17436 ( وأخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر : أحمد بن الحسن القاضي ، قالا : ثنا ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير ، حدثني ابن إسحاق يزيد بن رومان ، ، قال : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عروة بن الزبير عبد الله بن جحش إلى نخلة ، فقال له : " كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش " . ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام ، وكتب له كتابا قبل أن يعلمه أين يسير ، فقال : " اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه ، فما أمرتك به فامض له ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على الذهاب معك " . فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه : " أن امض حتى تنزل نخلة ، فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم " . فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب : سمع وطاعة من كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي ؛ فإني ماض لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم : ومن كره ذلك منكم فليرجع ؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهاني أن أستكره منكم أحدا ، فمضى معه القوم حتى إذا كان ببحران أضل سعد بن أبي وقاص بعيرا لهما كانا يعتقبانه ، فتخلفا عليه يطلبانه ، ومضى القوم حتى نزلوا وعتبة بن غزوان نخلة فمر بهم : عمرو بن الحضرمي ، والحكم بن كيسان ، وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله ، معهم تجارة قدموا بها من الطائف أدم وزبيب ، فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله وكان قد حلق رأسه ، فلما رأوه حليقا قالوا : عمار ليس عليكم منهم بأس ، وائتمر القوم بهم يعني أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آخر يوم من رجب ، فقالوا : لئن قتلتموهم إنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام ، ولئن تركتموهم ليدخلن في هذه الليلة الحرم فليمتنعن [ ص: 59 ] منكم ، فأجمع القوم على قتلهم ، فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان ، وهرب المغيرة وأعجزهم ، واستاقوا العير ، فقدموا بها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم : " والله " . فأوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأسيرين والعير فلم يأخذ منها شيئا ، فلما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال ، أسقط في أيديهم ، وظنوا أن قد هلكوا ، وعنفهم إخوانهم من المسلمين ، وقالت ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام قريش حين بلغهم أمر هؤلاء : قد سفك محمد الدم في الشهر الحرام ، وأخذ فيه المال ، وأسر فيه الرجال ، واستحل الشهر الحرام ؛ فأنزل الله تعالى في ذلك : ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ) يقول : الكفر بالله أكبر من القتل ، فلما نزل ذلك أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العير وفدى الأسيرين ، فقال المسلمون : أتطمع لنا أن تكون غزوة ، فأنزل الله فيهم : ( إن الذين آمنوا والذين هاجروا ) إلى قوله : ( أولئك يرجون رحمة الله ) إلى آخر الآية وكانوا ثمانية وأميرهم التاسع عبد الله بن جحش . عن
( وأخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ، ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ، ثنا ، أنبأ ابن أبي أويس إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه - فذكر قصة موسى بن عقبة عبد الله بن جحش بمعنى هذا ، قال : وذلك في رجب قبل بدر بشهرين ، وفي ذلك دلالة على أن ذلك كان قبل نزول الآية في الغنائم .