(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ) .
لما طلبوا الرسول بالآيات المقترحة وأخبر الله بالمصلحة في عدم المجيء بها طعن الكفار فيه ، وقالوا : لو كان رسولا حقا لأتى بالآيات المقترحة ، فبين الله أنه ينصره ويؤيده وأنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أحاط بالناس ) . فقيل : بعلمه فلا يخرج شيء عن علمه ، وقيل : بقدرته فقدرته غالبة كل شيء ، وقيل : الإحاطة هنا : الإهلاك كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وأحيط بثمره ) والظاهر : أن الناس عام . وقيل : أهل
مكة ، بشره الله تعالى أنه يغلبهم ويظهر عليهم ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أحاط ) بمعنى يحيط ، عبر عن المستقبل بالماضي ; لأنه واقع لا محالة ، والوقت الذي وقعت فيه الإحاطة بهم ، قيل : يوم
بدر . وقال
العسكري : هذا خبر غيب قدمه قبل وقته ، ويجوز أن يكون ذلك في أمر الخندق ومجيء الأحزاب يطلبون ثأرهم ببدر فصرفهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا . وقيل : يوم
بدر ويوم الفتح . وقيل : الأشبه أنه يوم الفتح ; فإنه اليوم الذي أحاط أمر الله بإهلاك أهل
مكة فيه وأمكن منهم . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أحاط بالناس ) في منعك يا
محمد وحياطتك وحفظك ، فالآية إخبار له أنه محفوظ من الكفرة آمن أن يقتل وينال بمكروه عظيم ، أي : فلتبلغ رسالة ربك ولا تتهيب أحدا من المخلوقين . قال
ابن عطية : وهذا تأويل بين جار مع اللفظ . وقد روي نحوه عن
الحسن والسدي إلا أنه لا يناسب ما بعده مناسبة شديدة ، ويحتمل أن يجعل الكلام مناسبا لما بعده توطئة له .
فأقول : اختلف الناس في الرؤيا . فقال الجمهور : هي رؤيا عين ويقظة ، وهي ما رأى في ليلة الإسراء من العجائب قال الكفار : إن هذا لعجب نخب إلى
بيت المقدس شهرين إقبالا وإدبارا ، ويقول محمد جاءه من ليلته وانصرف منه ، فافتتن بهذا التلبيس قوم من ضعفاء المسلمين فارتدوا وشق ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية ، فعلى هذا يحسن أن يكون معنى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس ) أي : في إضلالهم وهدايتهم ، وأن كل واحد ميسر لما خلق له أي : فلا تهتم أنت بكفر من كفر ، ولا تحزن عليهم فقد قيل لك : إن الله محيط بهم مالك لأمرهم ، وهو جعل رؤياك هذه فتنة ; ليكفر من سبق عليه الكفر ، وسميت الرؤية في هذا التأويل رؤيا إذ هما مصدران من رأى . وقال
النقاش : جاء ذلك من اعتقاد من اعتقد أنها منامية وإن كانت الحقيقة غير ذلك . انتهى . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس والحسن ومجاهد وغيرهم : هو قصة الإسراء والمعراج عيانا آمن به الموفقون وكفر به المخذولون ، وسماه رؤيا لوقوعه في الليل وسرعة تقضيه ، كأنه منام . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا هو رؤياه أنه يدخل
مكة فعجل في سنته الحديبية ورد فافتتن الناس ، وهذا مناسب لصدر الآية فإن الإحاطة
بمكة أكثر ما كانت . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد : هي رؤياه
بني أمية ينزون على
[ ص: 55 ] منبره نزو القردة فاهتم لذلك وما استجمع ضاحكا من يومئذ حتى مات ، فنزلت الآية مخبرة أن ذلك من ملكهم ، وصعودهم المنابر إنما يجعلها الله فتنة للناس . ويجيء قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أحاط بالناس ) أي : بأقداره وإن كان ما قدره الله فلا تهتم بما يكون بعدك من ذلك .
وقال
الحسن بن علي في خطبته في شأن بيعته
لمعاوية : وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين . وقالت
عائشة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60الرؤيا ) رؤيا منام . قال
ابن عطية : وهذه الآية تقضي بفساده ، وذلك أن رؤيا المنام لا فتنة فيها ، وما كان أحد لينكرها . انتهى . وليس كما قال
ابن عطية : فإن رؤيا الأنبياء حق ويخبر النبي بوقوع ذلك لا محالة فيصير إخباره بذلك فتنة لمن يريد الله به ذلك . وقال صاحب التحرير : سألت
أبا العباس القرطبي عن هذه الآية فقال : ذهب المفسرون فيها إلى أمر غير ملائم في سياق أول الآية ، والصحيح أنها رؤية عين يقظة ، لما آتاه
بدرا أراه
جبريل - عليه السلام - مصارع القوم فأراها الناس ، وكانت فتنة
لقريش ، فإنهم لما سمعوا أخذوا في الهزء والسخرية بالرسول صلى الله عليه وسلم . (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60والشجرة الملعونة ) هنا هي
أبو جهل . انتهى .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ولعل الله تعالى أراه مصارعهم في منامه فقد كان يقول حين ورد ماء بدر : "
والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم " وهو يومئ إلى الأرض ، ويقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374642هذا مصرع فلان هذا مصرع فلان " . فتسامعت
قريش بما أوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أمر بدر وما أري في منامه من مصارعهم ، فكانوا يضحكون ويستسخرون به استهزاء . وقيل : رأى في المنام أن ولد
الحكم يتداولون منبره كما يتداول الصبيان الكرة . انتهى . والظاهر أنه أريد بالشجرة حقيقتها . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هي الكشوث المذكورة في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=26كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) وعنه أيضا : هي الشجرة التي تلتوي على الشجرة فتفسدها . قال : والفتنة قولهم ما بال الحشائش تذكر في القرآن . وقال الجمهور : هي شجرة الزقوم لما نزل أمرها في الصافات وغيرها قال
أبو جهل وغيره : هذا
محمد يتوعدكم بنار تحرق الحجارة ثم يزعم أنها تنبت الشجر ، والنار تأكل الشجر ، وما نعرف الزقوم إلا التمر بالزبد ، ثم أمر
أبو جهل جارية له فأحضرت تمرا وزبدا ، وقال لأصحابه : " تزقموا " فافتتن أيضا بهذه المقالة بعض الضعفاء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وما أنكروا أن يجعل الله ( الشجرة ) من جنس لا تأكله النار ، فهذا وبر السمندل ، وهو دويبة ببلاد الترك يتخذ منها مناديل إذا اتسخت طرحت في النار فيذهب الوسخ ، وبقي المنديل سالما لا تعمل فيه النار ، وترى النعامة تبتلع الجمر وقطع الحديد الحمر كالجمر بإحماء النار فلا يضرها ، ثم أقرب من ذلك أنه خلق في كل شجرة نارا فلا تحرقها فما أنكروا أن يخلق في النار شجرة لا تحرقها ، والمعنى : أن الآيات إنما نرسل بها تخويفا للعباد ، وهؤلاء قد خوفوا بعذاب الدنيا وهو القتل يوم بدر فما كان ما أريناك منه في منامك بعد الوحي إليك إلا فتنة لهم حيث اتخذوه سخريا ، وخوفوا بعذاب الآخرة وبشجرة الزقوم فما أثر فيهم ، ثم قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60ونخوفهم ) أي : بمخاوف الدنيا والآخرة (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60فما يزيدهم ) التخويف (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60إلا طغيانا كبيرا ) فكيف يخاف قوم هذه حالهم بإرسال ما يقترحون من الآيات . انتهى . وقوله بعد الوحي إليك هو قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سيهزم الجمع ويولون الدبر ) وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=12قل للذين كفروا ستغلبون ) والظاهر إسناد اللعنة إلى ( الشجرة ) واللعن : الإبعاد من الرحمة ، وهي في أصل الجحيم في أبعد مكان من الرحمة . وقيل : تقول العرب لكل طعام مكروه ضار : ملعون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وسألت بعضهم ، فقال : نعم الطعام الملعون القشب الممحون . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60الملعونة ) يريد آكلها ، ونمقه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، فقال : لعنت حيث لعن طاعموها من الكفرة والظلمة ; لأن الشجرة لا ذنب لها حتى تلعن على الحقيقة ، وإنما وصفت بلعن أصحابها على المجاز . انتهى .
وقيل لما شبه طلعها برءوس الشياطين ، والشيطان
[ ص: 56 ] ملعون نسبت اللعنة إليها . وقال قوم ( الشجرة ) هنا مجاز عن واحد وهو
أبو جهل ، وقيل : هو الشيطان ، وقيل : مجاز عن جماعة وهم اليهود الذين تظاهروا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولعنهم الله تعالى وفتنتهم أنهم كانوا ينتظرون بعثة الرسول عليه السلام ، فلما بعثه الله كفروا به وقالوا : ليس هو الذي كنا ننتظره فثبطوا كثيرا من الناس بمقالتهم عن الإسلام . وقيل :
بنو أمية حتى إن من المفسرين من لا يعبر عنهم إلا بالشجرة الملعونة لما صدر منهم من استباحة الدماء المعصومة ، وأخذ الأموال من غير حلها وتغيير قواعد الدين وتبديل الأحكام ، ولعنها في القرآن (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18ألا لعنة الله على الظالمين ) إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة .
وقرأ الجمهور : ( الشجرة الملعونة ) عطفا على (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60الرؤيا ) فهي مندرجة في الحصر ، أي وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي برفع (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60والشجرة الملعونة ) على الابتداء ، والخبر محذوف تقديره كذلك أي : فتنة ، والضمير في (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60ونخوفهم ) لكفار
مكة . وقيل : لملوك
بني أمية بعد الخلافة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم : "
الخلافة بعدي ثلاثون ثم تكون ملكا عضوضا " والأول أصوب . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش : ويخوفهم بياء الغيبة والجمهور بنون العظمة .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ) .
لَمَّا طَلَبُوا الرَّسُولَ بِالْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ وَأَخْبَرَ اللَّهُ بِالْمَصْلَحَةِ فِي عَدَمِ الْمَجِيءِ بِهَا طَعَنَ الْكُفَّارُ فِيهِ ، وَقَالُوا : لَوْ كَانَ رَسُولًا حَقًّا لَأَتَى بِالْآيَاتِ الْمُقْتَرَحَةِ ، فَبَيَّنَ اللَّهُ أَنَّهُ يَنْصُرُهُ وَيُؤَيِّدُهُ وَأَنَّهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أَحَاطَ بِالنَّاسِ ) . فَقِيلَ : بِعِلْمِهِ فَلَا يَخْرُجُ شَيْءٌ عَنْ عِلْمِهِ ، وَقِيلَ : بِقُدْرَتِهِ فَقُدْرَتُهُ غَالِبَةٌ كُلَّ شَيْءٍ ، وَقِيلَ : الْإِحَاطَةُ هُنَا : الْإِهْلَاكُ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=42وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ) وَالظَّاهِرُ : أَنَّ النَّاسَ عَامٌّ . وَقِيلَ : أَهْلُ
مَكَّةَ ، بَشَّرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ يَغْلِبُهُمْ وَيَظْهَرُ عَلَيْهِمْ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أَحَاطَ ) بِمَعْنَى يُحِيطُ ، عَبَّرَ عَنِ الْمُسْتَقْبَلِ بِالْمَاضِي ; لِأَنَّهُ وَاقِعٌ لَا مَحَالَةَ ، وَالْوَقْتُ الَّذِي وَقَعَتْ فِيهِ الْإِحَاطَةُ بِهِمْ ، قِيلَ : يَوْمُ
بَدْرٍ . وَقَالَ
الْعَسْكَرِيُّ : هَذَا خَبَرُ غَيْبٍ قَدَّمَهُ قَبْلَ وَقْتِهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي أَمْرِ الْخَنْدَقِ وَمَجِيءِ الْأَحْزَابِ يَطْلُبُونَ ثَأْرَهُمْ بِبَدْرٍ فَصَرَفَهُمُ اللَّهُ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا . وَقِيلَ : يَوْمُ
بَدْرٍ وَيَوْمُ الْفَتْحِ . وَقِيلَ : الْأَشْبَهُ أَنَّهُ يَوْمُ الْفَتْحِ ; فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي أَحَاطَ أَمْرُ اللَّهِ بِإِهْلَاكِ أَهْلِ
مَكَّةَ فِيهِ وَأَمْكَنَ مِنْهُمْ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أَحَاطَ بِالنَّاسِ ) فِي مَنْعِكَ يَا
مُحَمَّدُ وَحِيَاطَتِكَ وَحِفْظِكَ ، فَالْآيَةُ إِخْبَارٌ لَهُ أَنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنَ الْكَفَرَةِ آمِنٌ أَنْ يُقْتَلَ وَيُنَالَ بِمَكْرُوهٍ عَظِيمٍ ، أَيْ : فَلْتُبَلِّغْ رِسَالَةَ رَبِّكَ وَلَا تَتَهَيَّبْ أَحَدًا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهَذَا تَأْوِيلٌ بَيِّنٌ جَارٍ مَعَ اللَّفْظِ . وَقَدْ رُوِيَ نَحْوُهُ عَنِ
الْحَسَنِ وَالسُّدِّيِّ إِلَّا أَنَّهُ لَا يُنَاسِبُ مَا بَعْدَهُ مُنَاسَبَةً شَدِيدَةً ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُجْعَلَ الْكَلَامُ مُنَاسِبًا لِمَا بَعْدَهُ تَوْطِئَةً لَهُ .
فَأَقُولُ : اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الرُّؤْيَا . فَقَالَ الْجُمْهُورُ : هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ وَيَقَظَةٍ ، وَهِيَ مَا رَأَى فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ مِنَ الْعَجَائِبِ قَالَ الْكُفَّارُ : إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ نَخُبُّ إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ شَهْرَيْنِ إِقْبَالًا وَإِدْبَارًا ، وَيَقُولُ مُحَمَّدٌ جَاءَهُ مِنْ لَيْلَتِهِ وَانْصَرَفَ مِنْهُ ، فَافْتَتَنَ بِهَذَا التَّلْبِيسِ قَوْمٌ مِنْ ضُعَفَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَارْتَدُّوا وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ، فَعَلَى هَذَا يَحْسُنُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ) أَيْ : فِي إِضْلَالِهِمْ وَهِدَايَتِهِمْ ، وَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ أَيْ : فَلَا تَهْتَمَّ أَنْتَ بِكُفْرِ مَنْ كَفَرَ ، وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ فَقَدْ قِيلَ لَكَ : إِنَّ اللَّهَ مُحِيطٌ بِهِمْ مَالِكٌ لِأَمْرِهِمْ ، وَهُوَ جَعَلَ رُؤْيَاكَ هَذِهِ فِتْنَةً ; لِيَكْفُرَ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْكُفْرُ ، وَسُمِّيَتِ الرُّؤْيَةُ فِي هَذَا التَّأْوِيلِ رُؤْيَا إِذْ هُمَا مَصْدَرَانِ مِنْ رَأَى . وَقَالَ
النَّقَّاشُ : جَاءَ ذَلِكَ مِنِ اعْتِقَادِ مَنِ اعْتَقَدَ أَنَّهَا مَنَامِيَّةٌ وَإِنْ كَانَتِ الْحَقِيقَةُ غَيْرَ ذَلِكَ . انْتَهَى . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ وَالْحَسَنِ وَمُجَاهِدٍ وَغَيْرِهِمْ : هُوَ قِصَّةُ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ عِيَانًا آمَنَ بِهِ الْمُوَفَّقُونَ وَكَفَرَ بِهِ الْمَخْذُولُونَ ، وَسَمَّاهُ رُؤْيَا لِوُقُوعِهِ فِي اللَّيْلِ وَسُرْعَةِ تَقَضِّيهِ ، كَأَنَّهُ مَنَامٌ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا هُوَ رُؤْيَاهُ أَنَّهُ يَدْخُلُ
مَكَّةَ فَعَجَّلَ فِي سَنَتِهِ الْحُدَيْبِيَةَ وَرُدَّ فَافْتَتَنَ النَّاسُ ، وَهَذَا مُنَاسِبٌ لِصَدْرِ الْآيَةِ فَإِنَّ الْإِحَاطَةَ
بِمَكَّةَ أَكْثَرُ مَا كَانَتْ . وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ : هِيَ رُؤْيَاهُ
بَنِي أُمَيَّةَ يَنْزُونَ عَلَى
[ ص: 55 ] مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ فَاهْتَمَّ لِذَلِكَ وَمَا اسْتَجْمَعَ ضَاحِكًا مِنْ يَوْمِئِذٍ حَتَّى مَاتَ ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ مُخْبِرَةً أَنَّ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِهِمْ ، وَصُعُودِهِمُ الْمَنَابِرَ إِنَّمَا يَجْعَلُهَا اللَّهُ فِتْنَةً لِلنَّاسِ . وَيَجِيءُ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60أَحَاطَ بِالنَّاسِ ) أَيْ : بِأَقْدَارِهِ وَإِنْ كَانَ مَا قَدَّرَهُ اللَّهُ فَلَا تَهْتَمَّ بِمَا يَكُونُ بَعْدَكَ مِنْ ذَلِكَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فِي خُطْبَتِهِ فِي شَأْنِ بَيْعَتِهِ
لِمُعَاوِيَةَ : وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ . وَقَالَتْ
عَائِشَةُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60الرُّؤْيَا ) رُؤْيَا مَنَامٍ . قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : وَهَذِهِ الْآيَةُ تَقْضِي بِفَسَادِهِ ، وَذَلِكَ أَنَّ رُؤْيَا الْمَنَامِ لَا فِتْنَةَ فِيهَا ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ لِيُنْكِرَهَا . انْتَهَى . وَلَيْسَ كَمَا قَالَ
ابْنُ عَطِيَّةَ : فَإِنَّ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ حَقٌّ وَيُخْبِرُ النَّبِيُّ بِوُقُوعِ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ فَيَصِيرُ إِخْبَارُهُ بِذَلِكَ فِتْنَةً لِمَنْ يُرِيدُ اللَّهُ بِهِ ذَلِكَ . وَقَالَ صَاحِبُ التَّحْرِيرِ : سَأَلْتُ
أَبَا الْعَبَّاسِ الْقُرْطُبِيَّ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ فَقَالَ : ذَهَبَ الْمُفَسِّرُونَ فِيهَا إِلَى أَمْرٍ غَيْرِ مُلَائِمٍ فِي سِيَاقِ أَوَّلِ الْآيَةِ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهَا رُؤْيَةُ عَيْنٍ يَقَظَةً ، لَمَّا آتَاهُ
بَدْرًا أَرَاهُ
جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَصَارِعَ الْقَوْمِ فَأَرَاهَا النَّاسَ ، وَكَانَتْ فِتْنَةً
لِقُرَيْشٍ ، فَإِنَّهُمْ لَمَّا سَمِعُوا أَخَذُوا فِي الْهُزْءِ وَالسُّخْرِيَةِ بِالرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ ) هُنَا هِيَ
أَبُو جَهْلٍ . انْتَهَى .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَلَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرَاهُ مَصَارِعَهُمْ فِي مَنَامِهِ فَقَدْ كَانَ يَقُولُ حِينَ وَرَدَ مَاءَ بَدْرٍ : "
وَاللَّهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ " وَهُوَ يُومِئُ إِلَى الْأَرْضِ ، وَيَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10374642هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ هَذَا مَصْرَعُ فُلَانٍ " . فَتَسَامَعَتْ
قُرَيْشٌ بِمَا أُوحِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَمْرِ بَدْرٍ وَمَا أُرِيَ فِي مَنَامِهِ مِنْ مَصَارِعِهِمْ ، فَكَانُوا يَضْحَكُونَ وَيَسْتَسْخِرُونَ بِهِ اسْتِهْزَاءً . وَقِيلَ : رَأَى فِي الْمَنَامِ أَنَّ وَلَدَ
الْحَكَمِ يَتَدَاوَلُونَ مِنْبَرَهُ كَمَا يَتَدَاوَلُ الصِّبْيَانُ الْكُرَةَ . انْتَهَى . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أُرِيدَ بِالشَّجَرَةِ حَقِيقَتُهَا . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ الْكَشُوثُ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=26كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ ) وَعَنْهُ أَيْضًا : هِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي تَلْتَوِي عَلَى الشَّجَرَةِ فَتُفْسِدُهَا . قَالَ : وَالْفِتْنَةُ قَوْلُهُمْ مَا بَالُ الْحَشَائِشِ تُذْكَرُ فِي الْقُرْآنِ . وَقَالَ الْجُمْهُورُ : هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ لَمَّا نَزَلَ أَمْرُهَا فِي الصَّافَّاتِ وَغَيْرِهَا قَالَ
أَبُو جَهْلٍ وَغَيْرُهُ : هَذَا
مُحَمَّدٌ يَتَوَعَّدُكُمْ بِنَارٍ تُحْرِقُ الْحِجَارَةَ ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّهَا تُنْبِتُ الشَّجَرَ ، وَالنَّارُ تَأْكُلُ الشَّجَرَ ، وَمَا نَعْرِفُ الزَّقُّومَ إِلَّا التَّمْرَ بِالزُّبْدِ ، ثُمَّ أَمَرَ
أَبُو جَهْلٍ جَارِيَةً لَهُ فَأَحْضَرَتْ تَمْرًا وَزُبْدًا ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : " تَزَقَّمُوا " فَافْتَتَنَ أَيْضًا بِهَذِهِ الْمَقَالَةِ بَعْضُ الضُّعَفَاءِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَمَا أَنْكَرُوا أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ ( الشَّجَرَةَ ) مِنْ جِنْسٍ لَا تَأْكُلُهُ النَّارُ ، فَهَذَا وَبَرُ السَّمَنْدَلِ ، وَهُوَ دُوَيْبَةٌ بِبِلَادِ التُّرْكِ يُتَّخَذُ مِنْهَا مَنَادِيلُ إِذَا اتَّسَخَتْ طُرِحَتْ فِي النَّارِ فَيَذْهَبُ الْوَسَخُ ، وَبَقِيَ الْمِنْدِيلُ سَالِمًا لَا تَعْمَلُ فِيهِ النَّارُ ، وَتَرَى النَّعَامَةَ تَبْتَلِعُ الْجَمْرَ وَقِطَعَ الْحَدِيدِ الْحُمْرِ كَالْجَمْرِ بِإِحْمَاءِ النَّارِ فَلَا يَضُرُّهَا ، ثُمَّ أَقْرَبُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ خَلَقَ فِي كُلِّ شَجَرَةٍ نَارًا فَلَا تُحْرِقُهَا فَمَا أَنْكَرُوا أَنْ يَخْلُقَ فِي النَّارِ شَجَرَةً لَا تُحْرِقُهَا ، وَالْمَعْنَى : أَنَّ الْآيَاتِ إِنَّمَا نُرْسِلُ بِهَا تَخْوِيفًا لِلْعِبَادِ ، وَهَؤُلَاءِ قَدْ خُوِّفُوا بِعَذَابِ الدُّنْيَا وَهُوَ الْقَتْلُ يَوْمَ بَدْرٍ فَمَا كَانَ مَا أَرَيْنَاكَ مِنْهُ فِي مَنَامِكَ بَعْدَ الْوَحْيِ إِلَيْكَ إِلَّا فِتْنَةً لَهُمْ حَيْثُ اتَّخَذُوهُ سُخْرِيًّا ، وَخُوِّفُوا بِعَذَابِ الْآخِرَةِ وَبِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ فَمَا أَثَّرَ فِيهِمْ ، ثُمَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَنُخَوِّفُهُمْ ) أَيْ : بِمَخَاوِفَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60فَمَا يَزِيدُهُمْ ) التَّخْوِيفُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا ) فَكَيْفَ يَخَافُ قَوْمٌ هَذِهِ حَالُهُمْ بِإِرْسَالِ مَا يَقْتَرِحُونَ مِنَ الْآيَاتِ . انْتَهَى . وَقَوْلُهُ بَعْدَ الْوَحْيِ إِلَيْكَ هُوَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=45سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ) وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=12قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ ) وَالظَّاهِرُ إِسْنَادُ اللَّعْنَةِ إِلَى ( الشَّجَرَةَ ) وَاللَّعْنُ : الْإِبْعَادُ مِنَ الرَّحْمَةِ ، وَهِيَ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ فِي أَبْعَدِ مَكَانٍ مِنَ الرَّحْمَةِ . وَقِيلَ : تَقُولُ الْعَرَبُ لِكُلِّ طَعَامٍ مَكْرُوهٍ ضَارٍّ : مَلْعُونٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ : وَسَأَلْتُ بَعْضَهُمْ ، فَقَالَ : نَعَمِ الطَّعَامُ الْمَلْعُونُ الْقِشْبُ الْمَمْحُونُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60الْمَلْعُونَةَ ) يُرِيدُ آكِلَهَا ، وَنَمَّقَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ ، فَقَالَ : لُعِنَتْ حَيْثُ لُعِنَ طَاعِمُوهَا مِنَ الْكَفَرَةِ وَالظَّلَمَةِ ; لِأَنَّ الشَّجَرَةَ لَا ذَنْبَ لَهَا حَتَّى تُلْعَنَ عَلَى الْحَقِيقَةِ ، وَإِنَّمَا وُصِفَتْ بِلَعْنِ أَصْحَابِهَا عَلَى الْمَجَازِ . انْتَهَى .
وَقِيلَ لَمَّا شَبَّهَ طَلْعَهَا بِرُءُوسِ الشَّيَاطِينِ ، وَالشَّيْطَانُ
[ ص: 56 ] مَلْعُونٌ نُسِبَتِ اللَّعْنَةُ إِلَيْهَا . وَقَالَ قَوْمٌ ( الشَّجَرَةَ ) هُنَا مَجَازٌ عَنْ وَاحِدٍ وَهُوَ
أَبُو جَهْلٍ ، وَقِيلَ : هُوَ الشَّيْطَانُ ، وَقِيلَ : مَجَازٌ عَنْ جَمَاعَةٍ وَهُمُ الْيَهُودُ الَّذِينَ تَظَاهَرُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَفِتْنَتُهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَنْتَظِرُونَ بَعْثَةَ الرَّسُولِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَلَمَّا بَعَثَهُ اللَّهُ كَفَرُوا بِهِ وَقَالُوا : لَيْسَ هُوَ الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُهُ فَثَبَّطُوا كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِمَقَالَتِهِمْ عَنِ الْإِسْلَامِ . وَقِيلَ :
بَنُو أُمَيَّةَ حَتَّى إِنَّ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ مَنْ لَا يُعَبِّرُ عَنْهُمْ إِلَّا بِالشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ لِمَا صَدَرَ مِنْهُمْ مَنِ اسْتِبَاحَةِ الدِّمَاءِ الْمَعْصُومَةِ ، وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا وَتَغْيِيرِ قَوَاعِدِ الدِّينِ وَتَبْدِيلِ الْأَحْكَامِ ، وَلَعْنُهَا فِي الْقُرْآنِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=18أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ .
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : ( الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ ) عَطْفًا عَلَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60الرُّؤْيَا ) فَهِيَ مُنْدَرِجَةٌ فِي الْحَصْرِ ، أَيْ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِرَفْعِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَالشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ ) عَلَى الِابْتِدَاءِ ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ كَذَلِكَ أَيْ : فِتْنَةٌ ، وَالضَّمِيرُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=60وَنُخَوِّفُهُمْ ) لِكُفَّارِ
مَكَّةَ . وَقِيلَ : لِمُلُوكِ
بَنِي أُمَيَّةَ بَعْدَ الْخِلَافَةِ الَّتِي قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَضُوضًا " وَالْأَوَّلُ أَصْوَبُ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ : وَيُخَوِّفُهُمْ بِيَاءِ الْغَيْبَةِ وَالْجُمْهُورُ بِنُونِ الْعَظَمَةِ .