : خص بالسؤال ؛ لأنه كان رديفه - عليه الصلاة والسلام - من عرفة إلى المزدلفة ( حين دفع ) : أي انصرف من عرفة إلى المزدلفة . قيل : إنما يستعمل الدفع في الإفاضة ؛ لأن الناس في مسيرهم ذلك يدفع بعضهم بعضا . وقيل : حقيقة دفع : أي دفع نفسه عن عرفة ونحاها ( قال ) : أي أسامة ( كان يسير العنق ) : بفتحتين أي السير السريع ، وقيل : ما بين الإبطاء والإسراع فوق المشي ، وانتصابه على المصدرية كقولهم رجع القهقرى ، أو الوصفية ، أي يسير السير العنق ( فإذا وجد فجوة ) : بفتح أي سعة ومكانا خاليا عن المارة ، والفجوة الفرجة بين الشيئين ( نص ) : بتشديد الصاد المهملة أي سار سيرا أسرع وحرك الناقة يستخرج أقصى سيرها . قيل : أصل النص الاستقصاء والبلوغ إلى الغاية أي ساق دابته سوقا شديدا حتى استخرج أقصى ما عندها . قال الطيبي : العنق المشي والنص فوق العنق ، ولعل النكتة المبادرة والمسارعة إلى العبادة المستقبلة والطاعة .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه .




                                                                      الخدمات العلمية