( الضرب الثاني ) وكانت القسمة تقتضي ستة : المختلفتان ، ووقع منهما في القرآن خمسة أقسام
( القسم الأول ) مفتوحة ومضمومة ، وهو موضع واحد جاء أمة رسولها في المؤمنين .
( والقسم الثاني ) مفتوحة ومكسورة ، وورد متفق عليه ومختلف فيه ؛ فالمتفق عليه من ذلك سبعة عشر موضعا ، وهي ( شهداء إذ ) في البقرة والأنعام ( والبغضاء إلى ) في موضعي المائدة ، وفيها : ( عن أشياء إن تبد لكم ) ، ( وأولياء إن استحبوا ) في التوبة ، وفيها ( إن شاء إن الله ) ، و ( شركاء إن يتبعون ) في يونس و ( الفحشاء إنه ) في يوسف ، وفيها وجاء إخوة و ( أولياء إنا ) في الكهف . و ( الدعاء إذا ما ) في الأنبياء ( واتل عليهم نبأ إبراهيم ) في الشعراء ، و ( الدعاء إذا ولوا ) بالنمل والروم و ( الماء إلى ) في السجدة ، و ( حتى تفيء إلى ) في الحجرات .
والمختلف فيه موضعان ، وهما ( زكرياء إذ ) في مريم والأنبياء على قراءة غير حمزة ، ، والكسائي وخلف ، وحفص .
( والقسم الثالث ) مضمومة ومفتوحة ، ووقع متفقا عليه ومختلفا فيه ، فالمتفق عليه أحد عشر موضعا ، وهي ( السفهاء ألا ) في البقرة ( نشاء أصبناهم ) في الأعراف [ ص: 387 ] وفيها ( تشاء أنت ولينا ) ، و ( سوء أعمالهم ) في التوبة ، ( ويا سماء أقلعي ) في هود ، و ( الملأ أفتوني ) في موضعي يوسف والنمل ، و ( يشاء ألم تر ) في إبراهيم ، ( الملأ أيكم ) في النمل ، و ( جزاء أعداء الله ) في فصلت ، و ( والبغضاء أبدا ) في الامتحان .
والمختلف فيه موضعان ، وهما ( النبيء أولى ) ، و ( إن أراد النبيء أن ) في الأحزاب على قراءة نافع .
( والقسم الرابع ) مكسورة ومفتوحة ، وهو متفق عليه ومختلف فيه ، فالمتفق عليه خمسة عشر موضعا ، وهي : من خطبة النساء أو في البقرة ، و ( هؤلاء أهدى ) في النساء ، و لا يأمر بالفحشاء أتقولون في الأعراف و هؤلاء أضلونا ، و من الماء أو مما كلاهما فيها أيضا ، و من السماء أو ائتنا في الأنفال ، و ( من وعاء أخيه ) في موضعي يوسف ، و ( هؤلاء آلهة ) في الأنبياء ، و ( هؤلاء أم هم ) في الفرقان ، و ( مطر السوء أفلم ) فيها ، و ( من السماء آية ) في الشعراء ، و أبناء أخواتهن في الأحزاب ، و ( في السماء أن ) في موضعي الملك .
والمختلف فيه موضع واحد ، وهو ( من الشهداء أن ) في غير قراءة حمزة كما تقدم في المكسورتين .
( والقسم الخامس ) مضمومة ومكسورة ، وهو متفق عليه ومختلف فيه .
فالمتفق عليه اثنان وعشرون موضعا ، وهو ( يشاء إلى ) في موضعي البقرة ، ويونس ، والحج ، والنور ، ( ولا يأب الشهداء إذا ) في البقرة أيضا ، و ( ما يشاء إذا ) في آل عمران ( يشاء إن ) فيها ، وفي النور ، وفاطر ، و ( من يشاء إن ) في الأنعام ، و ( السوء إن ) في الأعراف ، و ( نشاء إنك ) في هود ، و ( يشاء إنه ) في يوسف وموضعي الشورى ، و ( ما يشاء إلى ) في الحج ، و ( شهداء إلا ) في النور ، و ( ياأيها الملأ إني ) في النمل ، و ( الفقراء إلى الله ) في فاطر ، و ( العلماء إن الله ) فيها و ( السيئ إلا ) فيها أيضا ، و ( يشاء إناثا ) في الشورى .
والمختلف فيه ستة مواضع ( أولها ) ( يا ذكرياء إنا ) في مريم في غير قراءة حمزة ، ، والكسائي وخلف ، وحفص ، وباقيها ( يا أيها النبيء إنا أرسلناك ، ويا أيها النبيء إنا أحللنا ) في الأحزاب ، [ ص: 388 ] و ( يا أيها النبيء إذا جاءك ) في الامتحان ، و ( يا أيها النبيء إذا ) في الطلاق ، و ( النبيء إلى ) في التحريم ، وهذه الخمسة في قراءة نافع .
( قسم سادس ) وهو كون الأولى مكسورة والثانية مضمومة ، عكس الخامس ، لم يرد لفظه في القرآن ، وإنما ورد معناه ، وهو قوله في القصص ( وجد عليه أمة ) والمعنى : وجد على الماء أمة ، فقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الهمزة الثانية من الأقسام الخمسة ، وتسهيلها عندهم أن تجعل في القسم الأول والثاني بين بين ، وتبدل في القسم الثالث واوا محضة ، وفي القسم الرابع ياء كذلك ، واختلف أئمتنا في كيفية تسهيل القسم الخامس ، فذهب بعضهم إلى أنها تبدل واوا خالصة مكسورة ، وهذا مذهب جمهور القراء من أئمة الأمصار قديما ، وهو الذي في " الإرشاد " ، و " الكفاية " لأبي العز ، قال الداني في جامعه : وهذا مذهب أكثر أهل الأداء ، قال : وكذا حكى أنه قرأ على أبو طاهر بن أبي هاشم ابن مجاهد ، قال : وكذا حكى أبو بكر الشذائي أنه قرأ على غير ابن مجاهد ، قال : وبذلك قرأت أنا على أكثر شيوخي ، وقال في غيره : وبذلك قرأت على عامة شيوخي الفارسي ، والخاقاني ، وابن غلبون ، وذهب بعضهم إلى أنها تجعل بين بين ، أي الهمزة والياء ، وهو مذهب أئمة النحو كالخليل ومذهب جمهور القراء حديثا ، وحكاه وسيبويه ، ابن مجاهد نصا عن اليزيدي ، عن أبي عمرو ، ورواه الشذائي عن ابن مجاهد أيضا ، وبه قرأ الداني على شيخه فارس بن أحمد بن محمد قال : وأخبرني عبد الباقي بن الحسن أنه قرأ كذلك عن شيوخه ، وقال الداني : إنه الأوجه في القياس ، وإن الأول آثر في النقل .
( قلت ) : وبالتسهيل قطع ، مكي والمهدوي ، ، وصاحب " العنوان " ، وأكثر مؤلفي الكتب ، كصاحب " الروضة " و " المبهج " ، والغايتين ، و " التلخيص " ، ونص على الوجهين في " التذكرة " ، و " التيسير " ، و " الكافي " ، و " الشاطبية " ، و " تلخيص العبارات " ، وصاحب " التجريد " في آخر فاطر ، وقال : إنه قرأ بالتسهيل على وابن سفيان الفارسي وعبد الباقي . وقد أبعد وأغرب في [ ص: 389 ] كافيه ، حيث حكى تسهيلها كالواو ، ولم يصب من وافقه على ذلك لعدم صحته نقلا وإمكانه لفظا ، فإنه لا يتمكن منه إلا بعد تحويل كسر الهمزة ضمة ، أو تكلف إشمامها الضم ، وكلاهما لا يجوز ولا يصح ، والله تعالى أعلم ، وقرأ الباقون وهم ابن شريح ابن عامر ، وعاصم وحمزة والكسائي وخلف ، وروح بتحقيق الهمزتين جميعا في الأقسام الخمسة ، وانفرد ابن مهران ، عن روح بالتسهيل مثل رويس والجماعة .