17708 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، ثنا أبو العباس : محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، ثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، حدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، قال : سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث عروة بن الزبير : أن أباه وجده شهدا حنينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالا : صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الظهر ، ثم عمد إلى ظل شجرة ، فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر يختصمان في دم عامر بن الأضبط الأشجعي ، وكان قتله محلم بن جثامة بن قيس ؛ فعيينة يطلب بدم الأشجعي عامر بن الأضبط ؛ لأنه من قيس ، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة ؛ لأنه من خندف وهو يومئذ سيد خندف ، فسمعنا عيينة يقول : والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر ما أذاق نسائي ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا " . وهو يأبى ، فقام رجل من بني ليث يقال له : مكتل مجموع قصير ، فقال : يا رسول الله ، ما وجدت لهذا القتيل في غرة الإسلام إلا كعير وردت ، فرميت أولاها فنفرت أخراها ، اسنن اليوم وغير غدا . فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده ، ثم قال : " تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا ، وخمسين إذا رجعنا " . فقبلها القوم ، ثم قال : ائتوا بصاحبكم يستغفر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءوا به ، فقام رجل آدم طويل ضرب عليه حلة له قد تهيأ فيها للقتل فجلس بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له : " ما اسمك ؟ " فقال : محلم بن جثامة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة ، اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة ، اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة " . ثم قال له : " قم " . فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه ، فأما نحن فيما بيننا فنقول : إنا لنرجو أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد استغفر له ، ولكن أظهر هذا لينزع الناس بعضهم عن بعض ، فأما ما ظهر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا .
وبمعناه رواه حماد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق .


