الذي جعل مع الله إلها آخر فألقياه في العذاب الشديد
يجوز أن يكون اسم الموصول بدلا من " كفار عنيد " فإن المعرفة تبدل من النكرة كقوله تعالى : وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله ، على أن الموصول هنا تعريفه لفظي مجرد لأن معنى الصلة غير مخصوص بمعين ، وأن قوله : " فألقياه " تفريع على ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ومصب التفريع المتعلق وهو في العذاب الشديد ، أي في أشد عذاب جهنم تفريعا على الأمر بإلقائه في جهنم تفريع بيان ، وإعادة فعل " ألقيا " للتأكيد مع تفريع متعلق الفعل المؤكد . وهذا من بديع النظم ، ونظيره قوله تعالى : كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر [ ص: 313 ] ففرع على قوله : " كذبت " إلخ قوله فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر . ومنه قوله تعالى : لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ، فالمقصود بالتفريع هو قوله : بمفازة من العذاب وإعادة " تحسبنهم " تفيد التأكيد ، وعليه فالذي جعل مع الله إلها آخر : الكفار المضاف إليه " كل " فهو صادق على جماعة الكفارين فضمير النصب في " ألقيناه " بمنزلة ضمير جمع ، أي فألقياهم .
ويجوز أن يكون اسم الموصول مبتدأ على استئناف الكلام ويضمن الموصول معنى الشرط فيكون في وجود الفاء في خبره لأجل ما فيه من معنى الشرط وهذا كثير . والمقصود منه هنا تأكيد العموم الذي في قوله : كل كفار عنيد .