المقالة الثامنة عشرة
سنن الله في الأمم وتطبيقها على المسلمين
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ( 13 : 11 ) ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ( 8 : 53 ) .
تلك آيات الكتاب الحكيم ، تهدي إلى الحق ، وإلى طريق مستقيم ، ولا يرتاب فيها إلا الضالون ، هل يخلف الله وعده ووعيده وهو أصدق من وعد ، وأقدر من أوعد ؟ هل كذب الله رسله ؟ هل ودع أنبياءه وقلاهم ؟ هل غش خلقه ، وسلك بهم طريق الضلال ؟ نعوذ بالله ! ! هل أنزل الآيات البينات لغوا وعبثا ؟ هل افترت عليه رسله كذبا ؟ هل اختلقوا عليه إفكا ؟ هل خاطب الله عبيده برموز لا يفهمونها ، وإشارات لا يدركونها ؟ هل دعاهم إليه بما لا يعقلون ؟ نستغفر الله ، أليس قد أنزل القرآن عربيا غير ذي عوج ؟ وفصل فيه كل أمر ، وأودعه تبيانا لكل شيء ؟ تقدست صفاته وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا هو الصادق في وعده ووعيده ، ما اتخذ رسولا كذابا ، ولا أتى شيئا عبثا ، وما هدانا إلا سبيل الرشاد ، ولا تبديل لآياته ، تزول السماوات والأرض ، ولا يزول حكم من أحكام كتابه الذي : لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ( 41 : 42 ) .
[ ص: 37 ] يقول الله : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ( 21 : 105 ) ويقول : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ( 63 : 8 ) وقال : وكان حقا علينا نصر المؤمنين ( 30 : 47 ) وقال : ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ( 48 : 28 ) هذا ما وعد الله في محكم الآيات مما لا يقبل تأويلا ، ولا ينال هذه الآيات بالتأويل ، إلا من ضل عن السبيل ، ورام تحريف الكلم عن مواضعه . هذا عهده إلى تلك الأمة المرحومة ، ولن يخلف الله عهده ، وعدها بالنصر والعزة وعلو الكلمة ، ومهد لها سبيل ما وعدها إلى يوم القيامة ، وما جعل الله لمجدها أمدا ، ولا لعزتها حدا .
هذه أمة أنشأها الله عن قلة ، ورفع شأنها إلى ذروة العلى ، حتى ثبت أقدامها على قنن الشامخات ، ودكت لعظمتها عوالي الراسيات ، وانشقت لهيبتها مرائر الضاريات ، وذابت للرعب منها أعشار القلوب ، هال ظهورها الهائل كل نفس ، وتحير في سببه كل عقل ، واهتدى إلى السبب أهل الحق فقالوا : قوم كانوا مع الله فكان الله معهم ، جماعة قاموا بنصر الله ، واسترشدوا بسنته فأمدهم بنصر من عنده . هذه أمة كانت في نشأتها فاقدة الذخائر ، معوزة من الأسلحة وعدد القتال ، فاخترقت صفوف الأمم ، واختطت ديارها ، لا دفعتها أبراج المجوس وخنادقهم ، ولا صدتها قلاع الرومان ومعاقلهم ، ولا عاقها صعوبة المسالك ، ولا أثر في همتها اختلاف الأهوية ، ولا فعل في نفوسها غزارة الثروة عند من سواها ، ولا راعها جلالة ملوكهم ، وقدم بيوتهم ، ولا تنوع صنائعهم ، ولا سعة دائرة فنونهم ، ولا عاق سيرها أحكام القوانين ، ولا تنظيم الشرائع ، ولا تقلب غيرها من الأمم في فنون السياسة . كانت تطرق ديار القوم فيحقرون أمرها ، ويستهينون بها ، وما كان يخطر ببال أحد أن هذه الشرذمة القليلة تزعزع أركان تلك الدول العظيمة ، وتمحو أسماءها من لوح المجد . وما كان يختلج بصدر أن هذه العصابة الصغيرة تقهر تلك الأمم الكبيرة ، وتمكن في نفوسها عقائد دينها ، وتخضعها لأوامرها وعاداتها وشرائعها ، لكن كان كل ذلك ، ونالت تلك الأمة المرحومة على ضعفها ما لم تنله أمة سواها . نعم قوم صدقوا ما عاهدوا الله عليه فوفاهم أجورهم مجدا في الدنيا ، وسعادة في الآخرة .
هذه الأمة يبلغ عددها اليوم زهاء مائتي مليون من النفوس وأراضيها آخذة من المحيط الإتلانتيكي إلى أحشاء بلاد الصين - تربة طيبة ، ومنابت خصبة ، وديار رحبة ، ومع ذلك نرى بلادها منهوبة ، وأموالها مسلوبة ، تتغلب الأجانب على شعوب هذه الأمة شعبا شعبا ، ويتقاسمون أراضيها قطعة بعد قطعة ، ولم يبق لها كلمة تسمع ، ولا أمر يطاع ، [ ص: 38 ] حتى إن الباقين من ملوكها يصبحون كل يوم في ملمة ، ويمسون في كربة مدلهمة ، ضاقت أوقاتهم عن سعة الكوارث التي تلم بهم ، وصار الخوف عليهم أشد من الرجاء لهم .
هذه هي الأمة التي كان الدول العظام يؤدين لها الجزية عن يد وهن صاغرات ، استبقاء لحياتهن ، وملوكها في هذه الأيام يرون بقاءهم في التزلف إلى تلك الدول الأجنبية ، يا للمصيبة ويا للرزية ! ! .
أليس هذا بخطب جلل ، أليس هذا ببلاء نزل ، ما سبب هذا الهبوط ، وما علة هذا الانحطاط ؟ هل نسيء الظن بالعهود الإلهية ؟ معاذ الله ! هل نستيئس من رحمة الله ، ونظن أن قد كذب علينا ؟ نعوذ بالله ! هل نرتاب في وعده بنصرنا بعدما أكده لنا ؟ حاشاه سبحانه ! لا كان شيء من ذلك ولن يكون ، فعلينا أن ننظر لأنفسنا ، ولا لوم لنا إلا عليها ، إن الله تعالى برحمته قد وضع لسير الأمم سننا متبعة ثم قال : ولن تجد لسنة الله تبديلا ( 33 : 62 ) .
أرشدنا سبحانه في محكم آياته إلى أن الأمم ما سقطت من عرش عزها ، ولا بادت ومحي اسمها من لوح الوجود إلا بعد نكوبها عن تلك السنن التي سنها الله على أساس الحكمة البالغة ، إن الله لا يغير ما بقوم من عزة وسلطان ورفاهة وخفض عيش وأمن وراحة ، حتى يغير أولئك ما بأنفسهم من نور العقل ، وصحة الفكر ، وإشراق البصيرة ، والاعتبار بأفعال الله في الأمم السابقة ، والتدبر في أحوال الذين جاروا عن صراط الله فهلكوا ، وحل بهم الدمار ، ثم لعدولهم عن سنة العدل ، وخروجهم عن طريق البصيرة والحكمة ، حادوا عن الاستقامة في الرأي ، والصدق في القول ، والسلامة في الصدر ، والعفة عن الشهوات ، والحمية على الحق ، والقيام بنصره ، والتعاون على حمايته ، خذلوا العدل ، ولم يجمعوا هممهم على إعلاء كلمته ، واتبعوا الأهواء الباطلة ، وانكبوا على الشهوات الفانية ، وأتوا عظائم المنكرات ، خارت عزائمهم ، فشحوا ببذل مهجهم في حفظ السنن العادلة واختاروا الحياة في الباطل على الموت في نصرة الحق ، فأخذهم الله بذنوبهم ، وجعلهم عبرة للمعتبرين .
هكذا جعل الله بقاء الأمم ونماءها في التحلي بالفضائل التي أشرنا إليها ، وجعل هلاكها ودمارها في التخلي عنها . سنة ثابتة لا تختلف باختلاف الأمم ، ولا تتبدل بتبدل الأجيال ، كسنته تعالى في الخلق والإيجاد ، وتقدير الأرزاق ، وتحديد الآجال .
علينا أن نرجع إلى قلوبنا ، ونمتحن مداركنا ، وتسير أخلاقنا ، ونلاحظ مسالك سيرنا ، لنعلم هل نحن على سيرة الذين سبقونا بالإيمان ، هل نحن نقتفي أثر السلف الصالح ؟ هل غير الله ما بنا قبل أن نغير ما بأنفسنا ، وخالف فينا حكمه ، وبدل في أمرنا سنته ؟ حاشاه وتعالى عما يصفون ، بل صدقنا الله وعده ، حتى إذا فشلنا وتنازعنا في الأمر ، وعصيناه من [ ص: 39 ] بعد ما أرى أسلافنا ما يحبون ، وأعجبتنا كثرتنا فلم تغن عنا شيئا ، فبدل عزنا بالذل ، وسمونا بالانحطاط ، وغنانا بالفقر ، وسيادتنا بالعبودية . نبذنا أوامر الله ظهريا ، وتخاذلنا عن نصره ، فجازانا بسوء أعمالنا ، ولم يبق لنا سبيل إلى النجاة والإنابة إليه .
كيف لا نلوم أنفسنا ، ونحن نرى الأجانب عنا يغتصبون ديارنا ، ويستذلون أهلها ، ويسفكون دماء الأبرياء من إخواننا ، ولا نرى في أحد منا حراكا ؟
هذا العدد الوافر ، والسواد الأعظم من هذه الملة لا يبذلون في الدفاع عن أوطانهم وأنفسهم شيئا من فضول أموالهم ، يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ، كل واحد منهم يود لو يعيش ألف سنة ، وإن كان غذاؤه الذلة ، وكساؤه المسكنة ، ومسكنه الهوان ، تفرقت كلمتنا شرقا وغربا ، وكاد يتقطع ما بيننا ، لا يحن أخ لأخيه ، ولا يهم جار بشأن جاره ، ولا يرقب أحدنا في الآخر إلا ولا ذمة ، ولا نحترم شعائر ديننا ، ولا ندافع عن حوزته ، ولا نعززه بما نبذل من أموالنا وأرواحنا حسبما أمرنا .
أيحسب اللابسون لباس المؤمنين أن الله يرضى منهم بما يظهر على الألسنة ، ولا يمس سواد القلوب ؟ هل يرضى منهم بأن يعبدوه على حرف ؟ فإن أصابهم خير اطمأنوا به ، وإن أصابتهم فتنة انقلبوا على وجوههم خسروا الدنيا والآخرة ؟ هل ظنوا ألا يبتلي الله ما في صدورهم ، ولا يمحص ما في قلوبهم ؟ ألا يعلمون أن الله لا يذر المؤمنين على ما هم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ؟ هل نسوا أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم للقيام بنصره ، وإعلاء كلمته لا يبخلون في سبيله بمال ، ولا يشحون بنفس ؟ فهل لمؤمن بعد هذا أن يزعم نفسه مؤمنا ، وهو لم يخط خطوة في سبيل الإيمان ، لا بماله ولا بروحه ؟ .
إنما المؤمنون هم الذين إذا قال لهم الناس : إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - لا يزيدهم ذلك إلا إيمانا وثباتا ، ويقولون في إقدامهم : حسبنا الله ونعم الوكيل ( 3 : 173 ) . كيف يخشى الموت المؤمن ، وهو يعلم أن المقتول في سبيل الله حي يرزق عند ربه ؟ ممتع بالسعادة الأبدية في نعمة من الله ورضوان ، كيف يخاف مؤمن من غير الله ، والله يقول : فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ( 3 : 175 ) .
فلينظر كل إلى نفسه ، ولا يتبع وساوس الشيطان ، وليمتحن كل واحد قلبه قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه خلة ولا شفاعة ، وليطابق بين صفاته وبين ما وصف الله به المؤمنين ، وما جعله من خصائص الإيمان ، فلو فعل كل منا ذلك لرأينا عدل الله فينا واهتدينا .
يا سبحان الله ، إن هذه أمتنا أمة واحدة ، والعمل في صيانتها من الأعداء أهم فرض من فروض الدين عند حصول الاعتداء ، يثبت ذلك نص الكتاب العزيز ، وإجماع الأمة سلفا وخلفا ، فما لنا نرى الأجانب يصولون على البلاد الإسلامية صولة بعد صولة [ ص: 40 ] ويستولون عليها دولة بعد دولة ، والمتسمون بسمة الإيمان آهلون لكل أرض متمكنون بكل قطر ، ولا تأخذهم على الدين نعرة ، ولا تستفزهم للدفاع عنه حمية ؟ .
ألا يا أهل القرآن لستم على شيء حتى تقيموا القرآن ، وتعملوا بما فيه من الأوامر والنواهي ، وتتخذوه إماما لكم في جميع أعمالكم مع مراعاة الحكم في العمل كما كان سلفكم الصالح ، ألا يا أهل القرآن هذا كتابكم فاقرءوا منه : فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت ( 47 : 20 ) ألا تعلمون فيمن نزلت هذه الآية ؟ نزلت في وصف من لا إيمان لهم . هل يسر مؤمنا أن يتناوله هذا الوصف المشار إليه بالآية الكريمة ؟ أو غر كثيرين من المدعين للإيمان ما زين لهم من سوء أعمالهم ، وما حسنته لديهم أهواؤهم : أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ( 47 : 24 ) .
أقول ولا أخشى نكيرا : لا يمس الإيمان قلب شخص إلا ويكون أول أعماله تقديم ماله وروحه في سبيل الإيمان ، لا يراعي في ذلك عذرا ولا علة ، وكل اعتذار في القعود عن نصرة الله فهو آية النفاق ، وعلامة البعد عن الله .
مع هذا كله نقول : إن الخير في هذه الأمة إلى يوم القيامة كما جاءنا به نبأ النبوة ، وهذا الانحراف الذي نراه اليوم نرجو أن يكون عارضا يزول ، ولو قام العلماء الأتقياء وأدوا ما عليهم من النصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين ، وأحيوا روح القرآن ، وذكروا المؤمنين بمعانيه الشريفة واستلفتوهم إلى عهد الله الذي لا يخلف لرأيت الحق يسمو ، والباطل يسفل ، ولرأيت نورا يبهر الأبصار ، وأعمالا تحار فيها الأفكار . وإن الحركة التي نحسها من نفوس المسلمين في أغلب الأقطار هذه الأيام تبشرنا بأن الله تعالى قد أعد النفوس لصيحة حق يجمع بها كلمة المسلمين ، ويوحد بها بين جميع الموحدين ، ونرجو أن يكون العمل قريبا ، فإن فعل المسلمون ، وأجمعوا أمرهم للقيام بما أوجب الله عليهم ، صحت لهم الأوبة ، ونصحت منهم التوبة ، وعفا الله عنهم ، والله ذو فضل على المؤمنين ، فعلى العلماء أن يسارعوا إلى هذا الخير ، وهو الخير كله : جمع كلمة المسلمين ، والفضل كل الفضل لمن يبدأ منهم بالعمل الله من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ( 18 : 17 ) اهـ .
أقول : رحم الله محمد عبده كاتب هذا الخطاب ، ورحم الله السيد الأفغاني الذي فتح له ولنا هذا الباب ، فهكذا فليكن التذكير بالقرآن : وما يذكر إلا أولو الألباب كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم الكلام في هذا كالكلام [ ص: 41 ] في نظيره ، من حيث إنه شاهد حق واقع فيما تقدم من سنة الله تعالى في الأمم والدول ، وإنما يخالفه في موضوع دأب القوم ، وفي الجزاء عليه المشار إليهما فيما اختلف به التعبير من الآيتين ، فالآية السابقة في بيان كفرهم بآيات الله ، وهو جحد ما قامت عليه أدلة الرسل من وحدانية الله ، ووجوب إفراده بالعبادة إلخ . وفي تعذيب الله إياهم في الآخرة . فتكرار اسم الجلالة فيها يدل على ما ذكرنا ؛ لأنه متعلق بحقه تعالى من حيث ذاته وصفاته ، وفي الجزاء الدائم على الكفر به الذي يبتدئ بالموت وينتهي بدخول النار . وهذه الآية في تكذيبهم بآيات ربهم من حيث إنه هو المربي لهم بنعمه ، ولهذا ذكر فيها اسم الرب مضافا إليهم بدل اسم الجلالة هناك - فيدخل في ذلك تكذيب الرسل ومعاندتهم وإيذاؤهم وكفر النعم المتعلقة ببعثهم والسابقة عليها ، وفي الجزاء على ذلك بعذاب الدنيا .
فقوله تعالى : فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين كقوله في آية العنكبوت : فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ( 29 : 40 ) .
وحاصل المعنى : أن ما يحفظه التاريخ من وقائع الأمم من دأبها وعادتها في الكفر والتكذيب والظلم في الأرض ، ومن عقاب الله إياها ، هو جار على سنته تعالى المطردة في الأمم ، ولا يظلم تعالى أحدا بسلب نعمة ، ولا إيقاع نقمة ، وإنما عقابه لهم أثر طبيعي ، لكفرهم وفسادهم وظلمهم لأنفسهم - هذا هو المطرد في كل الأمم في جميع الأزمنة . وأما عذاب الاستئصال بعذاب سماوي فهو خاص ممن طلبوا الآيات من الرسل ، وأنذرهم العذاب إذا كفروا بها ففعلوا .