فصل    ( لام هل و بل ) اختلفوا في إدغامها وإظهارها   عند ثمانية أحرف ، وهي : التاء ، والثاء ، والزاي ، والسين ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والنون . ومنها خمسة تختص ببل ، وهي : الزاي ، والسين ، والضاد ، والطاء ، والظاء . وواحد يختص بهل وهو  
 [ ص: 7 ] الثاء ، وحرفان يشتركان فيهما معا ، وهما التاء والنون " فالتاء " نحو  هل تنقمون   ، و  هل تعلم   ، و  بل تأتيهم   و  بل تؤثرون      " والثاء " نحو  هل ثوب الكفار      " والزاي "  بل زين للذين   ،  بل زعمتم      " والسين "  بل سولت لكم      " والضاد "  بل ضلوا      " والطاء "  بل طبع      " والظاء "  بل ظننتم      " والنون " نحو  بل نتبع   ، و  بل نقذف   ، و  هل نحن منظرون   ، و  هل ننبئكم   فأدغم اللام منهما في الأحرف الثمانية   الكسائي     . ووافقه حمزة في التاء والثاء ، والسين . واختلف عنه في  بل طبع   فروى جماعة من أهل الأداء عنه إدغامها وبه قرأ  الداني  على  أبي الفتح فارس  في رواية  خلاد ،  وكذا روى صاحب التجريد عن  أبي الحسين الفارسي  عن  خلاد ،  ورواه نصا عنه   محمد بن سعيد  ومحمد بن عيسى ،  ورواه الجمهور عن  خلاد  بالإظهار وبه قرأ  الداني  عن  أبي الحسن بن غلبون  واختار الإدغام ، وقال في التيسير : وبه آخذ .  
وروى صاحب المبهج عن  المطوعي  عن خلف بإدغامه . وقال  ابن مجاهد  في كتابه عن أصحابه عن  خلف  عن  سليم  أنه كان يقرأ على  حمزة  بل طبع   مدغما فيجيزه . وقال  خلف  في كتابه عن  سليم  عن  حمزة  أنه كان يقرأ عليه بالإظهار فيجيزه وبالإدغام فلا يرده . وكذا روى   الدوري  عن  سليم ،  وكذا روى  العبسي   والعجلي  عن  حمزة     . وهذا صريح في ثبوت الوجهين جميعا عن  حمزة  إلا أن المشهور عند أهل الأداء عنه الإظهار . وأظهرها  هشام  عند الضاد والنون فقط وأدغمها عند الستة الأحرف الباقية ، وهذا هو الصواب والذي عليه الجمهور وهو الذي تقتضيه أصوله .  
وخص بعض أهل الأداء الإدغام  بالحلواني  فقط كذا ذكره   أبو طاهر بن سوار  وهو ظاهر عبارة صاحب التجريد  وأبي العز ،  في كفايته . ولكن خالفه الحافظ  أبو العلاء  فعمم الإدغام  لهشام  من طريقي  الحلواني  والداجوني  مع أنه لم يفند طريق  الداجوني  إلا من قراءته على  أبي العز     .  
وكذا نص على الإدغام  لهشام  بكماله الحافظ   أبو عمرو الداني  في جامع البيان ،  وأبو القاسم الهذلي  في كامله فلم يحكيا عنه في ذلك خلافا . وأما   سبط الخياط  فنص في مبهجه على  
 [ ص: 8 ] الإدغام  لهشام  من طريق  الحلواني  والداجوني  في لام هل فقط . ونص على الإدغام له من طريق  الحلواني  والأخفش  في لام "  بل      " ولعله سهو قلم من  الداجوني  إلى  الأخفش     - والله أعلم - .  
واستثنى جمهور رواة الإدغام عن  هشام  اللام من هل في سورة الرعد في قوله :  هل تستوي الظلمات والنور      . وهذا هو الذي في الشاطبية والتيسير والكافي ، والتبصرة ، والهادي ، والهداية ، والتذكرة ، والتلخيص ، والمستنير ، وغاية  أبي العلاء     . ولم يستثنها   أبو العز القلانسي  في كفايته ولم يستثنها في الكامل  للداجوني  واستثناها  للحلواني     .  
، وروى صاحب التجريد إدغامها من قراءته على  الفارسي  وإظهارها من قراءته على  عبد الباقي     . ونص على الوجهين جميعا عن  الحلواني  فقط صاحب المبهج فقال : واختلف عن  الحلواني  عن  هشام  فيها . فروى  الشذائي  إدغامها . وروى غيره الإظهار قال وبهما قرأت على شيخنا  الشريف  انتهى .  
ومقتضاه الإدغام  للداجوني  بلا خلاف - والله أعلم - .  
وقال الحافظ  أبو عمرو  في جامعه وحكى لي  أبو الفتح  عن  عبد الله بن الحسين  عن أصحابه عن  الحلواني  عن  هشام  أم هل تستوي   بالإدغام كنظائره في سائر القرآن قال ، وكذلك نص عليه  الحلواني  في كتابه انتهى . وهو يقتضي صحة الوجهين - والله أعلم - .  
وأظهر الباقون اللام منهما عند الحروف الثمانية إلا  أبا عمرو  فإنه يدغم اللام من  هل ترى      . في الملك والحاقة ، والله الموفق .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					