17663  ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ  ، وأبو بكر : أحمد بن الحسن القاضي  ، قالا : ثنا  أبو العباس : محمد بن يعقوب  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي  ختن سلمة بن الفضل الأنصاري  ، ثنا سلمة  ، حدثني محمد بن إسحاق  ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة  ، عن عبد الله بن عروة بن الزبير  ، عن أبيه ، وعن يحيى بن عروة بن الزبير  ، عن أبيه ، قال : شرب عبد بن الأزور  ، وضرار بن الخطاب  ، وأبو جندل بن سهيل بن عمرو  بالشام  ، فأتي بهم  أبو عبيدة بن الجراح   - رضي الله عنه - قال  أبو جندل   : والله ما شربتها إلا على تأويل ، إني سمعت الله يقول : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات   ) فكتب أبو عبيدة  إلى عمر   - رضي الله عنه - بأمرهم ، فقال عبد بن الأزور   : إنه قد حضر لنا عدونا ، فإن رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غدا فإن الله أكرمنا بالشهادة ، كفاك ذاك ولم تقمنا على خزاية ، وإن نرجع نظرت إلى ما أمرك به صاحبك فأمضيته   . قال أبو عبيدة   - رضي الله عنه - فنعم ، فلما التقى الناس قتل عبد بن الأزور  شهيدا ، فرجع الكتاب - كتاب عمر   - رضي الله عنه - إن الذي أوقع أبا جندل  في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة ، وإذا أتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدهم ، والسلام . فدعاهما أبو عبيدة   - رضي الله عنه - فحدهما ، وأبو جندل  له شرف ولأبيه ، فكان يحدث نفسه حتى قيل : إنه قد وسوس ، فكتب أبو عبيدة  إلى عمر   - رضي الله عنهما : أما بعد ، فإني قد ضربت أبا جندل  حده ، وإنه قد حدث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك . فكتب عمر   - رضي الله عنه - إلى  أبي جندل   : أما بعد ، فإن الذي أوقعك في الخطيئة قد حزن عليك التوبة ( بسم الله الرحمن الرحيم حم  تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم  غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير  
 [ ص: 106 ] فلما قرأ كتاب عمر   - رضي الله عنه - ذهب عنه ما كان به كأنما أنشط من عقال  . 
				
						
						
