الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                17701 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن شيخ من بني قريظة : أنه قال : هل تدري عم كان إسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد نفر من هدل لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير كانوا فوق ذلك ؟ فقلت : لا . قال : فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له : ابن الهيبان ، فأقام عندنا ، والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه ، فقدم علينا قبل مبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين ، فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول له : يابن الهيبان اخرج فاستسق لنا ، فيقول : لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة ، فنقول : كم نقدم ؟ فيقول : صاعا من تمر أو مدين من شعير ، ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه فيستسقي ، فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب ، قد فعل ذلك غير مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاثة ، فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه ، فقال : يا معشر يهود ، ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع ، فقلنا : أنت أعلم ، فقال : إنه إنما أخرجني أتوقع خروج نبي قد أظل زمانه ، هذه البلاد مهاجره فأتبعه ، فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود ؛ فإنه يسفك الدماء ، ويسبي الذراري والنساء ممن خالفه ، فلا يمنعكم ذلك منه ، ثم مات . فلما كانت تلك الليلة التي افتتحت فيها قريظة ، قال أولئك الفتية الثلاثة وكانوا شبابا أحداثا : يا معشر يهود للذي كان ذكر لكم ابن الهيبان ، قالوا : ما هو ، قالوا : بلى والله لهو يا معشر اليهود ، إنه والله لهو لصفته ، ثم نزلوا فأسلموا ، وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم ، قال : وكانت أموالهم في الحصن مع المشركين ، فلما فتح رد ذلك عليهم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية